سورة آل عمران | حـ 396 | 39 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يصف الله سبحانه وتعالى لزكريا ولده المنتظر الذي استجاب له الدعاء فيقول فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله كان أول من تسمى بيحيى هو يحيى لم نجعل له من قبل سميا ما معنى لم نجعل له من قبل سميا أي
ما كان هناك أحد من قبل يتسمى بهذا الاسم في الحقيقة يحيى مصدق سيدنا يحيى مصدق لمن إذن لا بد أنه سوف يصدق نبيا آخر وقد كان صدق ابن خالته مريم صدقها سيدنا عيسى مصدقا فما اسم الفاعل إن كان يصدق مصدقا فهو الذي سيتصدق فمن الذي صدق من سيدنا يحيى صدق
سيدنا عيسى سيدنا يحيى كان تمهيدا لسيدنا عيسى سيدنا يحيى أيد سيدنا عيسى فسيدنا يحيى مع سيدنا عيسى كسيدنا لوط مع سيدنا إبراهيم مثل سيدنا هارون مع سيدنا موسى يؤيدان مصدقا بكلمة من الله والكلمة التي من الله هي سيدنا عيسى وسيدنا عيسى كلمة الله لأنه قال له كن فيكون وسيدنا
عيسى هو كلمة الله لأنه جاء بكلمة الله فجاء بالإنجيل كلمة الله إذن فسيدنا يحيى صدق نبوة عيسى وصدق ما أنزل عليه من كتاب وسيدنا عيسى جاء يصحح مسيرة بني إسرائيل إنما جئت لخراف بني إسرائيل الضالة أن يرجعها إلى السبيل أن يرجعها إلى أن يقوم بنو إسرائيل بالوصايا العشر فعصوه وحاولوا قتله ودبروا المكايد وخرجوا عن الحد وطغوا فإنا لله وإنا إليه راجعون
وسيدنا السيد من السيادة هكذا والسيادة فيها نوع من أنواع العلو والتنزه والقيادة وعلو الهمة، فكان سيدنا يحيى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عالي الهمة، كان شجاعا فطنا سيدا كما وصفه الله سبحانه وتعالى، وكان يعمد الناس في نهر الأردن، فكان يصبغهم بصبغة الله، فسمي
أتباعه بالصابئة لأنهم كانوا يصطبغون في نهر الأردن، ثم بعد ذلك ولأن الغين والهمزة من مخرج واحد فالعرب نطقوها الصابئة هي حقيقتها ما الصابئة والصابئة أتباع سيدنا يحيى موجودون إلى يومنا هذا فئة قليلة بجوار الفرات في العراق ولهم كتاب ينسبونه إلى سيدنا يحيى ويطبعونه معكوسا مقسمينه نصفين وجاعلينه هكذا فلما تمسك
الكتاب تقرؤه من هذه الناحية هكذا وتضطر أن تقلبه هكذا تقرؤه من الناحية الأخرى هذا كتاب الصابئة الذين هم من الصابئة وسموهم صابئة لماذا صبغة الله وصبغة الله هذه جاءت من أين جاءت من نظرية العماد أن سيدنا يحيى كان يعمد أتباعه في نهر الأردن وسيدنا في سيادة وريادة وقيادة ولذلك لم يكن يخاف حتى أنهم قتلوه وعندما قتلوه قتلوا هو شهم لأن هو يتكلم بالحق لا يهاب ولا يخاف أحدا من الناس لا ملكا ولا حاكما ولا غيره
وحصورا أي أنه لا يفعل المنكرات وقيل أي أنه لا يتزوج من غير نقص فيه فالسيادة تدل على الكمال فكان كاملا لكنه لم يتزوج انشغالا بالدعوة إلى الله ومن هنا أجاز العلماء لمن لم تكن له طاقة بالزواج ورضي بالتفرغ للعلم أن يفعل ذلك ففعله شيخ الإسلام ابن تيمية وفعله الإمام النووي وغيرهم ممن جمعهم أو جمع بعضهم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في
كتاب عن العلماء الذين فضلوا العلم على الزواج وحصورا حصورا يعني فضل الدعوة إلى الله على الانشغال بالأهل والأولاد ونبيا كذلك هذا موحى إليه وسلسلة أنبياء بني إسرائيل تدل على ذلك من الصالحين يعني كذلك صلاحه كان عاليا وصلاحه لنفسه ولغيره وليس مقصورا على نفسه لأنه ما دام نبيا فهو صالح في نفسه هكذا لكن هذا كذلك من الصالحين المصلحين لغيرهم عليه
الصلاة والصلاة والسلام على نبينا، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.