سورة آل عمران | حـ 410 | 59-60 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 410 | 59-60 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. سيدنا عيسى من عقائد المسلمين ولا يكون المسلم مسلما إلا المسيح كما أخبر الله سبحانه وتعالى لأن بعض الطوائف لا تعترف بهذا الميلاد المعجز،
مريم تحمل من غير ولد من غير رجل، يجب أن تؤمن هكذا، فإن لم تؤمن فلن تكون مسلما، إما هكذا وإما لا شيء، والله أعني أنا مؤمن بالله ومؤمن برسوله ومؤمن وأصلي وجئت في هذا الموضع نعم فيكون ذلك تكذيبا لله ورسوله، ما هذا؟ إن مقام سيدنا عيسى عظيم جدا عند ربنا، فماذا إذن؟ إنه من أولي العزم من الرسل، والإيمان به ركن من أركان الإسلام، فلا يصح أن نقول والله إنني مؤمن بكل شيء لكن سيدنا عيسى لا أريد أن أؤمن به، أو سيدنا موسى، لا تكن مسلما قال فقط هذا أنا أصلي وأصوم قال وإن صلى
وصام وزعم أنه مسلم في ذلك في الحديث وإن صام صلى وصام وزعم أنه مسلم لا يكون مسلما يكون هذا يدل على أمور منها أن المسلمين يؤمنون بسيدنا عيسى ومنها تعظيم سيدنا عيسى عند الله ومنها أن المسلم دين منفتح على العالمين لا يرفض أحدا فكان أولى بالمسلمين أن تكون لهم الريادة والقيادة حيث إنهم يقبلون الناس جميعا، إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم فلما جاء الميلاد المعجز ظن بعضهم في سيدنا
عيسى الألوهية فنشأت مشكلة، الرب رب والعبد عبد وهناك فرق بين المخلوق والخالق فقضية أن سيدنا عيسى كونه إلها أحدث مشكلة، ولذلك رأينا فلاسفة الإسكندرية قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم يختلفون ويقولون أي هو هذا حقيقة أم مجاز أي هو ربنا أم ربنا بمعنى أن ربنا أيده وظهرت الطوائف الكثيرة ومنهم طائفة الآريوسيين وكانوا يقولون بنبوة عيسى عليه السلام وكان منهم عدي بن حاتم الطائي المشهور بالكرم
وأسلم وجاء إلى رسول الله وقال ألم تكن من الآريوسيين، يعني أن رسول الله كان يعرف هؤلاء ويعرف ما يقولون، والآريوسيون انتشروا في فترة من الفترات قبل رسول الله ثم اندثروا شيئا فشيئا وجاءت المجامع وطردتهم وسمتهم الهراطقة، وقد أحدثت مسألة كبيرة عيسى هو الإله حتى انشقت الكنيسة بين شرقية وغربية يختلفون هل هذا الإله بطبيعة واحدة أم بطبيعتين مشاكل، فربنا في وفد نجران وهو يناقش سيدنا محمد يعرضون عليه أيضا بعض هذه المشاكل أي أن
عيسى هو الإله بطبيعة أم بطبيعتين أم كذلك أي يوجد كلام فيقول إن مثل عيسى هذه هي الحجة البسيطة المعروضة على البشرية جمعاء، آمن من آمن بها وأصر على ما هو عليه من أصر، والأجر على الله، لكن الكلمة وردت واضحة: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم، أتتعجبون من أي شيء؟ من أنه ولد من غير أب؟ فسيدنا آدم كان أعجب من هذا، فقد من تراب ولكن هذا كان من بطن إنسان مكرم هي السيدة مريم عليها السلام فيكون أقرب إلى
العقل، ولكن سيدنا آدم فهذا أحضر قليلا من تراب فالملائكة أحضرتهم وعجنتهم وصنعتهم كما كانوا ونفخ فيهم الروح فقط روح قال له كن فيكون، فعلام تتعجبون إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم، قصة آدم هذه موجودة عندكم أم لا؟ قالوا نعم موجودة، ربنا أخذ قليلا من التراب وقليلا من الماء، ونفخ فيه من روحه فصار آدم. قالوا نعم، إذن هو على كل شيء قدير. آه حسنا، جاء إلى السيدة مريم وقال لها احملي بالأمر هكذا، فحملت فولدت. فماذا؟ عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون هذا
الذي حدث في أشكال عقلية يعني لهذا في حجة عقلية أبسط وأقوى من هذا الكلام الحق من ربك فلا تكن من الممترين لا تجادل إذن فالحكاية أوضح من الواضحات وأبين من البينات مررها إذن انتهت الحكاية وضحت وانتهت وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته