سورة آل عمران | حـ 413 | 62 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى بعدما قص علينا القصص "إن هذا لهو القصص الحق"، فبين بذلك أن هناك قصصا حقا وأن هناك قصصا باطلا، والقصص الباطل يأتيه الفساد. من سوء الفهم وسوء الفهم يأتي من أمور منها سوء النية عندما يكون الإنسان سيء النية فإنه يفهم ويسمع ما يريده ويحمل الكلام على غير وجهه ولذلك فإن الأصوليين
من أهل الإسلام يقولون إن هذه اللغة وهي تتداول بين الناس الاستعمال من صفة المتكلم والحمل من صفة السامع والوضع قبلهما ما هذا الكلام يعني ما هذه العبارة هذه عبارة كذلك في أصول الفقه إنما هي شيء آخر تلخص لك كل الذي يحدث في هذا العالم أنا أريد أن أتكلم كلاما فأستعمل اللغة معي فقلت لك الكلام أنت سليم النية فتحاول أن تفهم الكلام على أحسن محامله إنما
لو تقول لي إنك تشتمني وأنا أنصحك، تقول لي إنك تشتمني، يعني لو كنت قد أخذت على خاطرك مني شيئا فحاول أن تجد أن أذنك سمعته بطريقة أخرى، فسوء النية أحد عوائق الفهم، والاستعمال من صفة المتكلم، والحمل كونك تحمله على المعنى الصحيح أو على المعنى القبيح من صفة السامع، فالسامع ويقول لا هذا قصده أن يتهمني يا أخي، الكلام ليس فيه شيء أنا سامع وليس فيه شيء، يقول لك لا أنت لست تعرف ولكن نيته السوداء، فسوء النية يعطل الفهم الصحيح، والغباوة تعطل الفهم الصحيح، والجهل باللغة يعطل الفهم
الصحيح، كل هذه الأشياء عوائق للفهم الصحيح وهي هذه التي تفعل مع حسن نية القصص غير الحق، فما بالك إذن مع سوء النية؟ أنا حدثتك عن شخص ذهبت فحرفت الكلام ونقلته بعد التحريف لتوقع بيني وبينه، بالمناسبة هذا قال كذا وكذا، ما هذا الإيقاع الذي بيني وبينه؟ يكون هذا قصصا غير حق، كلام ربنا لأنه محفوظ. وكلام ربنا لأن له معايير لفهمه منضبطة وضعها الله سبحانه وتعالى وعلمها عباده، ولذلك قام المجتهدون الأتقياء والأنقياء
بوضع هذه الأدوات ووضعوها في شيء يسمى أصول الفقه أي كيف تتفقه وكيف تفهم، ولذلك عندما يقرأ الكتاب غير المتخصص يقرأ هكذا هو ولا يطلب منه الهداية فيذهب به في كل شيء مكان لأنه لا يريد به الهداية يقول انظر هذا متناقض انظر هذا أنا لا أفهمه انظر هذا كلام لا معنى له انظر وهكذا ولا يبقى هدى له وهو عليهم أي عمى إنما هو هدى لمن للمتقين فمتى ستشعر بهذا القصص الحق عندما تكون عندما تكون من المؤكد أن هذا هو القصص الحق، هذا ما هو، انظر
جملة واحدة قضينا فيها حلقتين أو ثلاث، وما من إله إلا الله، هذه قضية الكون هكذا، يوجد إله، أغلب البشر يقولون يوجد إله، ولكن لماذا يتدخل بيننا أم لا، هنا ينقسم البشر إلى قسمين، قسم يقول طبعا هل لنا غير الله والآخر يقول لا ما له علاقة بنا هو موجود نعم لكن ما له علاقة بنا أعط الذي بيننا وبينه ائت بواحد وقل له أنت مؤمن بالله يقول لك إذن نعم مؤمن طيب هذا الله يقول لك صل قال ما له علاقة بنا الله لا يقول لماذا أصلي أو أصوم أو أزكي أو أقول الكلام الطيب
أو لا أقتل أو لا أسرق أو لا أزني لا ربنا في حاله ونحن في حالنا الذين يريدون أن يفرقوا بين الله ورسله يعني ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا هؤلاء كافرون، لكن هذا يقول أنا مؤمن بالله، نعم هذا غير مؤمن بالرسول، يقول ربنا ليس له علاقة بنا، ما أقبح هذا، فانظر إذن إلى الكلمة الثانية، قضية أن هذا لهو القصص الحق، قضية تعلمك كيف تفهم، قضية تلفت انتباهك لما يحدث بين الخلق من نقل،
تلفت وظيفة اللغة تلفت نظرك إلى حسن النية، تلفت نظرك إلى العلم، تلفت نظرك إلى أدوات الفهم، تلفت نظرك إلى المصادر واعتماد المنهج العلمي. إن هذا لهو القصص الحق. ما هذا؟ هذا شيء عال جدا! ومن بعدها يقول ماذا؟ وما من إله إلا الله. إذن هذا الكلام ليس فيه حشو. ليس هناك ما المانع في ذلك هكذا أكمل لكي نختتم الآية أم لا شيء وهذا موجود في كلام البشر لكن أبدا في كلام الله أبدا كل حرف يا أخي له معنى وله قصة وما من إله إلا الله هذه هي الحكاية كلها في النزاع الذي يحدث الآن أن هناك إلها أم لا يوجد موقف؟ أرأيت من اتخذ إلهه هواه في الهوى
مع الله، يعني أم ربنا وحده هو الذي يأمر وينهى في التكليف أم لا يوجد تكليف؟ وأن الله لهو العزيز الحكيم، هذه قصة أخرى، وأن الله لهو العزيز الحكيم، هذا يقول لي كما خلقتك كما كلفتك أنت ستعود إلي وبعد ذلك ربنا سبحانه وتعالى ليس هو رحيما ورحمانا وله الجمال لكن له الجلال لكي نستقيم نحن هنا فيقول لي ماذا عزيز وحكيم والحكيم هذا يكون مطلعا أم لا يكون مطلعا الله هذه مسألته الثالثة في العلاقة بيني وبينه سبحانه وتعالى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله عليكم السلام ورحمة الله