سورة آل عمران | حـ 416 | 65 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، اللهم اشرح صدورنا وافتح علينا فتوح العارفين بك وعلمنا مرادك من كتابك يا أرحم الراحمين، مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول الله سبحانه وتعالى يا أهل الكتاب دعوة إلى أهل الكتاب مرة ثانيا لم تحتجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون يبقى هنا بعدما وضع لنا الله سبحانه وتعالى معالم الاشتراك بيننا وبين من يحاورنا لا بد أن ندعو إلى
الحوار يكون في الحوار اشتراك يعلمنا صياغة البرهان الأدلة كيف تسير بالتعقل مقررات العقل ومقررات العقل ماذا تقول مثلا إن واحدا زائد واحد يساوي اثنين، فلا يصح أن واحدا زائد واحد يساوي خمسة. مقررات العقل تقول إن الحس معتبر، أي أننا الآن في النهار، فلا يأتي أحد ليقول لي أين نحن فأقول له في النهار، فيقول لي لا نحن في الليل. هذا المنبر مصنوع من ماذا؟ من حجر يقول لي لا من
خشب هذا يخالف الحس ولا يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل الله فهذا لازم عندنا هذه مقررات العقل مقررات العقل أن السابق سابق وأن اللاحق لاحق يسمونها البديهيات الأولى فليس معقولا أن يكون أبوك أصغر منك في السن أو يكون ابنك في السنة العقل يقول هكذا السابق سابق واللاحق لاحق من مقررات العقل أن الواسع لا يدخل
في الضيق إلا إذا اتسع الضيق أو ضاق الواسع حتى يلج الجمل في سم الخياط الجمل كيف سيدخل في ثقب الإبرة لا يدخل إلا إذا كان هذا الجمل قد جعله الله أصغر من ثقب حينئذ أو ربنا وسع ثقب الإبرة حتى يدخل الجمل، نعم حينئذ يقول لا اذهب اخرج، الباب يتسع للجمل، الباب يتسع للجمل يعني فعلا الباب واسع حتى يخرج منه الجمل، لكن الواسع يدخل في الضيق دون أن يتسع الضيق أو يضيق الواسع، هذا جنون مقررات العقل، فيقول لنا وأنتم تتناقشون فانتبهوا من مقررات العقل،
فقام المسلمون وقالوا حاضر وذهبوا فقرؤوا فلسفة الهند وتراث فارس وأدب وشعر اليونان وأساطيرها، فقالوا ما هذا الكلام الفارغ، وبعد ذلك وجدوا كتابا يسمى الأورغانون لأرسطو ووجدوه مقسما إلى عدة أجزاء وهو جزء منه يسمى المنطق، فقالوا نعم هذا هو الذي ربنا قال لنا عنه، هاتوا هذا المنطق، ففتحوا منطق أرسطو فوجدوا أنه يتحدث عن الشرق والغرب ويأتي بأعمال لا نعرفها ويأتي بالشعر ويأتي بأشياء تافهة، فقالوا ما لنا علاقة بهذا الكلام، هاتوا التصورات والتصديقات فأخذوها منه. قال الله، لكن هذا
نحن نتكلم بالعربية وهذا يوناني، قالوا حسنا سنضيف دلالة دلالات التضمينية والمطابقية والالتزامية وهي عقلية أم غير عقلية ونضيف الموجهات ونضيف ونحذف هذا هو وذهبوا يسمونه المنطق العربي لماذا لأن هذه مقررات عقل فنحن لسنا يعني متعصبين ضد أرسطو ما يأتي به أرسطو نأخذه ولكن نأخذه في ظل المتفق عليه وبدؤوا يدخلون هذا المنطق في العلوم كلها وهم يصوغونها وهم مطمئنون لماذا؟ لأنه يوافق الكتاب والسنة، ولذلك صاحب السلم في المنطق يقول ماذا؟ يقول والقولة
الصحيحة الشهيرة والقولة الشهيرة الصحيحة جوازه لكامل القريحة مخالط السنة والكتاب ممارس مخالط كما أنك تريد مخالط السنة والكتاب حتى تمتزج بدمك الشيخ يقول لي لا ممارس نعم النسخة التي أنت محافظ عليها ممارس ما يحدث شيء، ممارس يعني يفعل ماذا؟ لكي يكون لديه خبرة وملكة مخالطة السنة والكتاب ليهتدي بها إلى الصواب، لأن عندنا في الدعاء "اللهم اخلط القرآن بلحمي ودمي" أتدرك؟ فيقول هكذا يكون الذي مخالط السنة والكتاب ليهتدي بها إلى الصواب
هذا عندما يأتي في المنطق إذن يعرف العقل الذي به التعقل فربنا يقول لنا هكذا يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما حسنا فكيف سيكون يهوديا إذا كان هو سابق للتوراة حسنا كيف سيكون نصرانيا إذا كان هو سابق على عيسى إذا لماذا تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون وتعلمون أن السابق سابق وأن اللاحق لاحق ولكن كان حنيفا مسلما يقول
له الله طيب ما هو كان قبل الإسلام أيضا قال له ألست منتبها أن أصل الإسلام هذا ليس اسمه المحمدية، هذا الإسلام هو دين العباد منذ آدم والله إن محمدا قد خلص نفسه وشخصه من الديانة فلم يقل إن هذه محمدية وهذه عيسوية وهذه موسوية، لا بل قال ما لي دعوة بذلك، إن هذا إسلام من عند رب العالمين وما أنا إلا مبلغ، فإذا هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة إلى آخر الآيات، يبقى إذن الإسلام دين الرسل من آدم إلى محمد وليس مختصا بمحمد،
ولذلك أيها المسيحي أو اليهودي قل إن إبراهيم مسلم وإن الإسلام أيضا دين آدم وأيضا ديننا، أتنتبه؟ وهذا الذي قالوه في الحواريين آمنا بالله. وأشهد بأننا مسلمون والسلام عليكم ورحمة الله