سورة آل عمران | حـ 415 | 64 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 415 | 64 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله ومع سورة آل عمران، يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلم المسلمين أدب الحوار وأسس المناظرة "قل"، أول ما يقول "قل" يكون كلاما موجها مباشرة إلى سيدنا رسول الله ثم الأمة من بعده لأن كل واحد من المسلمين ينبغي أن يكون قائما مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبليغ بلغوا عني ولو آية قال فيبقى يقول لك أنت قل الآن ولكن تتبع وقال قل بالأساس لسيد
الخلق ثم أنت من ورائه تتبع قل يا أهل الكتاب يا ينادي يا أهل الكتاب يكون هذه الدعوة هاهي يا يكون فيها دعوة يا أهل الكتاب واحد يشير هكذا تعالوا دعوة هي أخرى يا تدعو واحد حتى عندما ندعو ربنا نقول يا الله فيا تعني ماذا دعاء نداء يا أهل الكتاب تعالوا يكون تعالوا هذه دعوة أخرى يكون ندعوهم ثم ندعوهم وتعالوا يعني
معناه أننا يمكن أن نعقد المؤتمر عندنا ويمكن أن نذهب إليهم، ولكن هنا تعال وهذه تنفع بماذا؟ عندنا واحد يأتي يقول لك والله أنتم تعقدون مؤتمرات لماذا للحوار؟ هم هؤلاء ينفع معهم حوار؟ هؤلاء يشتموننا، هؤلاء يعادوننا، ولكن ربنا قال هكذا. طيب أنا أعمل ماذا؟ ربنا جعلك إنسانا حضاريا لا تستطيع أن تشتم عيسى ولا أن تشتم موسى، عيسى وموسى أنبياؤك، لا تستطيع أن تسيء إلى الخلق، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا لعانا ولا فاحشا ولا بذيئا ولا كان يحب ذلك، ماذا تفعل؟ الله غالب،
الله غالب، أتريد أن تشتم وتفعل لأن مثلما يشتمونك؟ كفيناك المستهزئين اصبر ووسع صدرك الحكاية ليست كذلك لا يغرنك عليك الحكاية يا أهل الكتاب قل تعالوا قل يا أهل الكتاب تعالوا هنا تعالوا فما هي تأشيرة الدخول وجائين أهم عندما تأتي لتترجم الكلام هذا في الواقع ستعطيهم تأشيرة الدخول وتدخلهم تعال إلى كلمة سواء فهو أصل الحوار الاشتراك يجب أن يكون مع الذي تتحاور معه مشتركا لأنه إذا لم يكن هناك أي مشترك بينك وبينه فبماذا ستتحاور؟ ستظل طوال النهار تجادله ويجادلك، لماذا؟ لأنه أصبح مشرقيا وأصبحت مغربيا، وشتان
بين مشرقي ومغربي، فلا يوجد شيء مشترك، فإذا انتفى الحوار فلا محالة سيكون القتال قتال على الدوام إن لم يكن هناك حوار، وعندما ندعو إلى السلام ولا يأتينا أحد بخطة رشيدة إلا وقبلناها، فإذن يجب أن نقول تعالوا إلى كلمة سواء، وسواء تعني مشتركة بيننا وبينكم، نحن وأنتم نقولها ثم ننطلق من هذا المشترك ونرى كيف نتفاهم فيما بيننا وبينكم سواء بيننا وبينكم أي ما هو المشترك إذن؟ المشترك أن لا نعبد إلا الله، سنقول لهم
لا نعبد أحدا غيره، حسنا وبعد ذلك ألسنا إذا عبدنا أحدا غيره ستكونون تعبدونه وتطيعونه ونحن نعبد ربنا ونطيعه، ولذلك يجب أن نفهم أننا نتفق على أن لا نعبد إلا الله فعلا، خرجت المجامع نعبد إلها واحدا باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعا، حسنا فما هو هذا الشرط الذي رضينا به في البداية، كان بعضهم غير راض به ثم رضوا به وقالوا نعم الإله الذي يعبده المسلمون هو الإله الذي نعبده، في سنة خمسة وستين قالوا هكذا النص الخاص بهذا الإله الذي يعبده المسلمون هو الإله نعم فماذا أنتم جئتم هنا في الآية التي معنا يقول لك بسم الإله الواحد
الذي نعبده جميعا حسنا فهذه هي الآية أربعة وستون من آل عمران عندما يأتيني أحد يقول لي هكذا أقول له لا عندما هو يقول ربنا يقول فهو يقول حاضر انتهى تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم رقم واحد قال لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ليس أحد يسمع الكلام ولا نشرك به شيئا حتى يدخل الهواء ويدخل أن تتصور تصورا مختلفا عن الحياة وعن الكون وعن كذا إلى آخره وهذا الشيء يطلق ويراد منه ماذا عند المعتزلة يطلق ويراد منه الموجود سواء كان يطلق
ويراد منه الممكن سواء كان موجودا أو معدوما، هذا عند المعتزلة كذلك، وعند أهل السنة والجماعة يطلق ويراد منه الموجود سواء كان ممكنا كالإنسان أو كان واجبا كرب العباد. ربنا اسمه شيء قال نعم "قل أي شيء أكبر شهادة قل الله" إذن الله هو قال شيء. هؤلاء أهل السنة مقيدون بالكتاب والسنة وفي الكتاب قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فلا يبقى أحد يضع قوانين ويضع أحكاما ويضع كذا ويقول أنا معصوم وصدقوه
يجب أن تكون هذه الأشياء أساسا للمناقشة فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأننا مسلمون لم يقل اضربوهم لم يقل تخاصموا معهم لم يقل اقتلوهم ما دام ربنا يقول هكذا فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأننا مسلمون هكذا يعني نلتقي يوم القيامة ولكن عندما قال لا تضربوهم ولا تفعلوا بهم وهكذا في المدينة كان في هذه المدينة قليل من العمران، كان ذلك في المدينة وليس في مكة، فلما تقوى رسول الله كان أرحم بالخلق من جميع الخلق صلى الله عليه وسلم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله