سورة آل عمران | حـ 441 | 96-97 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 441 | 96-97 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين لم يقل للمؤمنين قال وهدى للعالمين فيه آيات بينات إذن هذا مكان مميز ولذلك عندما قاس الدكتور حسين كمال الدين المغناطيسية ودوائرها في الأرض وجد أن الكعبة في تقاطع الدوائر الأربع
المغناطيسية وخارجة عنها ورسم الخرائط ليبين أن هذا ما يمكن أن نسميه بسرة الأرض أي مكان وسط في مكان مركزي بحيث أنه يعد أم القرى كما وصف الله مكة بذلك والعرب تتبدل الميم في أول الكلمة باء وتتبدل الباء ميما، فمكة تسمى بكة وبكة قريبة من اشتقاق البكاء لأن الناس خاصة الأتقياء والأولياء والأنبياء
يبكون ويطلبون من الله المغفرة والعفو والتوفيق والسداد والنصرة ويخشعون لله رب العالمين، ومن هنا سمي هذا المكان بكة وهناك كلمة في الكتاب المقدس بكة وعندما كتب بالإنجليزية فإنها حكت حكاية صوتية لأنهم لم يدركوا ما معنى بكة وكتبوها هكذا بكة، ولذلك
فإن هذا الوصف لوادي البكاء وهو بكة وأنه المكان الذي سوف يخرج منه النبي المنتظر جعل واحدا من كبار العلماء يدخل في الإسلام وهو مارتن لينجز أبو بكر سراج الدين، وكان أبو بكر سراج الدين رئيسا للمتحف بلندن وكان مختصا بهذه الدراسات فأسلم وكتب كتابه الممتع محمد رسول الله ولما كتبه نال به جائزة هنا في مصر في سنة ثمانين وثمانمائة من المجلس
الأعلى للشؤون الإسلامية لأنه من خير ما كتب عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال فيه أنه أسلم من أجل مكة هذا من أحد أسباب إسلامه وانبهاره أين بكة وهذا أمر معجز للقرآن أنه يترك مكة وقد ذكرها مرات ويقول بكة فهمت أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة تعرف لو لم يقلها لقلنا يجب أن نؤولها نقول انتبه أصل هذه مكة والعرب تبدل الميم باء وتستطيع أن تقول بكة فهي بكة وبعد ذلك يقول لك والله هنا مكة لا أجابها بالصريح المريح أن أول بيت وضع للناس الذي ببكة
يبقى تصريحا إذن وهذا يدلنا على شيء آخر سيتعلق باسم النبي المصطفى أنه ورد في الكتب أحمد على صيغة أفعل التفضيل فذكره الله في كتابه أحمد وهو محمد فالله هو محمد وهو أصله من حمد، ومحمد هذا من حمد فهذا من حمد وهذا من حمد، إذ يلفت انتباهنا إلى ما سيحدث في اللغات أن أول بيت وضع للناس، أحدهم يقول لك وضع للناس، هذه الملائكة التي وضعته، لماذا؟ أصله وضع مبني للمجهول، ووضع للناس
يعني أن الناس لم يقوموا به هل يوجد أحد آخر غير الناس ليكون بناه، أم أن آخر يقول لا، إن سيدنا آدم هو الذي وضع هذا البيت فوضعه للناس، إذن يجب أن يكون الناس موجودين لكي نضع لهم بيتا يعبدون فيه الله، خاصة وأن الصلوات الخمس لم تفرض إلا على المسلمين، وكان البيت محاطا به لا أي أن هناك فرقا بين العبادة عند اليهود والعبادة عند المسلمين بتطور الشرائع ونسخ بعضها لبعض ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها وهناك أناس يقولون لك أبدا هذا سيدنا إبراهيم هو الذي بناه بنص القرآن
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل قال لا هو ربنا بيقول وضع يكون إذا أخفى الواضع فسواء كانوا الملائكة أو آدم أو إبراهيم فهذا لا يضرنا ولا يريد أن نلتفت إلى هذا المعنى وإنما يريد بالخفاء أن نلتفت إلى معنى آخر وهو أن له الأولوية وأننا هدينا إليه واستوجب هذا أن نحمد الله فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما لما اهتدينا لولا أن هدانا الله فقد هدينا إلى البيت وهدينا إلى يوم الجمعة وهدينا إلى ساعة الإجابة وهدينا هو الشكل إلى ليلة القدر يعني في خصائص كذلك ربنا
أكرمنا بها وأسرار الحمد لله إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبارك فيه بركة وهدى وهذا يسمونها هداية المكان ففي بمعنى خلق التوفيق في قلب العبد لا يكون إلا لله، إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، وهناك الهداية بمعنى الإرشاد والدلالة وهناك الهداية بمعنى التوفيق، فهو من هدايته وبركته للعالمين وليس للمسلمين فقط له الخصوصية، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.