سورة آل عمران | حـ 455 | 111 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى لن يضروكم إلا أذى يعني توكل على الله ما أحد سيستطيع أن يضرك واعلم أن الخلق إذا اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن إلا بشيء قد كتبه الله لك وأنهم لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وطويت الصحف وجف القلم انتهى. إذا فما معنى ذلك؟ إنك حر، إنك لا تخاف أحدا، لكن
الحر لا بد أن يكون عاقلا لأن الفرق بين الحرية والانفلات العقل ما هو في حرية بمعنى أن أعمل ما تريده والعقل معناه ما هو عقلك قيدك حكمك هو ما هذا الذي يحكمني الأهواء لا الناس لا هذا الذي يحكمني العاقل خصيم نفسه هو يكون خصيما لنفسه هو الذي ما هو حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فهو يحررني من علي يقول لي لا تخف أحدا، خف من ربك وليس لا تخف أحدا فحسب بلا عقل هكذا. فما معنى أن يجد المرء نفسه يفجر ويعتدي على الناس؟ فهو لا يخاف أحدا. لا، هذا نوع من أنواع
البلطجة وهذا ليس حرية، هذا نوع من أنواع التفلت ولكن متى يكون ذلك صحيحا عندما يكون بالعقل، عقلك يحكم نفسك. لن يضروكم، لن - هذا للمستقبل لا يعطيك خبرة تاريخية. لم يضروكم لا، لن يضروكم يعني أيضا في المستقبل لن يضروكم، ولكن نحن نرى أنهم يضروننا، إذن هناك استثناء. ما هو لم يقل لن يضروكم وسكت، لو قال لن يضروكم. إذن لكان الناس جميعا مسلمين لأن المسلمين كانوا سينتصرون دائما دون أي تخلف أو تأخر وهذا لا يحدث
فالناس جميعا تقول الله فما هو هؤلاء هكذا لا هذه الأيام وتلك الأيام نداولها بين الناس لأن حكمة الله بالغة لن يضروك إلا أذى وسيأتي في الدنيا تقول لك إن الذي يأتي في الريش بقشيش، ما الذي يأتي في الريش بقشيش؟ هذا يعني ليس في قلبك وهويتك، وإنما يأتي دائما في الدنيا ضيق في الأموال، ضيق في التقدم، ضيق في الرفاهية، ضيق من نتاج الحرب، أما الإسلام فلا يوجد أحد يعرف كيف يضايقه، هل
تنتبه للمسلمين؟ يضايقونهم نعم وتحتل أراضيهم وتؤخذ أموالهم وتستعمر بلدانهم وتنتهك أنفسهم ويقتلون والدم يجري كما نشاهده في كل مكان وعلى مر الأيام التطرف الصليبيون وقبلهم الروم والفرس وقبلهم المشركون واليهود وقبلهم وهكذا سلسلة مستمرة وبعدهم الاستعمار الحديث وبعد ذلك سلسلة مستمرة وها نحن اليوم العراق مضروبة وفلسطين مضروبة والشيشان مضروبة وكشمير مضروبة والصومال مضروبة والسودان مضروبة كذلك، فماذا بعد ذلك؟ لن يضروكم إلا أذى، فلماذا هذا؟ قال لأن الإيمان واضح، إيماننا واضح، ليس بحاجة إلى فلسفة، وعندما يدخل في الفلسفة يدخل بمشكلاته،
لكنه هو نفسه كذلك، تأتي بالمسلم تقول له أين أنت من هذا؟ يقول لك لا شيء، أفي بسيطة جدا وحقيقية جدا هذا في ربنا وهو واحد أنزل الكتب وأرسل الرسل وجاء لنا بوحي نطبقه قال توضأ وصل وصم وحج وكن صادقا لا تشهد شهادة الزور وكن نظيفا هكذا فقط ويجوز لك أن تتزوج وتبيع وتشتري وهكذا وتنجب وسم اسم ابنك باسمك أشياء جميلة هكذا هو ما لا أشياء سيئة واحرص على حسن الجوار وعندما تموت وزع ميراثك بالطريقة الفلانية وعندما تذهب إلى القاضي تصبح تفعل له ماذا هذا وبعد ذلك سنموت طيب وعندما تموت
تذهب إلى أين قال في يوم في يوم آخر اسمه يوم القيامة فيه جنة وفيه نار الذي صالح سيدخل الجنة والسيء سيدخل النار واضحة هي ولذلك أنا لا أزني ولا أسرق ولا أقتل ولا أعمل ولو عملت ذلك أقول أستغفر الله وأتوب إلى الله لأن ربنا نهانا عن ذلك والذي لا يصلي يقول لربنا تب علي وأصلي والناس كلها تعرف أن الخمر حرام وأن الكذب حرام وأن الحقد حرام وأن وهكذا تعرف أشياء هذا معه خريطة هذا معه برنامج يعرف كل شيء تأتي بآخر يا عيني تقول له من الذي خلقنا قال لك والله ما أنا أعرف والله ما أنا أعرف طيب أنت تقول والله إلا ما أنا لست أعرف أصلا لست أعرف هذا أنت تقول والله ما أنا أعرف من والله هذا
يقول لك إنه لم ينتبه، وأنا فقط معتاد على الكلمة لكنني لا أعرف من هو الخلاء. فماذا تفعل هنا؟ أنا ونحن ها نحن ذا، نعم ماذا تفعل بالضبط يعني؟ أنا ونحن ها نحن ذا نعيش، نأكل ونشرب ونعمل وأنت مرتاح هنا في بلدك، قال لا أريد أن أسافر وأذهب إلى هناك، أين هناك؟ في بلاد كهذه تكون أيضا فيها طعام جيد وشراب جيد وراحة طيبة وأشياء جيدة. انظر إلى الفرق، وماذا يوجد بعد الموت؟ قال والله نعرف "لن يضروكم إلا أذى" هذا معناها وضوح العقيدة، لأنه لو كانت العقيدة مشوشة لكان سيضركم فيها ولكن هؤلاء لن يضروكم إلا أذى، الذي يأتي في الريش
فحسب، وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون. قتلوه عبر السنين والأيام، الصليبيون دخلوا وأقاموا مائتي سنة يا أخي مائتي سنة وبعد ذلك ولوا الأدبار. حسنا والتتار دخلوا فأسلموا وعلى فكرة الصليبيون أسلموا أيضا كثير منهم أسلم والتتار دخلوا فأسلموا وفي الشيء أبدا وولينا الأدبار والاستعمار دخل وذهب في داهية إذا هذا نستفيد من الماضي للحاضر والمستقبل أن الحكاية هذه ليست راضية أن تنتهي وإلى لقاء
آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله