سورة آل عمران | حـ 442 | 96-97 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، وهداية المكان كما هنا تهدي الناس أجمعين باعتبار أن هذا المكان هو الذي ينبغي للعالمين إذا أرادوا أن يجعلوه معيارا ومقياسا لهم فإنهم يضبطون ما هنالك كقوله تعالى وعلامات
وبالنجم هم يهتدون، النجم لا يسبب هداية الناس، هداية إرشاد وهداية توفيق وإنما يسبب هداية طرق ويكون رحمة لأن العلامات التي في السماء والتي وضعها الله في النجوم تهدي الناس إنما تهديهم من الناحية الدنيوية تهديهم في مسالك البحر وفي أفجاج الصحراء تهديهم بمعنى أنهم يجعلونها معيارا لمواقيتهم فاليوم النجمي ثلاث وعشرون ساعة وست وخمسون دقيقة وأربع ثوان لا يختلف عن اليوم الشمسي أبدا أحيانا يكون
أربعا وعشرين ساعة وسبع عشرة دقيقة وأحيانا يكون أربعا وعشرين ساعة إلا سبع عشرة دقيقة حسب موقع الأرض تدور حول الشمس فإذا أردت أن تسترشد في معيار زمانك فاسترشد بالنجوم وإذا أردتم أن تسترشدوا في معيار مكانكم فليسترشدوا بالبيت الحرام، هذه تفتح لك علوما لم تعرف، علوم عجيبة غريبة ولكن لم يسمع بها أحد، فيه آيات بينات، فيه آيات بينات يعني معجزات، وهذه المعجزات من ضمنها ماء زمزم. وأن الدعاء
يستجاب عند شربه، فكيف تفعل ذلك؟ تشرب ماء زمزم وتدعو الله، ماء زمزم عندما تشربه ورد في الحديث أنك تشرب ماء زمزم فيكفيك الأيام الطويلة، فكيف يحدث ذلك؟ يأتي ذلك بينما نحن نشرب ماء مقطرا وكل شيء نظيف وجميل وفيه أملاح وما ليس فيه أملاح، لكن الإنسان لا يستطيع أن يسقط من طوله لو جلس يومين متتاليين بلا طعام وهو يشرب ولكن هذا أبو زار صام أربعين يوما وهو يشرب ماء زمزم، عجيبة غريبة من الغرائب أن الحجاج لا يرجعون بالقوة يعني
الحجاج هؤلاء جميعا وأصبحنا الآن أعدادا ضخمة كان قديما مائة ألف أو شيء كانوا يملؤون الدنيا اليوم ثلاثة ملايين وأربعة ملايين لا أحد منهم لديه إنفلونزا ولا يوجد واحد منهم لديه أي مرض هكذا أو هكذا هؤلاء قادمون من أقطار الأرض ومن جميع المستويات الفقير والغني والمتوسط فكيف لم يعودوا بالوباء لماذا وهناك سنوات انتشر فيها الوباء في الأرض ولم يعد الحج بالوباء أيضا وهذا مسجل في التاريخ في آيات بينات سبحان
الله يبقى الناس والناس جميعهم والناس جميعهم أهم موجودون ونسألهم في زحام شديد تكاد تزهق فيه الأرواح من شدة الزحام وليس هناك أي تحرش بين ذكر وأنثى ولا بين أنثى وذكر الله ما الذي يحدث للناس كيف العدل هذا الضخم يكون في عالم آخر يكون كأنه لا يملك نفسه التي تأمر بالفحشاء والمنكر وهكذا إلى آخره في حين أن هذا متصور أن الإنسان يعصي ربنا ولكن يا أخي طف وانظر طف
أنت بنفسك وانظر ما الحكاية تجد أن الأمور قد نزعت وأصبح الناس الذين يطوفون هؤلاء مثل الملائكة ما هذا كيف يعني أن هناك آيات بينات ففي آيات لو جلسنا نتأمل فيها لوجدناها يعني صعب تصديقها وصعب وجودها في غير هذا المكان المقدس هناك آيات بينات ليس آية واحدة مقام إبراهيم يعني هذا الذي قام فيه سيدنا إبراهيم ومن دخله كان آمنا وهذه جملة يقولون عليها خبرية أريد بها الإنشاء أم يراد بها
الإنشاء خبرية يعني ماذا يعني خبر من دخله قوم يشعر بالأمن والأمان دائما أم غالبا لا غالبا لأنه يمكن أن يأتي أحد يهددك وأنت بداخله وتحدث كثيرا هذه لا هذه حاجة نادرة النادر حسنا حتى لو حدثت مرة واحدة ومن دخله كان آمنا دخلت ما آمنت فتكون هذه ليست خبرية بعد لأن خبر الله صادق ولا مرة ولا مرتين وإنما هذه إنشائية فما معنى إنشائية أي آمنوا من دخل فيه فإنك لو روعت الحجاج ضيوف الرحمن فإنك ارتكبت إثما لا يمكن أن تروعهم فالقرامطة دخلوا وروعوا الناس
وقتلوا وسرقوا ونهبوا وقتلوا وأفسدوا الجماعة التابعة لجهيمان دخلوا الحرم وضربوا بالمدافع وجعلوها دما، نعم فهذه هنا جملة خبرية أريد بها الإنشاء أي ما معنى آمنوا من دخل فيه، مثل والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين أي أرضعن أولادكن حولين كاملين، مثل عندما تقول صلى الله على سيدنا محمد أي اللهم صل على سيدنا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته