سورة آل عمران | حـ 467 | 119 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يصف حال المسلمين لا يألونكم خبالا وهذه البطانة لا يعملون لمصلحتكم فيقول ها أنتم أولاء تحبونهم إذن ربنا يصف المسلمين أنهم يحبون
غيرهم ولا يحبونكم وهم الذين صفاتهم أنهم لا يحبونكم هم الذين يقولون الروح هم لا تحبوا هؤلاء الناس ولكنك مأمور بأن تحب العالم كله, ها أنتم أولئك تحبونهم ولا يحبونكم لما قال ذلك فإنه يأمرك الآن بماذا راض عنك وأنت ماذا ؟ وأنت تحبهم قال لك وما دام لا يحبونك فاكرههم ؟ لم يقل ذلك ولكنه وصف حالتك قال ها أنتم هؤلاء ها أنتم أولئك تحبونهم إذن أنت تحبهم الآن استمر وأنت تحبهم هكذا ولكن هم لا يحبونك ليس لك
شأن بهم وتؤمنون بالكتاب كله نحن نؤمن بكل الكتب نكفر إذن مثلهم هم يكفرون بالكتاب الخاص بنا نكفر نحن بالكتاب الخاص بهم؟ لا يجوز يجب أن نستمر في الإيمان بالكتاب كله ولكن هم لا يؤمنون بالكتاب كله ليس شأنى ما هم انا لا اقلد السيء و الحسن سأقلده ها أنتم أولئك تحبونهم فيقول ربنا لي يصفني بأشياء حسنة هي من ضمنها أنني أحبه , فهو أنا أحبه هكذا هذا من فضل الله وبموافقة ربنا أنتم أولئك تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم
قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم لن نتوقف عن الحب ولن نتوقف عن الإيمان ولن نتوقف عن العفو ولن نتوقف عن الصفح ولن نتوقف عن تجاوز الأزمات ولن نتوقف عن أن نؤمن بالرسل كلها ولو شتمتم نبينا لن نشتم أحدا من الأنبياء لأن المسلم إذا سب الأنبياء يكون ماذا يكون يصبح كافرا افعلوا ما تفعلونه اقفزوا مثل الفول في النار أيضا نحن سائرون على ما نحن عليه سنحبكم وسنؤمن بالرسل وسنؤمن بالكتب وسنعفو وسنصفح
وسنتجاوز وسنستمر سنستمر قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ما هو قال لك ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير، هذا يقول لي يريد أن يجعلني أرتد عن ديني قال نعم حسدا من عند نفسه قال نعم من بعد ما تبين له الحق الله قد يبقى شريرا يعني قال له نعم فماذا أفعل إذن قال فاعفوا
واصفحوا لم يقل اضربوا تتبعوا حاصروا أبدا إنما لما قال لنا اضربوا قال لنا اضربوا من قال وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، فما هي الصورة التي صورها في ذهنه عن الإسلام والمسلمين وأنشأها وظل يكذب بها حتى صدقه الناس وصدق نفسه، الله لقد ظلمني هذا ظلما شديدا جدا، نعم نحن مظلومون، فأين سيدخل المظلوم؟ سيدخل الجنة وله دعوة مستجابة عند ربه نحن نتعامل مع البشر ونحن نتعامل مع ربنا ها أنتم أولاء تحبونهم ولا
يحبونكم فواحد جاء وقال لي لكن أنا أحبك فقلت له حسنا ما أنا أحبك أنا أيضا قال لي لا لكن أنتم تقولون أولاء تحبونهم ولا يحبونكم قلت له لا هذا نقول لك نحن حتى لو أنتم لا تحبوننا فما بالك لو أنتم بدأتم بالحب أحبكم أكثر ولكن أنا هكذا ونقول هذا الذي لا يحبني أنا أحبه طيب والذي يحبني الذي يحبني أحبه أكثر قال لي وعلى فكرة أنا أيضا مؤمن بالقرآن قلت له طيب أحبك أكثر أيضا ما أنا مؤمن بكل الكتب قال لكن أنا أؤمن بالقرآن فقط، أي أقول إن هذا النبي للعرب فقط وليس للعالم كله، فقلت
له: إذن أنت لست مسلما، لأن المسلم يجب أن يقر بأن النبي محمد بن عبد الله أرسله الله للعالمين سيد الخلق أجمعين، فإن لم يقر بذلك فليس مسلما، فقال: وماذا في ذلك؟ إن القرآن حق وهو من عند الله كذلك وأن قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان رسولا كذلك لأنه يقول رسول فلماذا إذن للعرب فقط، بعضهم يقول لك هذا رسول لزمانه فقط، أبدا هذا للعالمين إلى يوم الدين، فأنت لست مسلما هكذا أنت من غير المسلمين ولكن بالرغم إنك أنت من غير المسلمين إلا أنه يقول لك ها أنتم هؤلاء أولاء تحبونهم يعني حتى ولو كانوا لا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله حتى ولو أنهم كفروا بكتابكم وتؤمنون
بالرسل جميعا حتى ولو كانوا لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته