سورة آل عمران | حـ 452 | 105-107 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 452 | 105-107 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو ينهانا ويأمرنا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم، حسنا النهي واضح ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا، إذن أين الأمر؟ الأمر في إشارة الآية وليس في عبارتها، ما هو هناك شيء الإشارة وهناك شيء يسمى العبارة، فيها ماذا يا جماعة؟ لا تكونوا كالذين
تفرقوا واختلفوا، والإشارة ادرسوا التاريخ واستفيدوا منه. ما الذي عرفني من هم هؤلاء الذين اختلفوا؟ فكيف اختلفوا؟ ولماذا اختلفوا؟ وما نتيجة هذا الاختلاف؟ فيجب أن أقرأ وأذهب لأقرأ عن اختلاف الخلق فيما مضى. وأرى أن أناسا قد اختلفوا فاختلفوا في نبيهم واختلفوا في كتابهم واختلفوا في ربهم واختلفوا في شريعتهم واختلفوا، فما سبب ذلك؟ إنني يجب أن أقرأ وأرى ما الذي
حدث حتى لا أعيش فيه، لأنه يقول لي ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا، إذن السؤال الآن ما هو هذا الذي قال ربنا فالسؤال إذن أنا أريد أن أعرف من هم هؤلاء الذين تفرقوا من هم هؤلاء الذين اختلفوا كيف اختلفوا حتى لا أعيش في نفس القصة تفرقوا في ماذا ما بداية الفرقة متى حدث ماذا بدؤوا يتفرقون فاعلم أن الفرقة تأتي من الهوى الفرقة تأتي من البدعة الفرقة تأتي من تأتي من
المصالح فأقول لنفسي هكذا أنا يجب أن أنزه نفسي في ديني عن الجهل فأتعلم وعن البدعة فأتمسك وعن الغباوة والجهل وعن كذا وكذا مما درسته في غيري طيب فيبقى الحق الحقيقي شكله ما هو أهو شكله بهذا الشكل وتقوم الدراسات بهذه القضايا من موارد الفرقة القضاء المقاصدي يقول لك النص هذا يقول كذلك، فتقول له لا، هذا النص يقصد شيئا معينا، فيقول ليس لدي شيء اسمه يقصد شيئا معينا، فيبقى إذا
ضيق واسعا ولم يعرف مراد الله من تشريعه، فلا يوجد شيء اسمه علة ولا يوجد شيء اسمه حكمة ولا يوجد شيء اسمه سبب. فتجده أنه يريد سحب الماضي على الحاضر والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعيش حياتنا وأن نكون أقوياء فيها فلا بد من معرفة موارد القوة والالتزام بها وهكذا كل هذا يتضح عندما نرى دراسة التفرق ودراسة الاختلاف والاستفادة من هذا الذي حدث في الأمم السابقة في التاريخ ونتقي هذه الفرقة وهذا الاختلاف وأولئك لهم عذاب
عظيم وعظيم هذه من صفات الجلال يعني شيء يعني شديد جدا وصلب جدا، حسنا حدث الخلاف وحدثت الفرقة وعرفنا أن المفترقين المختلفين مغضوب عليهم من عند الله وأنهم يستحقون العذاب العظيم، هيا بنا إذن نعذبهم ننظر إليهم إذا كانوا موجودين نعذبهم لأنه قال ولهم عذاب عظيم قال وسأعذبهم عذابا عظيما قال ماذا ولهم عذاب عظيم إذن أنا أمسكهم وأعذبهم عذابا عظيما قال لي ليست هذه وظيفتك ليست هذه وظيفتك هكذا بدأت تتجاوز حدودك
التي أمرت بها كبشر وتنتقل إلى حدود أخرى هي لله عالم الغيوب ويعلم ذات الصدور ليست من اختصاصك أن تعذب الخلق عذابا عظيما لأنك رأيتهم من العصاة أو رأيته من المنحرفين، أما العذاب العظيم فمتى؟ اليوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ليس الآن. ولذلك قال له ليس لك من الأمر شيء، اصمت ليس لك شأن. قال له حاضر، ليس لك من الأمر شيء، إذن ما كان لبشر أن يعذب بشرا، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يمارس التعذيب أبدا، ولذلك
عندما يأتينا بعض الشباب ويريدون أن يعذبونا ويعذبوا البشر مسلمين وغير مسلمين مؤمنين وملحدين يريدون أن يعذبوهم لأنه ليس على ملتهم ومذهبهم وكذلك نقول له يا أخانا يقولون وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه أنت ما شأنك قال أنا لا لست قادرا أنا أريد أن أجعلها دما نعم فأنت إذن لا تصبر مع أمر الله لست قادرا ولكن لست قادرا على الصبر على ماذا على أمر الله يقول لك اصمت فيجب أن تصمت هو يقول لك اصمت فتقول لا سأتكلم فتصبح إبليسا على الفور تصبح عمل إبليس يوم
تبيض وجوه الذين يعذبون الناس في أي مكان في الأرض يجب أن نقول لهم اتقوا الله لأنكم تفعلون فعلا فظيعا يستوجب التوبة ويستوجب عدم هذا الفعل في الأيام القادمة تحت أي ظرف من الظروف، فلا يجوز أن يأتوا ليعذبوه ويقولوا إننا نأخذ أقواله، فأقواله لا تؤخذ بالتعذيب يا أخانا، سواء أنت أو تؤخذ بما فتح الله علينا من التضييق عليه بكثرة الأسئلة وتحليل الإجابة كما هو شأن البشر، أما أن يعذب الإنسان فهذا حرام قطعا وعلى ذلك
فلا بد للإنسان أن ينتهي من تعذيب أخيه الإنسان لأن كرامة الإنسان من مقاصد الشرع العليا التي اتفقت عليها الشرائع كلها منذ آدم الأول. حتى سيدنا محمد حتى يوم الدين، ومن فعل هذا من العذاب فعليه بالتوبة، ومن لم يتب فهو آثم ينتقم الله منه، أي هو ملعون في كل كتاب. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. من هذا الذي يقول هذا؟ رب العالمين سبحانه وتعالى وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم
فيها خالدون والبياض والسواد كناية عن النور وعن الظلمة وليس على حقيقته فإن سيدنا لقمان كان أسود اللون وسيدنا بلال كان أسود اللون وهناك أربعون من الصحابة الكرام من أهل الحبشة والحبشي النجاشي أسلم رضي الله تعالى عنه وأرضاه وصلى عليه النبي في المدينة بعد أن رفع الله له سريره في الحبشة فرآه فصلى عليه صلاة الجنازة يعني مات في حياة النبي وهو راض عنه فالبيض والسود هنا إنما هو
للكناية والمجاز وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله