سورة آل عمران | حـ 459 | 113 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى "ليسوا سواء من أهل الكتاب" ومن للتبعيض يبقى إذن وهو يعلمنا أننا لا نعمم الشر، يعلمنا أننا لا نعمم الخير لأن فيهم من أهل الكتاب أمة قائمة وأمة يتلون آيات الله وأمة تتلو هذه الآيات بالليل وأمة يفعلون ذلك وهم يسجدون ومن هذا ماذا يعني
بعضهم يبقى ليس كلهم يبقى فلا تأت وتقول كلهم ما هو أيضا هذا خطأ في التفكير المستقيم أن تعمل لا تقول كل الناس سيئة ولا تقول كل الناس جميل، لا يوجد فيه وفيها، انتبه يوجد فيه وفيه. قبل ماذا؟ قال قبل أربعة أشياء: الزمان والمكان والأشخاص والأحوال. يعني لا يوجد أحد سيء طوال عمره من أول ما ولد حتى مات وهو لئيم وسيء، لا يوجد هكذا. هذا أحيانا يكون سيئا أحيانا يعني زمن هو أحيانا
إذن فهي جيدة أنت انظر لنفسك تجد نفسك أحيانا هكذا مع الله أي أن علاقتك أصبحت طيبة وتحمد الله وأحيانا تنسى نفسك قليلا هكذا أنت مع نفسك كل واحد يقول لنفسه هكذا فليقم ليجد روحه هكذا مع الله أحيانا في الأعلى وأحيانا في الأسفل طيب كذلك كنتم من قبل فمن فقد أصبح في الزمن تجد فيه اختلافا وفي المكان اختلافا، أي أن أمة المسلمين تجد المدينة الفلانية شائعا فيها الطاعة والمدينة الفلانية شائعا فيها المعصية، فالمكان ليس واحدا والزمان ليس واحدا، تجد أهل
المعصية قد انقلبوا أهل طاعة والحمد لله رب العالمين، ولذلك الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم عابدا هل لي من توبة فقال لا، تسعة وتسعون واحدا وتريد أن يتوب الله عليك، هذا أنت يا أخي عجيب الشكل فقتله فأتم به المائة وانتهى منه، ثم ذهب إلى عالم فقال من الذي يمنعك من التوبة ومن الذي يتألى على الله، تب إلى الله ولكنني أراك بأرض قوم سوء تقتل تسعة وتسعين نفسا فلا يضربون على يديك، ولا يقبضون عليك. يا رجل، هؤلاء الناس سيئون، الناس الذين تعيش في وسطهم هؤلاء، كيف تركوك؟ إني أراك بالشكل الذي تصفه في أرض قوم سوء،
فاذهب إلى بلد كذا وكذا، فإن فيها قوما يعبدون الله، قوما صالحين. فالمكان له أثر. وهناك فرق عندما تكون في وسط أناس يأمرونك بالمعروف وينهونك عن المنكر ويساعدونك على العبادة وبين أن تكون في وسط أناس - لا مؤاخذة - فاسقين فكذلك تؤثر هذه المسألة وتؤثر في التربية وتؤثر في سلوك الإنسان فإذا انتبه الإنسان إلى الزمان والمكان وأنه متغير كذلك الأحوال تجد أن الواحد في حالة الغنى وما دام في حالة الصحة وما دام في حالة السلام جيد، إذا ابتلي في شيء
جاءته أزمة يتبرم ولا يرضى عن ربه، إذا ابتلي في صحته لا يصبر، إذا ابتلي في جاهه أو منصبه يحزن ويغضب، الله وهناك واحد بالعكس عندما وهو في الشدة يعرف ربه جيدا جدا فيقول رب اشفني وما إلى ذلك ويغمض عينيه هكذا ويبكي، ولما رآه نسي ربه ونسي ما فيها هذا عكس الآخر وهكذا، فالإنسان يحاول مع نفسه أن يكون ثابتا في أحواله كلها بأن تكون الدنيا في يده فعندما تفقد فلا يحزن على المفقود ولا يفرح هذه نعم صعبة ولذلك التربية صعبة ولذلك يجب على
الإنسان أن يقاوم نفسه حتى آخر يوم في حياته لصالح الخير يقاوم نفسه ليس يقاوم شهواته فقط لا بل يقاوم نفسه لصالح الخير حسنا أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل أي في الليل آناء الليل وهم يسجدون صفتهم هكذا أنهم ما رأيك ألا يوجد أكثر من سجود الأمة المحمدية، السجود موجود في كل دين ولكن ليس مثل السجود الخاص بالأمة المحمدية، هذا السجود شيء سر من الأسرار قاله الله لنا، نحن لسنا سرا أي أن الناس لا يعرفونه، فكل الناس يروننا
ونحن نسجد في العالم، ولكن سر أي أن الله إليه كما وفقنا إلى يوم الجمعة وكما وفقنا إلى رمضان وكما وفقنا إلى البيت العتيق نحجه ووفقنا وكما وفقنا إلى ساعة الإجابة وكما وفقنا إلى ثلث الليل الأخير أسرار يعني ماذا يعني كل الخلق لا يعرفها ولا يهتم بها ونحن نعرفها كما وفقنا للوضوء كما وفقنا للنظافة هذا لنا اتوضأ حتى تقبل الصلاة إذا صليت من غير وضوء لا تقبل هذا سر هذا ليس أحد يعرف ما رأيك نحن أكثر الناس نسجد لربنا سبع عشرة ركعة فيها أربع وثلاثون سجدة كل يوم أقل ما يقال ما هو أقل شيء الصلوات الخمس حتى الذي لا يصلي السنة كل ركعة فيها سجدتان بقينا
كم، سبع عشرة في اثنتين بأربع وثلاثين على أقل تقدير، طيب والسنة السنة سبع عشرة ركعة أيضا بأربع وثلاثين فتكون هذه ثمان وستين، الذي يصلي شيئا عاديا جدا بالكاد الفرض والسنة ويذهب لم يعمل شيئا، فما بال الذي يصلي معها الضحى وقيام من الليل والنوافل وكذا إلى آخره، سيدنا علي زين العابدين كان يقولون عليه السجاد، كان يسجد لله نحو ألف سجدة في اليوم. قم مساجدا، ولذلك ربنا جعل لنا الأرض مسجدا وطهورا، ليس يعني لازما أن نذهب إلى المسجد هذا. في أي مكان أدركتك الصلاة فتوضأ وصل، فيكون المسجد هو قم مساجده طيب بعضنا العلماء ولكن أولئك الذين في الأزهر هم الذين
يسجدون أبدا هذا كل بني آدم متعلم جاهل ذكر أنثى أي شيء عليه السجود هذا هو لأن الفرض هذا لكل المسلمين فهي أمه ساجدة وهم يسجدون مدح الله بها بعض أهل الكتاب ودلنا عليها لأن أقرب ما يكون ربه وهو ساجد فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته