سورة آل عمران | حـ 446 | 101 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يحذر المؤمنين من الانحراف عن طريق التفكير المستقيم وعن طريق الإيمان القويم فيقول وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله فيكم رسوله بذاته وفيكم رسوله بمعجزاته وفيكم رسوله بتوجيهه وهدايته وفيكم رسوله صلى الله عليه وسلم في حياته فإذا انتقل إلى الرفيق الأعلى ومات فإنه فيكم بسنته فحفظ الله السنة كما حفظ القرآن
وإن كان على درجة أخرى لأن حفظ القرآن حفظ على مستوى الأداء الصوتي شيء عال جدا لكن حفظت السنة باعتبارها البيان المعصوم لكلام الله، فقد كان النبي قرآنا يمشي على الأرض، وإنك لعلى خلق عظيم، فتقول السيدة عائشة: كان خلقه القرآن. إذا وفيكم رسول معناها أن الرسول موجود فينا في أثناء حياته وفينا بعد مماته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى بسنته وهديه وتوجيهه: تركت فيكم ما إن إذا
تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي وفي الترمذي كتاب الله وعترة أهل بيتي وفينا بعترته الكرام صلى الله عليه وسلم فقد شاهد بعينيه في حياته وفاة أبنائه من الذكور والإناث فمات الصبيان صغارا حتى يكون ليس له رجل من نسله ما كان محمد أبا أحد من ولكن رسول الله وخاتم النبيين وماتت زينب الكبرى وماتت رقية وأم كلثوم وبقيت
فاطمة فمات الجميع أمامه أي في حياته لما مات الجميع أمامه أي في حياته أي كان أيضا من لو لم يكن من عند الله لخاف أي قال والله هذا أنا يبدو أنني لن أعيش لأحد أم ماذا إنما يقول وعترة أهل بيتي هذا تحد فمن الذي قال إن عترة أهل بيتك سيعيشون فالحسن والحسين وهما ابنا فاطمة عليها السلام جاء منهما النسل الشريف على هيئة عجيبة تبين لنا أن الأمر بيد الله وليس بيد أحد من البشر ولو كان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فالحسن
يخلف زيد الأبلج والحسن المثنى، والمثنى يعني الثاني الحسن بن الحسن وبقية أولاده لم يعودوا موجودين لقد ماتوا. حسنا ألم يكن من الممكن أن يموت زيد والحسن المثنى هذا وانتهى الأمر ولا يموتا، والحسين ينجب كثيرا جميعهم يموتون ولا ينجبون وهم صغار هكذا يذبحون ويبقى علي زين العابدين السجاد. حسنا كان من الممكن أن يموت هو الآخر وانتهى الأمر وينقطع نسل محمد ولا يبقى في العترة ولا يبقى في أهل البيت، لكن ذلك لم يحدث. ومن هؤلاء الثلاثة
يملأ أهل البيت الأرض وإلى يومنا هذا. إنا أعطيناك الكوثر، يعني الشيء الكثير جدا. فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر، ما له نسل ما له ولد قال له أبدا هذا الذي يقول عليك هكذا ولا أحد سيعرف هو من وما نحن عارفون من الأبتر هذا مرة يقول لك أمية بن خلف مرة يقول لك المغيرة بن الوليد بن المغيرة مرة يقول لك فلان علان في التفسير هكذا ثلاثة أربعة خمسة من هو الأبتر هذا وما له ذكر طيب وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم له ذكر وله أولاد وأولاده فينا وباقون إلى يوم الدين وتكاثروا جدا حتى ملؤوا الأرض نورا في المشرق
والمغرب وإلى يوم الناس هذا وإلى يوم الدين إن شاء الله رب العالمين الله وهذا بيد محمد كن هل محمد يستطيع أن يجعل أولاده يعيشون أو يموتون، ليس بيده، هذه مفاجأة ما أخبر وفيكم رسوله، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم، اعتصموا بالله لأن الاعتصام بالله هو الأساس، واعتصموا بالله هذه موجهة لمن، لكل البشر، إذا أردتم الخير وإذا أردتم الوفاق فاعتصموا بالله فقد هدي الذي يعتصم بالله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم، حسنا
والهداية بماذا؟ أي أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، إذا فحتى الاعتصام بالله وهو الأساس لوحدة القلوب يكون بيد الله ولا يكون بيد سواه سبحانه وتعالى، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله. وبركاته