سورة آل عمران | حـ 445 | 100 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 445 | 100 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين، وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم، عندما يتحدث ربنا عن أهل الكتاب يتحدث عن صفات مذمومة وعن صفات محمودة
ويأمرنا أن نستفيد مما كان في الأمم من قبلنا، فيجب علينا أن نبتعد عن القبيح وأن نتصف بالصحيح، يجب علينا أن نستفيد من التجربة والاستفادة من التجربة تكون بهذين معا بالاستفادة من الصحيح وبالابتداع والابتعاد عن القبيح فأنت أيضا من صنف أهل الكتاب ما معنى أنه يركز على أهل الكتاب لأنك أنت أيضا أهل كتاب فإذا كان اليهود قد من الله عليهم بالتوراة وجعل لهم فيها نورا وهدى وإذا كان النصارى قد من الله عليهم بالإنجيل
فإن الله من عليك بالفرقان بالقرآن الذي أنزله عهدا أخيرا للبشرية، التوراة وما معها يسمونه بالعهد القديم والإنجيل وما معه يسمونه بالعهد الجديد، هذا عهد قديم وهذا عهد جديد وهذا عهد أخير، وفكرة العهد الأخير وفكرة الفرقان والقرآن وفكرة الكتاب، ذلك الكتاب سماه كتابا فأنت أهل كتاب أيضا ولذلك أكثر الله سبحانه وتعالى من ذكر أهل الكتاب ما لهم وما عليهم وقال في شأنهم كما ذكر ليسوا سواء في هذا وفي هذا ففيه الصحيح وفي غير الصحيح فنحن نجادل
أهل الكتاب بالتي هي أحسن لا يعترض أحدهم علينا بأن القرآن يسب أهل الكتاب هذا كلام غير صحيح القرآن يبين حال أهل الكتاب ويقول أنهم ليسوا سواء ويأمرنا ويأمر البشرية معنا ويأمرهم في ذاتهم وهم يوافقون على ذلك أنه لا يصح إلا الصحيح وأنه يجب على الجميع أن يتخلوا عن القبيح فهل يقف أحد في البشر ضد هذا يبقى لما نأتي لنقول أن الكتاب ذكر أهل الكتاب بما يسوء لا هذا ذكر سوء قوم من أهل الكتاب بما يسوء ونهانا عنه فهو ينهانا عن الشرع وينهانا
عن القبح أما الذي يصف القرآن بأنه قد تحامل على أهل الكتاب خلاص إذا كان أهل الكتاب ليسوا كما هو موصوف في القرآن فليكن ذلك الوصف وصفا تاريخيا أو وصفا محذرا لئلا يقع فيه أي شخص من أهل الكتاب نحن ننهى عن القبيح ونأمر بالصالح هذه هي الحكاية أما إن القرآن يعني نقض أهل الكتاب فهو يمدح فيهم وأيضا يقدح في بعضهم وينبه وقد ذكرنا مرارا أنه فريقا من الذين أوتوا
الكتاب ولم يقل كل الذين أوتوا الكتاب فريقا وفريقا فما يكون الباقي إذن الباقي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويؤمن بالله ويسارع في الخيرات يبقى حسنا جيدا أليس هو ذلك الذي ننتقده، الذي ننتقده هو عكس ذلك، ولذلك قال ربنا بعدها وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، تتلى عليكم آيات الله وستبقى تتلى عليكم آيات الله، ولذلك نسمي القرآن ماذا؟ النبي المقيم القرآن. هذا هو كلام الله والنبي المقيم، شيء عجيب، كتاب في كلام ولكنه محفوظ من عند الله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا
له لحافظون"، باق منتشر موجز معجز واضح يحفظه الجميع العربي والأعجمي الصغير والكبير، أصله بالعربية فإذا ترجمت معانيه خرج من حد القرآنية وأصبحت هي رؤية وفهم المترجم وليس هو المعجز المنزل النبي المقيم فينا وفيكم رسوله صلى الله عليه وسلم في وقت بعثته كان فيهم بذاته قال كيف تكفرون وأنا فيكم كان صلى الله عليه وسلم تجري على يده المعجزات تترى حتى عددنا له ألف معجزة ألف
معجزة جمعها الشيخ يوسف النبهاني في كتاب كبير اسمه حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين كبير هكذا فخذه هكذا هو ألف صفحة أورد فيه ألف معجزة لسيدنا رسول الله فيقول لهم ما أنتم ترون ها هو يمسك الطعام فيكثر الطعام فيكفي طعام الواحد والاثنين المائة والمائتين يدخل يده في المياه فيفور الماء فيفور الماء كالعين الجارية ينبئ بالغيب فيحدث ما وهذا على الفور أصبح يقول لكم سيدخل عليكم من هنا رجل الآن فيدخل يقول لهم هذا انتصروا هناك فينتصرون فيقول لهم والله هذا إخوانكم اضربوا فيضربون وهكذا هذا على الفور ترك جذع
النخلة كان يفعل ماذا قام فبكى الجذع وأنطق الله له الحيوان والنبات وأسرعت إليه شجرة فسجدت له صلى الله عليه وسلم وكلمه الذئب وكلمه الغنم وكلمه الإبل واشتكى إليه فأمر عجيب طوال النهار قال وفيكم رسول كيف تكفرون وأنا فيكم يعني هذا أصبح لا تعرفون ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان جميل المحيا وكان مهاب الهيئة حتى إنهم لم يرفعوا أعينهم إليه من شدة مهابته فلم يستطع أن يصفه منهم أحد إلا هند بن أبي هالة ربيبه الذي تربى ابن خديجة فتربى
في البيت وأمه معبد كانت مشركة فمر عليها في رحلة الهجرة مع أبي بكر فبسطت له وعرفت أنها تصفه والباقون كانوا يفعلون ماذا كانوا يغضون أبصارهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلموا من جماله ومهابته، فلما جاءوا اتبعوه وقالوا لهم سيدنا رسول الله كان وصفه كيف، ففكروا قليلا وقالوا الله كان وصفه كيف، لسنا منتبهين أن هذا كان شيئا آخر، هو نعم يعني وصفه كيف، مناخره كيف وعيناه كيف ولحيته كيف، لا هذا شيء ثانية نعم كان شيئا آخر كيف يعني لا هذا شيء من أين هذا فتأملوا قال طيب ونحن لا نعرف أن
نصفه لماذا قال لأنهم كانوا يغضون أبصارهم وجدوا أنفسهم هكذا ما كانوا لا يحدقون فيه هكذا هو وفيكم رسوله صلى الله عليه وسلم وإلى لقاء آخر نستودعكم الله عليكم السلام ورحمة الله