سورة آل عمران | حـ 409 | 58 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 409 | 58 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو أحكم القائلين: ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم، وكلمة الحكيم معناها المحكم لأنها تعني اسم المفعول، ووزن فعيل يصلح للدلالة على الفاعل والمفعول، فمثلا قتيل أي مقتول حبيب أي محبوب جريح أي مجروح وتقول مثلا
بديل أي مبدل ومبدل الاثنان معا بديل تصلح للاثنين جبير أي جابر فقير أي مفتقر اسم فاعل فتصلح هكذا وتصلح هكذا فلما يأتي يقول لك حكيم فيكون أي حاكم وأي محكم فهل القرآن حاكم نعم إن الحكم إلا لله إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه، فالحكم لله وحده، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، فأولئك هم الظالمون، فأولئك
هم الفاسقون. إذن فالقرآن حاكم وهذا الذكر يجب أن نحكمه في أنفسنا، قال "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما كنا قديما ونحن صغار ونلعب يقول لك سلم ارفع يدك سلم تسليما هكذا سلم يعني هكذا هو التسليم الذي هو ماذا تسليم القياد لله رب العالمين لأن أصلها ليست نافعة إلا بربنا ليست نافعة إلا بربنا والدنيا التي نحن فيها هذه من غير ربنا لو كانت سوداء على رأي بعض مشايخنا لكانت مصيبة
كبيرة نعم لكانت مصيبة أي أنه كان يقول رحمه الله هكذا إن هذه الدنيا لو لم يكن فيها ربنا يا أولاد والله لكانت مصيبة الله فماذا سيفعل الفقير وماذا سيفعل المريض وماذا سيفعل الذي على قدره وماذا سيفعل المغلوب على ماذا سيفعل الله والمظلوم ماذا سيفعل هذه الدنيا تصبح إذن مقلوبة ولكن ما رأيك أن الدنيا ليست مقلوبة يا أخي نحن نحب الحياة وقالوا لا هذا المسلم لا يحب الحياة نحن هذا نحن نحب التعمير لا التدمير هذا نحن نحب تزكية النفس هذا نحن نحب أن نعبد ربنا وما دمنا إن الله نحب الحياة هذا نحن تعالوا نتحدث عن عمارة هذه الأكوان، هذا نحن نقول إن الكون يسبح
وإن كل شيء يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، هذا نحن سائرون هكذا وعارفون أن العمود هذا يسبح والأرض هذه تسبح والعمود الآخر هذا يسبح والسقف هذا يسبح، أرأيت عقيدة أجمل من إنني وأنا أسير في هذا الكون أسمع تسبيح الكائنات في عقيدتي، وبعض أولياء الله يسمعونها جهرا. من شاهد الكون عرف حقيقته، هذا يسبح، هذا الكون الذي حولنا يسجد لله، والنجم والشجر يسجدان، حتى النجم وحتى الشجر وحتى كل شيء يسجد لله بحاله، هو ساجد هكذا. تخيل وأنت ساجد وتشعر أن الكون كله سيجد معك لربنا نحن لا نحب الحياة
نحب الحياة لكن الدنيا والحياة هذه من غير ربنا والله ما تساوي شيئا والله ما يبقى فيها لا أمن ولا نتمتع فيها بشربة ماء هذا ربنا هو جمال الحياة ربنا هو الذي يحلي الدنيا هو الذي يجعلني عندما تشوكني شوكة وأقول أي أو نعم قم يقول لك نعم هذه عليها ثواب وتأخذ ثوابك من الله هذا حول المصيبة إلى شيء حلو رأيتم كيف من هذا إذن إذا ما جعلنا الذكر حكيما أي جعلناه حاكما فينا فكما أنه حكيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
فهو حاكم يجب علينا نحكمه في أنفسنا وفي أولادنا وفي مناهجنا وفي طريقة تفكيرنا حتى نصل إلى حالة التفكير المستقيم حاكم فلا وربك انظر إلى القسم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم إذن فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الترجمة البشرية للقرآن الكريم انتبه القرآن هذا صفة من صفات الله قديما سيدنا محمد مخلوق، ولكن هذا هو المرآة التي تعكس كلام الله، أي أن كلام الله
تجلى على محمد صلى الله عليه وسلم، فكان قرآنا يمشي على الأرض. قال تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم"، وقالت عائشة "كان خلقه القرآن". فإلى لقاء آخر، نستودعكم الله، والسلام عليكم