سورة آل عمران | حـ 394 | 38-39 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى هنالك دعا زكريا ربه أي عندما رأى مريم وما أحاط بمحرابها من المعجزات والآيات دعا ربه وكأنه انتبه إلى أن الله سبحانه وتعالى يكرم عباده حتى ولو بخوارق العادات هنالك دعا زكريا ربه وأيضا التفت
إلى معنى الولد الصالح فتمناه لما رأى السيدة مريم ورأى صلاحها ورأى كيف هي وكيف مرتبتها عند الله سبحانه وتعالى تمنى لو أن ولدا صالحا كهذه يكون له يعني الإنسان عندما يرى إنسانا ناجحا جدا يتمنى أن يصبح مثله وهو ما عنده ابن هنالك دعا زكريا ربه هنالك يعني ماذا يعني عندما رأى المعجزة أو عندما رأى الصلاح يا هذه يا هذه يهم الاثنان معا هنالك يعني عند رؤيته للصلاح تمنى الولد الصالح أو عند رؤيته للمعجزة التفت إلى أن الله
يستجيب حتى لخوارق العادات قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، طيب لما أنت تعلم أن هذه معجزة فلماذا تدعو؟ قال ما هو إذا استجاب الله حصلنا على النعمة وإذا لم يستجب حصلنا على الثواب، إذن الدعاء نافع في كل حال فماذا أخسر؟ قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الذرية هذه في الدنيا أو في الآخرة إن أرادها الله في الدنيا وهبها له وإن أرادها له في الآخرة رزقه بها في الجنة فيكون إذن لم يتجاوز في الدعاء
لأن الدعاء بهذه الصفة نافع على كل حال فإن استجاب الله له كان نافعا في الدنيا وهو يقول ذرية طيبة فيكون أيضا في الآخرة وإذا أخره في الآخرة كان نافعا في الثواب وفي استجابة الله له في الجنة يبقى الدعاء ما هو خير كله لأن الدعاء هو حقيقة العبادة التي تؤمن أن الله على كل شيء قدير والتي تؤمن أن الله واسع وأن الله كريم والتي تؤمن أن العبد لا حول ولا قوة إلا بالله، هذه حقيقة العبادة، هذا الكلام هو حقيقة العبادة. فناداته الملائكة،
جاءت الاستجابة ها هي، فناداته الملائكة. إنه نبي والملائكة تتنزل على قلوب الأنبياء وتوحي إليهم وتنقل مراد الله إلى قلوبهم. فناداته الملائكة إذن حدث وحي، الملائكة تعمل معه وحيا وهو قائم يصلي في المحراب قائم يصلي في المحراب فيبقى متلبسا بالصلاة وهذا معناه أن هذه الحالة محل إكرام، القيام في الصلاة محل للإكرام، التلبس بالصلاة محل إكرام فتبقى
تعرف نعمة الله عليك أيها المسلم لما دلك على الصلاة، ربنا هدانا وخصنا وقال لنا صلوا فجرا وظهرا وعصرا ومغربا وعشاء بالكيفية المعينة ومن هذه كيف تكون الحالة التي أنت فيها هذه محل إكرام؟ لأن هذه حالة يحبها الله، فناداه الملائكة وهو قائم يصلي، فالقيام للصلاة هذا هو ما لا تتركه، تقف عنده ويذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم إن في يوم الجمعة ساعة لا يصادفها
عبد مسلم يصلي لله، يصلي أي هو متلبس بحالة الصلاة فسأرشدك إلى حالة هي محل للإكرام واستجابة الدعاء وعندما تأتي إلى هذه الآية تبين لك أن هناك حقيقة كونية فهذا الكلام ليس للمسلمين فحسب بل كان أيضا لسيدنا زكريا من قبل والله هذه تكون حالة يحبها ربنا منذ أن خلق الخلق وإلى أن تقوم الساعة قائمة يصلي قائما يصلي في المحراب وانظر إلى الشكل
الآن في محراب وفيه واحد يصلي وهو قائم فماذا يرسم هذا يرسم صورة الحكمة تنزيل الجمال أن الله يبشرك بيحيى فالملائكة قالت له ماذا أن ربك يبشرك بيحيى أن ربك يبشرك بيحيى ما صفته مصدقا بكلمة من الله وسيدا هذه هي الصفة الثانية وخصوصا هذه هي الصفة الثالثة ونبيا
هذه هي الصفة الرابعة من الصالحين هذه هي الصفة الخامسة لا يوجد كلام هكذا يا إخواننا لا يوجد كلام هكذا هذا كلام ربنا في سطر واحد هكذا يكون في الكلام والسراء هذا كله هذا كلام ربنا فأريد شرحا ففي لقاء آخر نستودعكم الله السلام عليكم