سورة آل عمران | حـ 405 | 58 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا، حسنا، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم، كلمة ذلك تشير إلى مضمون ما سبق يعني نحن الآن في الآية رقم ثمانية وخمسين فيكون ذلك يعني مضمون السبع والخمسين آية التي مضت أتذكرونها هكذا
يعني ها يكون ذلك يعني مضمون ما سبق كان مشايخنا يقولون لنا هكذا ذلك يكون معناه ما ذلك مضمون ما سبق ما الذي سبق السبع والخمسون آية ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم فيكون إذن السبعة والخمسون سبعة وخمسون آية ومجموع آية كلمة آيات وما معنى ما معنى معجزة فيكون نحن قلنا لك سبعة وخمسون معجزة ذلك كل الذي مضى هذا هو نتلوه عليك من الآيات أي
نأتي نقول لك من صنف المعجزات حسنا والآيات هذه تعني آيات لماذا هي معجزات لماذا قال والذكر الحكيم فيكون وصف الكتاب بصفتين، الصفة الأولى أنه ذكر والذكر ضد النسيان فيكون إذا هذا كتاب إذا ما تذكرنا أحكامه وهدايته فإننا نسير على الصراط المستقيم وهذا الكتاب إذا ما نسيناه ونسينا أحكامه وتلاوته وهداه
فيكون سرنا على الصراط غير المستقيم وهذا معنى الذكر سمي ذكرا لأنه يجب علينا أن نذكره، الذكر معناه أنك تستحضر حقيقة كبرى هي أظهر الحقائق وهي الله سبحانه وتعالى، هذه الحقيقة هي الإيمان بالله، فإذا لم تكن من أهل القرآن وأهل القرآن هم الذين يتدبرون معانيه، هم الذين لا يقفون عند رسومه بحفظها بل بتطبيقها في حياتهم هم الذين
يسترشدون به فيهديهم فلو كنت من أهل القرآن كنت من أهل الذكر والذكر بمعنى الهداية والذكر بمعنى التذكر والذكر بمعنى الإيمان لأن كل هذه الأشياء هي الذكر والذكر وهذا في تلاوته وفي نظمه الشريف وفي أدائه الرباني حكيم محكم حكيم يعني ماذا فعيل والفعيل يطلق على اسم واسم المفعول
فأجرها على اسم المفعول تجده محكما، نعم هو محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ما فيه كلمة هكذا ولا هكذا. ما المعيار؟ يقول لك ما هو معيار معرفة أن هذه الكلمة من عند الله؟ فقال لك الاعتراف وعدم الاختلاف مع الائتلاف يقولون هكذا رضي الله تعالى رضي عنهم ومشايخنا في الأزهر يقولون هكذا الاعتراف مع عدم الاختلاف والائتلاف يعني ومع
الائتلاف ما هو الاعتراف هذا قال لك أن تعترف بقضية الوحي فإنك لو أنكرتها فلا يوجد مانع يعني الآن لا يوجد وحي فكيف سنناقش إذا كان هذا كلام ربنا أم لا أول شيء أن تؤمن أن هناك اتصالا بين الله وبين البشر فالاعتراف هو الاعتراف بكلمة الله أن لله كلاما قد أنزله على البشر ولذلك تجد اليهودي معترفا بهذه القضية ويقول نعم هذا سيدنا موسى نزل عليه كلام نقول له إذن إذا لم ندخل إذن أصل هذا معناه ماذا هذا معناه أشياء كثيرة جدا هذا يعني أنك اعترفت بوجود الإله واعترفت
بأنه حكيم واعترفت بأنه هو الخالق واعترفت بأنه لم يتركنا عبثا واعترفت بأنه قد أرسل الرسل وأنزل الكتب، انظر إلى الاعتراف! فعندما نأتي لنبحث في الأرض نجد واحدا ملحدا قال لا ما يوجد ربنا انتهى، فسندخل إذن هل هذا كلام ربنا أم إذا كان غير موجود فلا ينبغي أن نجلس ونخوض معه في مناقشة، والثاني يقول لي ماذا؟ نعم موجود ولكن ليس له علاقة بنا، والثالث قال لا بل موجود وأرسل الرسل، هذا سيدنا موسى نبي نقول له حسنا وسيدنا عيسى لم يعرفوه فلا يوجد اعتراف، حسنا والمسيحي يقول هكذا
سيدنا عيسى ما هو سيدنا عيسى نزل، فماذا عن سيدنا محمد، أليس كذلك؟ ما دام لا يوجد اعتراف، فليكن، ولكن يوجد كتاب يوجد كلام، فاليهودي والمسيحي والمسلم يقولون نعم يوجد كلام، إذن أول شيء لكي نعرف الكلمة هو الاعتراف، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، إذن عدم الاختلاف من عند الله عدم الاختلاف، والثالثة التي هي حكيم محكم ستأتي في الائتلاف، والائتلاف يعني أنه موافق للعقل موافق للمبادئ العليا للإنسان موافق للعلم، ولذلك بهذه الثلاثة تثبت أن هذا كلام الله، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.