سورة آل عمران | حـ 401 | 46-49 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 401 | 46-49 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يصف الله سبحانه وتعالى السيد المسيح فيقول في شأنه "ويكلم الناس في المهد" وهي معجزة ومعجزة نادرة، ومن تكلم في المهد قليل جدا على سبيل خرق العادة. وأولهم وسيدهم أولهم يعني في علو المقام لا في الزمان هو سيدنا عيسى عليه السلام وكهلا يعني عندما يصلون إلى حد الكهولة
والكهولة هي العقد الرابع من عمر الإنسان ومن الصالحين قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر مسألة عجيبة قال كذلك الله يخلق ما يشاء الكاف هنا كاف خطاب الأنثى ولذلك تكسر، يجوز أن نخاطب الأنثى بكاف مفتوحة لكن الأصل أن نخاطبها بكاف مكسورة. كذلك جاءت هنا لماذا؟ لأنها خطاب للأنثى. فلو كان قال لها كذلك فلا مانع أن يقول لها كذلك، لكن هنا على الأصل كذلك. الله يخلق ما
يشاء ينبهها ويلفت انتباهها إلى التي قد لا يلتفت إليها الإنسان حينما يرى ما يوجب الدهشة أو يسمع ما يوجب الانبهار، إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، استمرارا في الوصف إكراما للسيدة الجليلة ووصفا للواقع، ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل في سطر واحد، انظر كيف، ويعلمه الكتاب والحكمة، الكتاب المطلق والحكمة
التطبيق النسبي. فيجب أن يعلمه المطلق والنسبي، سيعلمه مراد الله من خلقه ويعلمه كيف يطبق الشريعة في أحكام الناس، في أحكام في واقع الناس، ويعلمه الكتابة. هذا من أين؟ من البداية أم من الطيب؟ ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، يعلمه
الكتاب أي يعلمه المطلق، يعلمه أحكام الله، مراد الله من خلقه والحكمة. يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، هي التطبيق، كيف تطبق مراد الله في واقع الناس، والتوراة إذ هذه الأسفار الخمسة التي نزلت على موسى عليه السلام، يعلمه ربنا كيف يفسرها وكيف يفهمها بعد أن شرحت شروحا أخفت حقيقتها وأضلت بها عن سواء السبيل، فجاء سيدنا عيسى ليعيدهم مرة أخرى إلى الطريق السوي المستقيم متحررا
من كل الشراح الذين انحرفوا بمسيرة رسالة موسى عن الصراط المستقيم والإنجيل سيأتي بشيء جديد بشرى وموعظة للناس حتى يعيد فيهم حب الدين ويحيي في نفوسهم ما قد اندرس واندثر عبر السنين والقرون وإسرائيل ورسولا إلى بني إسرائيل فيبقى إذا كانت هذه الرسالة
الأساسية هي إلى بني إسرائيل، ولذلك قال أعطوا مال قيصر لقيصر وأعطوا مال الله لله، وأراد أن ينهض بهم وأن يغير حالهم وأن يخرجهم من الإصر والأغلال ومن الضيق الذي أدخلوا أنفسهم فيه، إني قد جئتكم بآية من ربكم، وكانوا حينئذ يتعلقون بالخوارق، لماذا؟ لأن الله كان يرسل النبي في أثر النبي في أثر النبي فكانوا لا يقبلون عقلا ولا مفاهمة وإنما يقبلون ما كان يخرق العادة على عادة إرسال الأنبياء والرسل فيهم فجاءهم
بآيات وليس بآية واحدة لكي يقطع الطريق ويختتم أني أخلق لكم أي أصنع لكم فيبقى هذا دليلا على أنه يجوز أن نستعمل هذا الفعل خلق في معنى الصناعة فتقول هذه مواد مخلوقة يجوز لأن الله استعملها ونسبها إلى البشر إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله معجزة يأتي بطين ويعمله على هيئة الطير وينفخ فيه فيطير معجزة وأبرئ الأكمه والأبرص
يأتي الأكمه ويأتي الأبرص يضع يده عليه السلام عليهم يقومون كأنهم نشطوا من عقال ما من شيء وأحيي الموتى بإذن الله يأتي يقولون الطفل الصغير هكذا مات يضع يده عليه روحه ترجع إليه وأحيي الموتى ولكن بإذن الله ما هو يقول بسم الله على بركة الله وضع يده على الفور بسم الله الأب أبانا الذي في السماوات لأنه جاء هكذا يبشر الناس بالرب الذي في السماء صاحب السماوات والأرض وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم فقد كشف
عنه الحجاب جعل الكثيف لطيفا فالحائط كثيف لا أستطيع أن أرى من ورائه وهو يرى من ورائه كيف لأنه أصبح لطيفا وليس كثيفا فجعل الكثيف ينظر هكذا فيرى ما خلف الجدار ويرى الطعام ويرى الطعام وهو في الثلاجة، ولكن لم تكن هناك ثلاجة في ذلك الوقت. إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين، هذا هو جوهر الأمر، ها قد أتيتكم بالآيات، أفتؤمنون أم لا تؤمنون؟ غلبوه عليه الصلاة والسلام. اللهم يا ربنا اشرح صدورنا. للإسلام فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين
وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته