سورة آل عمران | حـ 470 | 123 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 470 | 123 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يمتن على المؤمنين ويرشدنا إلى يوم الدين بكلامه المبين "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون" وكما اعتدنا فإن هذه الآية لا تخبر عن حادثة وقعت فقط بل إنها تخبر عن حادثة وقعت يستفاد منها ونسترشد بها لمستقبل
أيامنا وتقول الآية لنا أن الله سبحانه وتعالى نصرنا ونحن أذلة وكلمة ذليل كلمة تعني أن هناك خصما في حالة قوة ذليل لماذا الذليل يعني مذلول ومذلول ما هو اسم مفعول واسم المفعول هذا ما هو يكون فيه فاعل والفاعل من يكون في واحد آخر إذن طيب والذلة هذه تأتي من أين قال من ضعف ما
إيه هو الضعف قال الضعف في العدد هو بدر كان ماذا كان ثلاثمائة واثني عشر أو وثلاثة عشر بسيدنا رسول الله في مقابل فوق الألف يكون ثلاثة أضعاف طيب والثلاثة أضعاف هؤلاء يفعلون ماذا إذن، تخيل واحدا وثلاثة عليه، واحد أمسكه من يمينه وواحد أمسكه من شماله وواحد ظل يضربه، فيكون بذلك هناك تفوق في العدد أو قد يكون التفوق في العدة والسلاح. نعم كان مع هؤلاء لا أدري كم فارسا، ثمانون فارسا، وكان مع هؤلاء كم؟ ثلاثة! والله إنه لا يصلح هكذا، فكيف للثمانين فارسا أن يهاجموا هكذا
فيحملوا الثلاثمائة ثم يبحثوا عن أحد ليحاربوه فلا يجدوا أحدا يحاربوه، فيكون العدد والعدة فيهما ذلة مذلول أنا، يقول لك هذا يمسك عليك ذلة، يمسك عليك شيئا ضعيفا هكذا، فيمسك عليك ذلة في العدد ويمسك عليك ذلة في العتاد معنا من إذا؟ ها، ما هو لو حسبناها من غير الله تخرج خاسرة بكل المقاييس، ثلاثمائة ضد ألف، الألف سيمسكون ثلاثمائة يقتلونهم، انتهوا منهم وانتهى الأمر، هذا كلام المشركين من مع الثلاثمائة أم الثلاثمائة مع من، مع الله مع ربنا، آه انقلبت
الموازين من الذي نصرهم عددهم أبدا سلاحهم أبدا ولقد نصركم الله ببدر ويذكرنا يقول هذه واقعة حقيقية هذا ليس خيالا ولا ضرب مثال كما أنه ليس تاريخا فحسب بل هو تاريخ حقيقي لكن تؤخذ منه العبرة ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، أذلة جمع ذليل وذليل فعيل وفعيل يصلح للدلالة اسم المفعول يبقى في حد أقوى منهم قادم ولكن الله سلم ونصر القلة على الكثرة وأيدهم بمدد
من عنده بالملائكة وثبت أقدامهم وألقى في قلوبهم الشجاعة والإيمان وقتلوا سبعين من المشركين واستشهد يوم بدر ربما حوالي أربعة عشر فيكون واحد مقابل خمسة خمسة من المشركين في مقابل شهيد من المؤمنين المسلمين ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، فماذا نفعل إذن؟ فاتقوا الله. حسنا وإذا اتقينا الله ينصرنا، وإذا لم نتق الله لا ينصرنا. وما هي تقوى الله؟ الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد
ليوم الرحيل والرضا بالقليل. فإذا لم نعمل بواحدة من هذه الثلاث وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، حسنا إذن كان الطريق واضحا أن نتقي الله، يقول لك وما لها تقوي الله، أن أن تقوى الله هي أن نجلس في المسجد أو أن نمسك سبحة لا هذه مساعدات كذلك، وإنما تقوى الله أنه يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فاعمل في الصناعة واعمل في الإعداد وفي أن لا أستورد السلاح، وإنما السلاح أصنعه أنا لدي هنا وأبني اقتصادي على هذا. لما قال واعتصموا
بحبل الله جميعا، فالأمة يجب أن تكون في سياستي إن اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وكونوا أمة واحدة كما أراد الله عندما قال لنا وهكذا أرى الأوامر والنواهي هذه التقوى والعمل بالتنزيل لعلكم تشكرون وفعلا وفي عصرنا الحاضر عندما ظهرت بعض مظاهر العصيان والاستمراء في البعد عن الله هزمنا وعندما جمعنا أنفسنا وأعلنا دولة العلم والإيمان انتصرنا وهكذا وعلى الفور وإن عدتم عدنا والله عدتم إلى التقوى فسننصركم إن تنصروا الله ينصركم عدنا
إلى الفساد وقلة التدين فلا تلوموا إلا أنفسكم إذا فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يقيمنا على الحق وأن يقيم الحق بنا حتى ينتفع بهذه الحال كل أحد في بلادنا ونسأل الله أن يجعل سائر بلاد المسلمين كذلك وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته