سورة آل عمران | حـ 464 | 117 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى في شأن الإنفاق: مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر. هذا في إنفاق الكافر ينفق لكنه لا يريد وجه الله إنما يريد مجد نفسه واسمه يبقى مذكورا على كل لسان، لا يدفع بعد ذلك ويكتب فاعل خير، لا فاعل خير أي شيء هذا؟ أنا فاعل الخير هذا ويجب أن تشكروني، من وأذى ما هو فيه من وفيه أذى مثل الله،
هذا الإنفاق من الكافر بالريح فيها صر الريح وهي فيها دمار فيها هلاك يعمل مثل العواصف، هذه العاصفة أم الإعصار، هذا الإعصار في دوامة وهذه الدوامة تهلك الزرع والضرع والبيوت والناس، ونرى في الأعاصير واحدا يطير في الهواء ونظن أن هذا خيال، هذه حقيقة أو سيارة طائرة أو بقرة طائرة، يا لقوة الإعصار تطير كل الأشياء التي ليست من المعتاد أنها تطير هكذا ولكن العصفور تطيره ريح فيها صر وهو الإعصار أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم، هذه الريح أصابت حرث
قوم ولكن لما أصابتهم كانوا هم ظالمين لأنفسهم ظلموا أنفسهم فأهلكت الريح ما هو في ريح طيبة الريح ما هو من ضمنها النسيم العليل فالريح في حد هي ذاتها تعمل مثل الإنفاق، فالإنفاق شيء طيب، ولكن الإنفاق الذي لا يبتغى به وجه الله والذي يبتغى به الدنيا والمجد والسمعة كالصر الذي في الريح، ما هو الإعصار؟ إنه ريح، والنسيم العليل ريح أيضا، إنه هواء متحرك، فهذا إنفاق وذاك إنفاق، أما الإنفاق المبتغى به وجه الله فهو كالنسيم
حركة الهواء ولكن فيها شفاء للناس وهذه حركة هواء أيضا ولكن حركة الهواء فيها هلاك ولذلك يوم القيامة يقول له يا رب ما أنا حركت الهواء ما أنا أنفقت يقول له أنفقت ولكن من النوع الذي هو الإعصار الذي فيه صر أصاب حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته الصر هذه أهلكت وهذه الريح قد أهلكت، ولذلك ليس لك عندنا شيء. أما الثاني فهذا يقول له: يا رب أنا حركت الهواء. يقول له: هو صحيح، وها هو الهواء يأتي ليلطف عليك الدنيا ويفيدك في الآخرة. أصابت حرث قوم ظلموا
أنفسهم فأهلكته، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون. هذه وحدها حقيقة أن الله تعالى لا يظلم أحدا ولا يظلم عنده أحد، فإن الكون كله في ملك الله والظلم هو التصرف في غير الملك، فالله عندما يتصرف في ملكه وخلقه فهو عادل لأنه عادل ولأنه حكيم ولأنه مالك، وما دام مالكا فلا يمكن أن يوصف بالظلم وما ربك بظلام للعبيد وما ظلمهم. الله، ولكن أنفسهم يظلمون هم الذين يظلمون أنفسهم.
حسنا هل نأخذ من هذا أن كل هلاك في الدنيا وكل مصائب الدنيا تكون من ظلم النفس؟ قال لا، المصائب على نوعين، نوع يكون مثل تذكرة الموت، مصيبة فأصابتكم مصيبة الموت في موت، يمكن مصيبة تصيبك مصيبة، تخيل أن في شخص مات مصيبة أين العلاقات الاجتماعية الخاصة به، زوجته أولاده أبوه أمه مصيبة تتغير،
ولذلك في الحزن جعل الله الناس يحزنون عند الموت مصيبة، لكن هذا الموت فيه تذكرة هناك شدائد وهذه الشدائد تكون للتذكير، أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، ولذلك تجد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ويجلس في مرضه وكان إذا أصيب بالحمى أصيب بقدر رجلين من الشدة هكذا سيدنا رسول الله قوي ربنا أعطاه بنية قوية وكان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد الوطيس احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب كان مثل الأسد
هكذا هو أسد أي شيء وصاحب أي شيء لا هذا كان هو سيد الخلق هكذا هو ما له مثيل ما له مثيل شجعان العرب انهاروا أمامه هكذا هو اعتدوا عليه وضربوه بالسلاح لكنه كان شجاعا جريئا قويا في بدنه فلما كانت تنزل عليه الحمى تنزل بقوة رجلين طيب ما هذه مصيبة هذه نعم لكن هذا لرفع الدرجات هذا للغفران أي شيء فيها يعني هو يرى في نفسه كذلك أنه يعني لم يوفها جيدا هو ليس الله، يرى أنه وفاها وكل شيء ولكن يشعر الإنسان في نفسه كذلك يقول لا كنت أيضا أكثر قم يصاب كذلك رفعا للدرجات وترقية والترقي لا يعلم نهاية عند الله سبحانه وتعالى إذا
ففي نوع من البلاء هو تذكرة وهناك نوع من البلاء من ظلم النفس عندما يسير أحدهم منحرفا ويشرب الخمر فيتلف كبده وهذا من الذي أنت ظلمت به نفسك وبقيت حتى يتلف كبدك أو أنه يظلم الخلق حاكما أو محكوما فيرسل الله سبحانه وتعالى عليه البلاء أو قرية من القرى كانت آمنة وكان يأتيها رزقها الطيب من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون وهكذا فالأمر فيه سعة لقراءته وندعو الله أن يعلمنا كيف نقرأ كونه سبحانه وتعالى ويعلمنا
مراده إنه على ذلك قدير وإلى لقاء آخر نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته