سورة آل عمران | حـ 408 | 58 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران نقرأ قوله تعالى: ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم. وكنا توقفنا عند كلمة الحكيم وأنها فعيل تطلق على الفاعل والمفعول، صيغة فعيل تطلق على الفاعل والمفعول. وبدأنا بالمفعول بأنه محكم فهو كلام الله والدليل على ذلك الاعتراف وعدم الاختلاف والائتلاف وكنا تكلمنا على الاعتراف بأن لا يمكن أن يتكلم أحدهم ويثبت أنه من كلام الله إلا إذا كان معترفا بالوحي وبالأنبياء وبالرسل وبنزول الكتب وبأن
الله سبحانه وتعالى لم يتركنا عبثا ثم أنه بعد ذلك لا يكون هناك اختلاف كما قال تعالى أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، ثم تحدثنا عن الائتلاف وضربنا مثالا بالسقوف المعرفية المختلفة للبشر في قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم، فإن البدوي يراها تتحرك في ظاهر السماء فيظن أن الآية والفلكي يعلم أنها تتحرك في الفضاء الفسيح نحو نجم فيجا فيظن أن الآية تعنيها وكلما ارتفع واتسع السقف المعرفي كلما وجدنا القرآن وافيا بما حدث لا يعارض شيئا مما يكون ووالله
ليس في طوق بشر أن يتكلم بكلام يصلح لكل الأسقف المعرفية هذه جهة الإعجاز ويخرج علينا من يريد أن يسب المسلمين فيقول يعني أنتم كلما تظهر حاجة في العلم تسرعون وتقولون سبحان الله واكتفيتم بذلك نعم استهزئ بنا نحن لأننا نحن الذين فعلنا ذلك أما آباؤنا وأيضا القرآن كان مستمرا حينها ومستمر هنا ومستمر إلى يوم الدين القرآن لا علاقة له بالخيبة التي نحن فيها آباؤنا هم الذين أدركوا الكون وأسسوا العلوم وبنوا الحضارة واستفادوا من اليونان ومن الهند ومن فارس وهكذا إلى آخره وجعلوا
أنفسهم كالنحلة تأخذ من تلك الأزهار وتخرج للناس عسلا فيه شفاء للناس، هكذا كان المسلمون ونمت الحضارة الإسلامية ولكن كل حضارة للبشر وعلمه يستفيد منها المسلم فماذا نفعل إذا كان الكلام الله هو المعجز ونحن قلنا لكم معجزة هو المسلم هذا نحن نقول المعجزة هو الكتاب ولذلك في بعض الأحيان يكون بعض المسلمين حجابا بين الكتاب وبين الناس بين الله وبين الناس اللهم لا تجعلنا فتنة للقوم الكافرين في بعضنا ربنا كتب عليه أن يكون فتنة للقوم الكافرين نعوذ بالله من ذلك وهذا دعاء
من أدعية سيدنا إبراهيم وهو يعلمنا الدين انظر كيف ما الذي يدل أيضا على الائتلاف الذي نحن نقع عليه وترى الدقة المتناهية في نقل الكتاب الكريم على مستوى الأداء الصوتي يقول ربنا إن الله عنده علم الساعة انظر كيف يعمل السياق عنده علم الساعة وينزل الغيث وليس لا ينزل الغيث إلا هو وينزل الغيث عنده علم الساعة يعني كأنه أقفلها تماما، أما الثانية
فلا، هو ينزل الغيث وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام أيضا الثانية فتحها فتح البوابة هكذا، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا تماما أقفلها، وما تدري نفس بأي أرض تموت أقفلها، إن الله عليم أخبرني ما هذه في القرآن في آخر سورة لقمان، تعال عندما يسمع أحد الصحابة سيدنا رسول الله يقول هذا الكلام فيروي عنه، يروي عنه ماذا؟ بما فهمه، بما فهمه الصحابي رضي الله تعالى عنه، فقال ماذا؟ مفاتح الغيب
خمسة لا يعلمها إلا الله، هذا قلته أنت هل تدرك أن أفعالها لا يعلمها إلا الله، انتهى الأمر، أفعالها فعنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام، ولكن ذهب في البداية ماذا؟ وضع لك عبارة حول فهمه أن هذه الخمسة خاصة بربنا لا يستطيع أحد أن يفعل فيها شيئا، ثم تطور العالم وانتهى الأمر، استقر في أذهاننا أشياء الله لا يستطيع أحد أن يصنع منها شيئا، وبعد ذلك قالوا لا بل نحن نستطيع أن ننزل المطر وندخل عليهم قوم ينظرون إلينا هكذا من أعلى
إلى أسفل أنتم الذين تقولون إن ربكم هو الذي ينزل المطر ها نحن أيضا ننزل المطر، أنتم الذين تقولون إن الله يعلم ما الأرحام وما نحن أيضا أصبح لدينا جهاز الموجات فوق الصوتية ونعلم ما في الأرحام إن كان ذكرا أم أنثى فلنرجع إلى الآية فلنجد ما ليس فيها خمسة مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله هذا الكلام كله هذا ليس فيها الذي فيها ماذا إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث غير أنه لا يوجد إلا هو، الآية لم تقل "ويعلم ما في الأرحام"، قالت "وما أحد يعلم الذي في الأرحام"، لم تقل "وما تدري نفس"، هذا انتقل إلى النفي، "وما تدري نفس"، هذا انتقل إلى النفي مرة أخرى، الله سبحان
الله، ونأتي قائلين ماذا سبحان الله مرة أخرى أبدأ فوق كل الأسقف المعرفية فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا مسلمين وإلى لقاء آخر أستودعكم الله