سورة آل عمران | حـ 412 | 62 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 412 | 62 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول الله سبحانه وتعالى بعد أن قص علينا القصص، قصة سيدنا زكريا وقصة سيدتنا مريم وشيئا من قصة عيسى عليه الصلاة والسلام، إن هذا لهو القصص الحق أنه إذا كانت القصص يحدث فيها نقل والنقل يحدث فيه تحريف إما عن قصد وإما عن غير قصد لأن الإنسان يتكلم بلغة
واللغة حمالة أوجه فيسمع هذه اللغة مستمع فيحملها على ما يفهم وبعض ما يفهم ليس هو الذي يريده المتكلم فعندما أقص عليك قصة فأنا أتكلم وأنت تسمع معنا معين لكن هذا المعنى لا يصل إليك كما ينبغي وتفهمه بفهم آخر فإذا حكيته عني لا تكون كاذبا بمعنى أنك قد تعمدت الكذب علي ولكن تكون مخطئا لأنك قد فهمت فهما غير دقيق أو فهما خاطئا ومن هنا فإن قريشا قد أسمت الخطأ كذبا خطأ يوافق
اعتقادك أنت تعتقد هذا لكنه يخالف الواقع فكان خطأ فتسمى الخطأ كذبا في يوم الفتح قال سعد اليوم يوم الملحمة اليوم يوم الملحمة يعني ماذا سنجعل الدم يصل إلى الركب اليوم يوم الملحمة فقالوا لسيدنا رسول الله إن أبا سفيان جاء إليه وقال له انظر ماذا يقول سعد يقول اليوم يوم الملحمة أنت الآن بعد أن طرده أهله صاروا أصحابه وحاربوه وهكذا وأرادوا أن يقضوا عليه وبعد ذلك لما مضى قال لك أهله قالوا كذب سعد كذب سعد
اليوم يوم الرحمة فإذا كذب سعد فهذا يعني ماذا أخطأ سعد يعني وقع في الخطأ بلغة قريش والشراح يقولون هكذا ويقولون كذب سعد أي أخطأ بلغة قريش يبقى إذا القصص فيه نقل والنقل يحتمل الخطأ فكانت من معجزات القرآن وهو منقول أن يحفظه الله وكل ما تتأمل في هذا القرآن وتتدبر تجد أن الله قد أنزله على هيئة تساعد في هذا الحفظ وتؤكده كان
الله له أن ينزله على قراءة واحدة لكنه أنزله على قراءات متعددة حتى تعلم أن العلماء الناقلين لهذا الكلام على وعي بكل حرف فيه وبنطقه وبطريقة أدائه، هذا الحرف مفتوح أم مضموم أم مكسور يعرفون ويقولون لك هكذا إنه هذا مفتوح وهنا مكسور وهنا مضموم، سبحان الله هذا أنتم لديكم كل شيء هذا أنتم تعرفون إذن حرفا ماذا قال لماذا فتؤكد القراءات المختلفة حفظ القرآن شيء غريب عجيب ومن
عجائب حفظ القرآن أن الصغير والكبير يحفظه ليس هناك نص كذلك الصغير والكبير يحفظه ومن عجائبه أن العربي والأعجمي يحفظه ليس هناك نص كذلك ليس هناك شيء اسمه واحد عربي حافظ شكسبير مثلا ليس هناك شيء اسمه كذلك ومن عجائبه أنه محفوظ عبر القرون يعني تأتي بمصحف من القرن الأول مكتوب في المغرب فتجده هو نفسه المصحف من القرن العاشر مكتوب في إندونيسيا ما هذا من عجائب النقل ولذلك كان الحفظ
في جانب النقل من المعجزات ومن عجائبه أنه محفوظ بطريقة لم تحفظ بها السنة التي هي بقية الكلام النبي أنت منتبه، الله، فلماذا حفظت هذه القطعة من كلام النبي وهذه القطعة لم يحفظوها؟ هكذا، إن هذا كلام الله وليس كلام النبي. لو كان كله كلام النبي لتداخل بعضه في بعض ولوجدنا مثلا قراءات، فقرآن فيه زيادة وقرآن فيه نقص، لا يوجد شيء من ذلك. هكذا لدينا شيء مضحك يقولون لنا لماذا لا تغيرون قرآنكم هذا زدتم فيه فنقول لهم كيف نغيره وهو ثابت هكذا فيقولون إذن الشريعة جامدة فنضحك أيضا ونقول إن هذا يصلح لكل
زمان ومكان لكنهم لا ينتبهون ولا يفهمون ما معنى أنه فريد عجيب وحيد أي لا يوجد شيء كذلك، لا يوجد شيء في العالم كذلك، ومن أجل هذا يؤمن به المسلمون ويعظمونه ويوقرونه ويقدسونه ويحبونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار عسى أن يرضى الله عنا، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.