سورة آل عمران | حـ 403 | 53-55 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى على لسان الحواريين الذين اتبعوا سيدنا عيسى عليه السلام، يقول ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. نعم. الحواريون يدعون ربهم بأنهم قد آمنوا آمنا بما أنزلت في الإنجيل واتبعنا
الرسول سيدنا عيسى فاكتبنا مع الشاهدين فهؤلاء هم الذين أخلصوا الإيمان تماما وأعلنوه ونصروا سيدنا عيسى من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله هم أنصار الله فهم يقولون على الفور مباشرة مع ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ومكروا من الذي مكر فالذي مكر الأقوام الذين أحس عيسى منهم الكفر الذين يمكرون من قبل ومن بعد الذين اضطروه إلى أن يطالبهم بالصراحة ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين هذه من الصفات التي لا تذكر إلا مقابلة أي
لا يصح أن تشتق منها اسم فتقول إن الله ماكر لا ينفع هذا لأن هذه من صفات المقابلة هذه يخادعون الله وهو خادعهم يجب أن تتذكر معا هكذا ومكروا ومكر الله فهذه من الصفات المقابلة يسمونها المشاكلة سمى الله سبحانه وتعالى سمى الله سبحانه وتعالى ما تصرف فيهم بإذنه مكرا لأن الذي قد صدر منهم مكر وجزاء سيئة مثلها، لكن هذه الثانية ليست سيئة بل عقوبة والعقوبة هي التي تمنع الجريمة ولا تجعل المجرم يفلت بجريمته ولذلك هي ليست في حقيقتها سيئة وإنما سميت سيئة لأنها كانت في مقابل
سيئة أخرى فكذلك سمى الله تعالى تصرفه في الخلق مكرا عندما كان الذي صدر من الخلق مكرا ومكروا ومكر الله بمعنى أن الله سبحانه وتعالى محيط بنا وقادر علينا ولا نستطيع أن نخرج من أرضه أو سمائه وعلينا ألا نمكر وإلا فإن الله يملك من التصرف فينا ما يقابل ذلك المكر ولكن ربنا سبحانه وتعالى في تصرفه يتصرف في ملكه وأنت في تصرفك تصرفت بظلم من عندك لأن هذا الملك ليس ملكك، ومكروا ومكر الله والله
خير الماكرين، أي أن مكر الله خير وإن كان في مواجهة مكر أولئك الذي هو شر، إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك، يعني آخذك إلي ورافعك إلي، فإذن الوفاة هنا ليست الموت وإنما الوفاة. هنا هي الأخذ والاجتباء ومطهرك من الذين كفروا وأتعبوك وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم
إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون إلى يوم القيامة هنا في الدنيا علينا البلاغ وعلينا البيان وعلينا الصبر الجميل وعلينا التعايش أي لا يجوز أن أكرهه على الدين أن لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، فلا يجوز أن أحمله حملا على أن ينطق بلسانه، فما هو إلا أنه لا يؤمن قلبه وبعد ذلك ماذا يكون؟
هنا وصلنا إلى ماذا؟ إلى النفاق، والمنافق هذا في الدرك الأسفل من النار. لكم دينكم ولي دين، إنك لا تهدي ولكن الله يهدي من يشاء فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها يبقى إذا يتبين لنا ولكن يقول هكذا ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فموعدنا عند مليك مقتدر نحن نقول الذي فهمناه وآمنا به واعتقدناه وتأكدنا منه وجربناه مع ربنا في تجربتنا مع الله نقول لما اتضح لنا الحق وظهرت لنا الآيات طيب والجدال
الكثير فإن تولوا فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم فإن تولوا فما عليك إلا البلاغ إذا أنا هنا أقول له هكذا توليت موعدنا مع الله يبقى في أجمل من الإسلام آخرها في المناقشة لم نتفق فقال ماذا ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون وهي القاعدة تنسخ هذا يتكلم عن يوم القيامة ستنسخ كيف أنت منتبه يعني الكلام هذا يوحي لنا إلى يوم القيامة فهو يأتي ليخبرنا عن شيء لم يحدث بعد وبعدها ينسخ الذي سيحدث هذا كيف سينسخ،
فهذه الجلسة هذه ليست منسوخة كما يقول بعض الأولاد تنسخ كيف، هذا يخبرني عما سيكون غدا والخبر لا يدخله النسخ، فاللهم يا ربنا نور بصائرنا واهدنا واهد بنا، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.