سورة آل عمران | حـ 419 | 72-73 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 419 | 72-73 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه اللهم اشرح صدورنا للإسلام وافتح علينا فتوح العارفين بك مع كتاب الله ومع سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون يبقى من المنهج العلمي الصحيح أن نتوخى الحق وأن نسير عليه نتوخى الحق نطلبه ونستمر عليه لأن الله نعى على أهل الكتاب أو هذه الطائفة منهم أنهم
يظهرون ما لا يبطنون وهذا ضعف المنهج العلمي وطلب الحق فيه شفافية لا يصح أن نخفي شيئا ليس لدينا أسرار لا نخفي كتبا ولا نخفي عقائد ولا نتكلم في الغرف المغلقة ما لا نتكلم به في الإذاعات المبثوثة ليس لدينا ظاهر وباطن الذي بداخلنا هو خارجنا أمرنا ربنا بهذه الشفافية هذه الشفافية الإيمانية الطاهرة لكن أصبحت كلمة شفافية لها معنى آخر وهو أن تجاهر بالمعصية كل واحد يجاهر بمعصيته لكي يكون شفافا هذه شفافية منتنة لأن الله أمر
بالستر وبأنك إذا سترك الله في ذنب فعلته بالليل فلا تجاهر به في النهار يغفر الله للجميع إلا للمجاهرين فقالوا ومن المجاهر يا رسول الله قال رجل يفعل الذنب بالليل يستره الله فيقوم يقول فعلت كذا وكذا فلماذا تقرؤون كلمة شفافية انتبهوا ما هي شفافية الفجور والعهر وإنما هذه شفافية الطهر وهو أنه ليس لدينا سر نخفيه ولا نتلاعب به وإن هذا ضد المنهج العلمي السليم التلاعب والكثافة وإنما لدينا الحق بلطف في لطف هكذا آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار الصباح ويقولون ما نحن مؤمنون معكم أو انتهوا حتى
لا تشوشوا على عقولكم وتكفروا آخر النهار ولعلهم يرجعون وآخر النهار تظلوا تكفرون في السر هكذا حتى يرجعوا من الضلال الذي هم فيه هذا إذا كانت هناك طائفة رأت أن هذا الذي يرونه الدين الجديد دين الإسلام إنها موضة إنها حركة إنها سوف تنتهي لكنها لم تنته بل نورا لكنها لم تنته لأنها ليست موضة ولا رأي ولا فكر، هذه هداية، هذه رحمة الله للعالمين ملأت الأرض نورا، ولذلك انظر إلى هذا الشعور وكفروا آخره لعلهم يرجعون، يعني حتى تنتهي هذه الضجة
ونتخلص منها، طيب ما لم تكن ضجة، هذا ليس لافتا للنظر، ظن المعاصرون شيئا فكذبهم الله واقع التاريخ وأصبح الإسلام شيئا آخر ألا يلفت ذلك نظرهم ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله إنك لا تهدي من أحببت لا فائدة أنت ما لك إلا البلاغ فقط لست عليهم بمسيطر أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم، تصميم
على الاختصاص أن نحن فقط نحن فقط هذه سواء كانت عرقية عطلت اليهود عن الإيمان سواء كانت فكرية عطلت النصارى عن الإيمان فيقول لنا لا تتمسكوا بفكرة الاختصاص هذه اتركوا الأمر هذا بيد الله وليس بأيديكم أنتم عرقا أو فكرا أما فقد نفاها الله بأنه ساوى بين الأعجمي والعربي وبين الأبيض والأسود لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أبيض وأسود إلا بالتقوى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم فرفع قضية
العنصرية العرقية والعنصرية الفكرية وجعل تشريفنا تكليفا جعل التشريف الخاص بنا أنه كلفنا كنتم خير أمة أخرجت للناس قوم قد قال لنا فماذا نفعل؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، ما هذا؟ هذا يكلفنا، أليس "كنتم خير أمة أخرجت للناس وفضلناكم على العالمين"؟ انتهى، هذا يكلفنا، جعل تشريفنا تكليفنا "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" كلفنا بالشهادة "وجاهدوا في وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج
ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هٰذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولىٰ ونعم النصير هذا كلفنا أي جعل تشريفنا تكليفنا من معنى هذا أنه لم يجعلنا خير أمة وأمة وسطا فحسب، بل هذا تكليف علينا، هذا يعني أنه يجب أن نكون كذلك، فإن لم نكن وتركنا الوسطية وقمة الجبل وتركنا الخيرية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد عصينا الله، هكذا نكون قد عصيناه، إذن يجب علينا أن نكون في القيادة هذه القيادة والريادة على
سبيل التكليف قبل أن تكون على سبيل التشريف لأنه شرفنا فعلا وأكرمنا فعلا ونصرنا فعلا فيجب علينا أن نكون من عباد الله الشاكرين بأن نمتثل لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته