سورة آل عمران | حـ 435 | 87 -89 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، اللهم اشرح صدورنا للإسلام مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى في شأن أولئك الذين بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والله اللهم اشرح صدورنا للإسلام وهيئ أمرنا يا رحمن واغفر ذنوبنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا
سبحانه وتعالى كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءتهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وتحدثنا عن هاتين الآيتين في حلقات قد سبقت. يقول بعدها "خالدون فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون"، خالدون في ماذا؟ في اللعنة يا لطيف! إذن هؤلاء في استمرار في اللعنة. حسنا
اللعنة هذه فيها طرد من رحمة الله، ملعون يعني مطرود من رحمة الله ما علاقتها بالعذاب، واحد خارج يكون إذن محايد، واحد طرد من الرحمة لكن لم يدخل بعد في العذاب، أم هما أمران إما رحمة وإما عذاب، قيل لك لا هذا الرجل ماذا فعل أو هذا الإنسان ماذا فعل، أنه خالف الكون كما قلنا من قبل خالف الغيب والشهادة طرد من رحمة الله فضد الغيب والشهادة عليه لعنة الله وعليه لعنة الملائكة وعليه لعنة الناس أجمعين فيبقى سائرا ضد الطائرة فيبقى الكون كله قادما عليه هكذا فتخيل
أنت وأنت واقف ثم يأتي عليك وحيد القرن والأسد وبنو آدم والشجر والملائكة ويسيرون عليك فيبقى عذابا أم لا عذاب خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب المضاعف الكون المسبح الساجد المسخر عذاب كان الكون في اتجاه يعبد ربه وهذا المسكين في اتجاه آخر يخالف ربه فالكون يضغط عليه ولذلك تجده مكتئبا يريد أن
يفعل أي شيء كي يخرج هذا الاكتئاب لا تجد عنده صبرا لا تجد عنده رحمة لا تجدها عن الإنسان الذي من هذا الصنف خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون نظر الله ومحل نظر الله منور الله نور السماوات والأرض ففي نور كهذا وأنت واقف في النور في نظر الله قوم ترى الأشياء على حقائقها مرتاح نفسيتك مرتاحة لا ينظر إليك فيبقى ظلمة فتكون الدنيا ظلمة فلا أرى ما حولي وما دمت لا أرى ما حولي فأكون حائرا
وقلقا ومتعبا خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ما الذي جاء بذكر العذاب وهو أن هذه المضادات عذاب وينشأ منها العذاب ولا هم ينظرون أي لا يهتدون انغلقت عليهم بشدة هكذا هذا جلال شديد بجلال ويبين لهم ما هي الأحوال السيئة التي هم فيها، فيكونوا قد هلكوا نهائيا، وهكذا أغلق عليهم، وهكذا لا توجد فائدة، وبعد ذلك إلا الذين تابوا، ما
هذا والله ما من بشر يعرف أن يقول هكذا، فالبشر ماذا يفعل يظل وراءك حتى يكسرك ويميتك ويشرب من دمك، فما هذا إذن حنين كذلك هذا حنان من الله سبحانه وتعالى هذا بعد أن أغلقها وأحكم إغلاقها ذهب فأفتحها وخلف الباب ماذا هذا كيف يهدي الله قوما كفروا وبعد ذلك يقول لك أولئك جزاؤهم وبعد ذلك يقول لك خالدين فيها هذا انغلق تماما كذلك ويقول ماذا إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا وبعد ذلك لا نريد أن نعبده،
ما هذا؟ هذا رب الأرباب، لا إله إلا هو، خالق السماوات والأرض. فمن سنعبد إذن؟ هل يوجد أحد كذلك بعد أن يظهر لنا هذا الإظهار ويتجلى علينا بجلاله وهذا حقه، قوم يعرف أننا لسنا في مستوى جلاله، جل جلال الله، قوم يأتي فاتحها مرة أخرى ويأتي أيضا ما يهدئ بال البشر لأن هذا الذي ذكرناه لو كانت لنا قلوب لشهق أحدنا فمات والله إن الحكاية صعبة جدا هكذا ونموت من شدة الجلال وبعد ذلك يسلي القلوب بالجمال بعد الجلال فيقول إلا
الذين تابوا فتح لهم مرة أخرى من بعد ذلك الذي هو كل الأفلام هذه وتابوا قوم سبحان الله يقبل توبتهم وما علامة التوبة علامة التوبة العمل الصالح وأصلح لم يرد في القرآن آمنوا إلا وعملوا الصالحات الذين آمنوا يبقى وعملوا الصالحات فإن الله غفور رحيم الله غفور رحيم حقيقة لكنها رافعة مانعة دافعة وهكذا أبدا والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته