سورة آل عمران | حـ 440 | 96 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 440 | 96 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يجمع شمل المسلمين على وحدة فريدة وحيدة عجيبة غريبة، يتعجب منها الناس، يتعجبون أن المسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وكأنهم يظهرون أمام العالم على قلب رجل واحد مهما تشتت بهم السبل وتفرقت بهم الأقطار ويسألوننا ما سر ذلك لماذا لم يتحول الإسلام إلى ديانات شتى
بعقائد مختلفة ولماذا كلما أردنا هم يقولون أن نجعله إسلامات شعرنا أنه في الحقيقة إسلام واحد وأنكم تتكلمون بلسان واحد فما السر في ذلك فقلنا لهم إن السر في ذلك هو أن الله قد جمعنا على رب واحد وأنه قد جمعنا على نبي واحد وأنه ختم به الرسالة والنبوة فلم تتشتت الأمة من بعده فيؤمن بالنبي الجديد بعضهم ويكفر بعضهم فتتشتت الأمة ويكفر بعضها بعضا وأنه وحدنا كما وحدنا في
العقيدة على كتاب واحد تولى هو حفظه فكان كتابا واحدا مرجوعا إليه بلغة واضحة هي اللغة العربية، فإذا ما ترجمت معانيه إلى اللغات الأخرى فهو الأصل، فإذا حصل خلل في تلك الترجمات فإننا نرجع إلى الأصل لأنه هو الذي يردنا إلى الصواب وهو محفوظ بحفظ الله له، وإنما استعملنا لأن نكون حلقات في طريق هذا الكتاب المبارك والحمد لله رب العالمين إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وأيضا أنه جمعنا على صيام شهر واحد وأنه جمعنا لنستقبل قبلة واحدة نكون حولها كالدائرة ويظهر ذلك عندما نذهب
إلى بيت الله الحرام فنقف في دوائر وأنه سبحانه وتعالى قد جعل لنا قبلة واحدة حيثما أدركتنا الصلاة نتوجه إليها ولو منفردين وأنه قد جعل الحج إلى هذه القبلة إلى بيت الله الحرام وأنه وأن ونأخذ نقول لهم هكذا حتى صارت الأمة أمة واحدة بل أنه جعل الأمة أمة واحدة عبر التاريخ من لدن آدم إلى خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن هذه أمتكم أمة واحدة إذا مفهوم الأمة هو النتاج لذلك التوحيد ومن أجل ذلك ترون المسلمين على إسلام واحد وإن تشتت
بهم الأقطار وإن اختلفت بهم المذاهب قالوا لا ليس لك حق هذه الحكاية هذه غير موجودة عند غيرهم هذا في غيركم ما عندهم كتاب وفي غيركم اختلفوا في الكتاب واختلفوا في ربنا غيركم يقولون إن النبوة مستمرة وغيركم يقولون إنه لا، هذا أنتم لكم حق إذن، هذا أنتم عباقرة أنكم عرفتم تفعلوا ذلك ونحن الذين فعلنا شيئا، نحن ما فعلنا شيئا، هذا لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا الله هو الذي عمل وفعل، نحن ما فعلنا شيئا، هذا نحن مساكين. هذا نحن الذين فعلناه ضد هذا، الذي
فعلناه هذا الله الذي فعل هذا، وإنما الذي فعلناه ضد هذا. قالوا اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فمع ذلك تفرقنا ولم نعتصم وتفرقنا، دول وسياسات ومذاهب، وقال لنا إنه يجب علينا أن نكون على قلب رجل واحد، فأخذتنا الأهواء هنا. وهناك أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم، فما هذه الحكاية؟ نحن مساكين، نحن ندعو إلى وحدة الأمة وإلى آخره، أنتم طامعون جدا يا أخي، نحن نراكم من الخارج هكذا أنكم أمة واحدة وأنكم كذا وكذا يا رب الحمد لله.
لكن على فكرة هذا ليس من فعلنا، هذا نحن نريد أن يطبق فعلنا هذا، فربنا يقول من أجل أن يمهد لهذه الوحدة إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، أول بيت وضع للناس يبقى أمام أول بيت وضع للناس فيبقى هو البيت العتيق، وإذا كان أول بيت وضع للناس فهو البيت الأصيل يأتي ليقول لك أنت
عندما تكون في مدينة بعض العلماء هكذا يقول لك قم ابحث عن أقدم مسجد فيها لكي تصلي فيه الجمعة المسجد العتيق أقدم مسجد فيها هو الذي تصلي فيه الجمعة أساسا يعني والله في أي شيء إلا أن أصل المسجد العتيق هذا هو فيه ثواب يعني الناس من قديم الزمان وهم يسبحون فيه ويذكرون فيه، فالأرض تتقدس والجدران وكل مكان يتقدس بالذكر والعبادة، وهناك فرق بين مكان ذكر الله فيه على مر العصور وكر الدهور وبين مكان يخلو من الذكر، ولذلك عندما تدخل الكعبة تشعر بأن هناك شيئا غريبا هي لا تستطيع التعبير عنها ولكن
فيها مهابة وفيها جلال وفيها ذكر وفيها كون يسبح بحمد ربه إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته