سورة آل عمران | حـ 449 | 103 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 449 | 103 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى هذه الآية التي صارت مثلا والتي أصبحت مبدأ وشعارا للمسلمين تراها يكتبونها ويضعونها في مكاتبهم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا في عبارة بإيجاز وضع لنا المفتاح الذي نفتح به باب كل خير واعتصموا والاعتصام هو التمسك الشديد لم يقل تمسكوا لأن
الاعتصام تمسك شديد وهذا التمسك الشديد يؤدي إلى الحماية ولذلك عبر بالاعتصام اعتصمت خلف الحجر يعني احتميت خلف الحجر بالحجر حتى لا تصيبني السهام ولا يصل إلي الرصاص فالاعتصام فيه طلب حماية، فإذا كان الاعتصام فيه تمسك بشدة وفيه طلب للحماية، فقال "واعتصموا" يعني تمسكوا وتمسكوا بشدة طالبين الحماية، فعندما أطلب الحماية أطلبها ممن؟ من الذي يحمي؟ حسنا، من
الذي يحمي؟ أعتصم بمن؟ أعتصم بنفسي أم بالأمة أم بالسلاح؟ أعتصم بمن؟ فقال لي بحبل الله، إذن عرفنا من الذي يحمي طيب وحبل الله هذا أين هل يوجد شيء من السماء هكذا متدل يسمى حبل الله سيدنا رسول الله يقول عن القرآن الكريم إنه حبل الله نعم إذن واعتصموا بحبل الله يعني احتموا بكتاب الله طيب لماذا لم يقل احتموا بكتاب الله لأن هناك معان أخرى ما هو اعتصموا بحبل هذا يعني تمسكوا تمسكا شديدا بكتاب الله أم اعتصموا
بالله سبحانه وتعالى تمسكوا بحبل الله يعني بقوة الله تكون مجازا واعتصموا بحبل الله جميعا يعني المقصود فيها الوحدة ولو قال تمسكوا بكتاب الله لكانت محصورة في كتاب الله لكن اعتصموا بحبل الله هذه لها معنى والثاني والثالث والرابع فأي معنى إذن كل المعاني تصبح لفظا واحدا فلنأت لنشرح إذن نجلس نشرح فيه نشرح فيه صفحتين ثلاث مجلدين ثلاثة حسب الحال ولذلك سيدنا علي يقول والله إنني أستطيع أن أفسر هذه الفاتحة في حمولة سبعين
بعيرا من الكتب وهي الفاتحة نقرؤها في سبع صفحات آيات إذا هذا كتاب الله خصيصة من خصائص كتاب الله إعجاز في إعجاز في إعجاز واعتصموا بحبل الله جميعا قلنا عليها إنها أمر ولا تفرقوا هذا نهي إذن أمر ونهي وهو حقيقة التكليف واذكروا نعمة الله إذن الإنسان يريد أن يعتصم ولكن نفسه تأخذه يمينا
ويسارا عن الاعتصام لا يوجد شيء يقويه فذكر ما يقويه فقال واذكروا نعمة الله عليكم لأنك لو ذكرت نعمة الله عليك وتبين لك الآية والمعجزة في هؤلاء الناس الذين كانوا أو هم في أنفسهم ما كانوا يعيشون وظهر الحال يا الله أنا تغيرت كيف هكذا هذا أنا تغيرت ثلاثمائة وستين درجة هذا ربنا فتح الله عليه شيئا كهذا غير حياته ولذلك قال كيف تكفرون وأنا فيكم معجزات ترونها دائما كيف ستكفرون فهنا واذكروا نعمة الله عليكم هذه تساعدكم على الاعتصام وانظروا
فإننا لم نعتصم بحبل الله جميعا إلا ونصرنا الله في التاريخ كله ولم نتفرق إلا وخذلنا الله وها هو لدينا جيل الأصحاب لدينا مقاومة المصريين والشاميين للتتار عندما اتحدت الأمة، ولدينا الذين قاموا بما فعله صلاح الدين مع الصليبيين عندما اتحدت الأمة، وإذا قرأت قبل كل ذلك تجد خلافا وفرقة، فعندما اتحدوا انتصروا، ولدينا نموذج الأندلس عندما تفرق ملوك الطوائف فانهزموا وطردوا وأبيدوا وشردوا وأرغموا وأكرهوا على
ترك دينهم، وقامت محاكم لها الجبين وتوجب الاعتذار إلى يوم الدين، كل هذا بسبب ماذا؟ بسبب أننا اعتصمنا فانتصرنا وتفرقنا فانتهينا، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، إذن الأخوة لا تعوض لأنهم قالوا عنها سعادة الدهر أي أن فيها لذة تنتهي في ساعة وفي لذة لا تنتهي
أبدا قالوا اللذة تنتهي في ساعة ولذة لا تنتهي وهي الطاعة، هذه الأخوة، الصادقة ما من شيء أحسن منها ولذلك الصديق الوفي قالوا هذا نادر فيجب عليك عندما يكون هناك صديق وفي أن تتمسك به وكنتم على شفا حفرة من النار كانوا سيضيعون وبعد ذلك الله سبحانه وتعالى جمع شملهم وانتصر بهم النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة كانوا قد وصلوا من المشرق إلى المغرب كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون وإلى
لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة