سورة آل عمران | حـ 426 | 79 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يعلمنا الله سبحانه وتعالى حقائق الإيمان، فيقول: ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله، ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، لم يأت نبي ويدع قومه أن يعبدوه أبدا، وهذه حقيقة إيمانية ضل فيها بعضهم فعبدوا أنبياءهم، وقالت
اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله، أبدا ما حدث لا عزير قال أنا ابن الله ولا السيد المسيح الجليل قال أنا ابن الله ولا الله لا إله إلا الله هذا هو الناموس الذي جاء به موسى ولم ينقضه عيسى بل أكده وأكده النبي المصطفى والحبيب المجتبى ودعا الناس لأن تعود مرة أخرى إلى التوحيد الخالص ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة الحكم من الحكمة فالله سبحانه وتعالى آتى الأنبياء الحكمة وهناك جمع للحكيم جمع الحكيم حكماء مثل الشهيد شهداء مثل
العليم علماء فقيه فقهاء إنما هناك جمع للحكيم ورد في السنة وهو أحكام كلمة أحكام جمع حكيم وورد في الحديث تسمية الأنبياء بالأحكام فعندما تجد كلمة أحكام لا تقل إن هذه الآية الأحكام الشرعية لا هذه أحكام هنا جمع نادر للحكيم والحكيم هو النبي فسمي الأنبياء حكماء ولكن كونوا ربانيين الإنسان عندما
يكون ربانيا يستجاب دعاؤه أهم شيء استجابة الدعاء يعني ما معنى عبد رباني يعني يقيم في نفسه الأوامر وينتهي عن النواهي فيكون منسوبا إلى الرب فحسب قال نعم هذا له أثر واضح في استجابة الدعاء يمد يديه إلى السماء يا رب هل تلاقيه مستجاب الدعاء يقول الله هذا رجل صالح هذا رجل من أهل ربنا رجل ماذا من أهل ربنا من أهل ربنا هذا معناه ماذا الدنيا لم تدخل قلبه إذن أصبحت الدنيا ليست معه إذن فقير لا هذا الدنيا قد يكون ممسكها بيده اللهم أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا، حسنا هو رجل من أولياء الله، متى يكون من أولياء الله؟ عندما يكون
مستجاب الدعوة، حسنا واستجابة الدعوة هذه محسوسة أم بعيدة عن الحس؟ هذا محسوس، كلما دعا كلما استجيب له، كلما دعا كلما استجيب له، ماذا تريد إذن؟ هل تريد أن ينزل الله ليكلمك؟ ما هو يوجد شخص صالح يدعو فيستجاب له، لكن الذي يدعو ليلا ونهارا لا توجد استجابة، نعم هو أمر الله ولكنه ليس ربانيا، ربما يكون الله يدخر له الدعاء، ربما يكون الله يمتحنه، ربما يحشره الله يوم القيامة مع الصديقين والنبيين أو مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لكن ليس ربانيا، الرباني هذا معروف، إذا رأيته نظرت إليه هكذا، هو يذكرك بالله،
أول ما تراه هكذا تقول لا إله إلا الله، ما الذي يجعلك تقول لا إله إلا الله؟ هو وجهه هكذا يا أخي، على وجهه سماحة هذه، هو رباني، فالرباني هذا محسوس في هيئته، في سمته في استجابة دعائه في التزامه بشريعته ولكن كونوا ربانيين، فما فائدة الرباني؟ إنه هو الدليل الحسي على وجود الله عند عامة الناس، يقولون: نحن لم نر ربنا، فيقال لهم: نعم ولكن هناك من يدعو فيستجيب له الرب، قائم بالحجة عن الله تعالى الرباني قائم بالحجة عن الله، أي ماذا يعني أن يأتي إليه قوم فيجدوا عنده الحل لأمر لا يفهمونه، رباني موفق
وفقه الله. يقول الإمام السيوطي: إن وجود هذا الصنف في الأمة من فروض الكفايات، هذا فرض كفاية أن يكون لدينا واحد أو اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو عشرة أو لكي يصدق الناس لكي يطمئن الناس لكي يقضي الناس حوائجهم بدعائه لكي يرى الناس المثال الصالح والمثال الصالح يقول لك والله إنني لا أعرف كيف أطبق هذا الدين فيقال له إذن كيف طبقه هذا ما هو إلا مثال ها هنا أسوة حسنة ولذلك كلام الإمام السيوطي كلام دقيق يقول إن الصنف الذي هو الرباني هذا الذي يدعو ويستجاب له، فرضه كاف في هذه الأمة
يجب أن يكون موجودا، ولكن كونوا ربانيين، وما الطريق إلى الربانية؟ بما كنتم تعلمون الكتاب، فيجب أن يكون هناك التزام، وبما كنتم تدرسون، فيجب أن يكون هناك فهم، فلا بد من أمرين: الفهم والالتزام، ولذلك يقول رضي الله تعالى عنه لا يقبل الله العمل إلا بالإخلاص والصواب، الإخلاص الذي يأتي من الفهم والصواب الذي يأتي من الدرس ومن الالتزام بالكتاب، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.