سورة آل عمران | حـ 402 | 50-52 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 402 | 50-52 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران مع قصة السيد الجليل صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا سيدنا عيسى يصفه الله فيقول ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم إذن جاء تصحيحا للمسيرة، جاء رحمة لبني إسرائيل، جاء لهدايتهم وردهم إلى الصراط المستقيم، جاء لردهم وليس لنقض الناموس ولا لنقض الوصايا العشر: لا تسرق، لا
تزن، لا تقتل. لو كانوا ساروا عليها ما كانت هناك حاجة لإرسال الرسل وإنزال الكتب، لكنهم انحرفوا عنها فأرسل إليهم عيسى ثم أرسل إليهم محمدا وأرسله للعالمين كما أراد ومصدقا لما بين يديه من التوراة وليحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم هذه آيات إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم
مؤمنين وجئتكم بآية من ربكم هو أنا الذي أفعل ذلك ليس أنا الذي أفعل ذلك هذا ربنا الذي قدر الله الذي خلق والله الذي رحم والله سبحانه وتعالى الذي خفف وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون الله سبحانه وتعالى أمر الأقوام بطاعة رسلهم قل أطيعوا الله والرسول يجب أن نطيع ربنا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم وأصبحت هذه الآية شعارا للمسلمين إن الله ربي
وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فأصبح المسلمون يصنعونها لوحات هكذا تدخل مكاتبهم فتجد معلقا إن الله ربي وربكم إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم، إذن هذه الآية التي ذكرها أو هذا الكلام المستقيم الذي ذكره سيدنا عيسى لبني إسرائيل وهو يدعوهم إلى الإيمان صار شعارا للمسلمين، وما ذلك إلا لأن سيدنا عيسى نبينا وسيدنا موسى نبينا وسيدنا يونس وسيدنا إبراهيم وسيدنا نوح كل هؤلاء الأنبياء الذين يخصوننا نحن، أي جزء من إسلامنا، فلو أن مسلما أنكر واحدا منهم
فإنه لا يعود مسلما وقد خرج عن الإسلام، في حين أن النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم قد أنكره الناس فضلوا وأضلوا ومنعوا أن يصل هذا القرآن إلى العالمين بأن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا هو كلام جميع المرسلين إلى يوم الدين حتى خاتمهم محمد يأمر الناس إلى يوم الدين أن لا بد أن نعبد الله سبحانه وتعالى يعني ما هو غرض المرسلين جاؤوا يقولون ماذا قالوا أن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم وهذا عدل
ولذلك كان صراطا مستقيما فلما عيسى منهم الكفر يبقى إذا هم لم يرفضوه صراحة فلما أحس لم يسمع لم يعرف فلما أحس عيسى منهم الكفر هذا يقتضي أنهم كانوا يلفون ويدورون أنهم كانوا في النهار يقولون له نعم إن شاء الله نكون معكم وفي الليل أبدا أنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فلا يأتمرون فلما أحس أن هذا معناه أنهم لم
يواجهوه بالكفر مواجهة صريحة في هذا المقام في هذا الوقت فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله يعني لا تتركوني غامضين هكذا انظروا من الذي معي ومن الذي ضدي قال الحواريون والحواريون هؤلاء كم عددهم اثنا عشر تلميذا اثنا عشر من كبيرة وبقية الأمة ماذا فعلت ولا شيء فبقوا على عنادهم وتلبسهم ومعصيتهم فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا
بالله واشهد بأننا مسلمون فهذه أمة واحدة هي أمة واحدة هذا نبينا سيدنا عيسى نحن أتباعه نحن أتباعه لماذا لأن أتباعه قالوا ماذا واشهدوا بأننا مسلمون، الحواريون أتباع سيدنا عيسى ربنا سماهم بأنهم مسلمون وربنا سمانا بأننا مسلمون، فنحن والحواريون أتباع سيدنا عيسى هم المسلمون، فمن هم المسلمون؟ إنه لا بد أن تظهر حقائق وأن المسلمين هم أتباع سيدنا عيسى، تصدر هكذا يقول لك الله كيف أتباع سيدنا عيسى نقول له وسيدنا محمد وسيدنا موسى ما
هم إلا أتباعه هكذا ونشهد بأننا مسلمون فاللهم اجعلنا من المسلمين الذين ترضى عنهم يا رب العالمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته