سورة آل عمران | حـ 451 | 104 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 451 | 104 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون آية واحدة كأنها عندما يقرأ المرء القرآن ويتأمل قوم يقول كلام الإمام الشافعي أن والله لو أن الله اقتصر على سورة والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر لكفى يعني لو
ربنا ما أنزل إلا هذه الآية هذه السورة لكفت فما رأيك المرء يشعر مع كل آية بهذا الشعور يقول لك ماذا سنفعل وماذا سننسى، وهذا ما يعنيه أن الله عندما أنزل لنا ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية، ماذا يعني ذلك، ألا تفهمون أم ماذا؟ هذه واحدة تهديكم إذا تدبرتم فيها التدبر السليم الصحيح، والحال هو أنكم منكم وليس من غيركم، فعندما نريد أن نبني حضارتنا نبنيها من أنفسنا من نموذجنا المعرفي من رؤيتنا الكلية من عقيدتنا الصحيحة من
أحكام ديننا من ثقافتنا الموروثة من هويتنا قال ولتكن أمة ما هو ممكن ولتكن أمة موجودة يعني لا هذا يقول ولتكن منكم ليس من غيركم وأنتم من نحن والله مؤمنون بأن هناك إلها وأن الإله أوحى وأنزل الكتب على الرسل وكلفوا وإن كنا هنا في التكليف وبعد ذلك سيأتينا يوم آخر نحاسب فيه هذا الذي نحن عليه فلا يصح أن يكون منكم هؤلاء ملاحدة أي لا يصح لا يصح
منكم هم نحن كذلك الذي عندنا أنه لا تزر وازرة وزر أخرى والذي عندنا أيضا نحن أنفسنا أعطينا فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي لست عليهم بمسيطر بلغوا فقط ما لك من شأن هذا الذي عندنا نحن أيضا كذلك إنك لا تهدي من أحببت إلى آخر الليل نحن كذلك ولتكن منكم من الناس هؤلاء الذين اعترفوا بالأنبياء جميعهم وبالرسل كلهم لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير نحن معروفون نحن من يعني نحن فنحن هؤلاء لن نصطدم ولا شيء مع الحرية حتى تقول لي الله أنت الآن ومن يكفر فماذا ستفعل به ما نحن قلنا فمن
شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنما هذه النخبة التي توجه الناس ولتكن منكم أمة جماعة يبقى الفرد الواحد ينفع أم لا بد من الجماعة قال لا هذا الأصل هو الجماعة الفرد الواحد هذا يكون في فترة قليلة جدا أن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا وما كان من المشركين شاكرا لأنعمه إبراهيم كان أمة نعم أحيانا هكذا تستدعي الحالة أن يقوم
أحد بما لا يقوم به كثيرون، لكن هذا ليس الأصل. "ولتكن منكم أمة" ما هم؟ هذا هو التكليف الأصيل هكذا، جماعة من الناس يكونون لا يستبدون ولا ينحصرون ولا يضيعون القضية، ولا تكون هذه القضية في يد شخص والله أعلم إن استمر على الخير أو تغيير قلبه ولتكن منكم أمة ما قال ولتكن منكم نفر وواحد ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير مهمة هذه الأمة هي النخبة الصفوة القيادة ولا بد أن تكون قيادة جماعية إلا في حالات استثنائية فقدت هذه الجماعة فيقوم واحد حتى يربيهم ويربي الأمة
ويتركها من بعده ولذلك ربنا فتح الله على سيدنا إبراهيم ورزقه أمة عظيمة لدرجة أنه قد نسب إليه الأنبياء جميعا، أولاد إسحاق وأولاد إسماعيل. إذن ولتكن منكم أمة جماعة ترشدنا إلى الطريق الصحيح، ما من ديكتاتورية. يدعون إلى الخير وليس الأمر ديمقراطية مفتوحة، بل يدعون إلى الخير أي لهم حدود، فلو أجمعوا على الشر لا يبقون معنا ولو أجمعوا على الانحراف لا يبقون معنا لا يبقون منا ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن فصلوه عن الدين ووجدوا أنه لا بد منه في كل شيء قوم سموه أسماء أخرى سموه ماذا التخطيط التنظيم الرقابة حسنا وهذه الأسماء تعني ماذا لن يخطر على بال أحد المحاسبة والتقويم والمساءلة، هذا والله أنت تتحدث في علم الإدارة أم ماذا، ما هو هذا الأمر بالمعروف وهذه عناصر النهي عن المنكر، فكيف سآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وعلى أي أساس عندما تكون هناك خطة، عندما تكون هذه
الخطة منفذة بتنظيم، عندما يكون التنظيم هذا نراقبه في ماذا نراه انحرف أم لم ينحرف فإن انحرف فعلينا أن نعيده وإن لم ينحرف فعلينا أن نهديه ففي حوافز وفي عقوبات وفي توبة والتوبة هذه خاصة بالدين التوبة هذه خاصة بالدين لا بل هناك مساءلة ومحاسبة ومراجعة وتصحيح المسار وإصلاح أليست كل هذه ألفاظا نستعملها يوميا لأننا قد استوردناها ولأننا ظننا أن هذه العلوم لا أساس لها عندنا بالرغم من أنها موجودة عندنا بألفاظ أخرى تربطها بالله وبالحقيقة
أنني مخلوق لخالق وأنني مكلف من رب العالمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة