سورة آل عمران | حـ 472 | 123-125 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 472 | 123-125 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يتلو علينا آيات بينات يصف بها ما حدث في بدر ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة وهذا كما يقول النحاة يجيز لنا أن ندخل الباء على المكان يعني هل يجوز مثلا أن نقول ادرس بالأزهر الشريف أم نقول في الأزهر الشريف، بعض النحاة قال لا يصح بالأزهر الشريف هذه وإنما نقول في الأزهر الشريف، فاستدلوا عليهم بتلك الآية ببدر وما بدر إلا مكان فالباء هنا
تصح إذن فتقول ما لا تصلح لماذا والقرآن حجة على العرب وعلى النحاة لأنه هو أفصح كتاب صيغ بهذه اللغة من عند الله سبحانه وتعالى لأن الكتاب وكلام الله غير مخلوق قائم بذاته سبحانه وهذا الكلام الذي نتلوه هو ترجمة وهو صورة طبق الأصل لما في نفس الله سبحانه وتعالى فهو أفصح شيء بالعربية يأتي أحدهم فيقول لك إن الله هذا يقول ببدر وبعض النحاة يقولون إن البيت هنا لا يصلح نحاة من هذا هو هذا الذي نأخذ منه النحو أليس هو هذا الذي نقيسه على النحو هذا نراه ويكون هو هذا الذي صحيح لا يصلح
إلا هكذا إذ تقول للمؤمنين ألم يكفكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، ما كانوا قليلي العدة وقليلي العدد وكانوا أذلة وانتصروا بالله واستنصروا الله سبحانه وتعالى، حتى أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه يقول لسيدنا محمد: كفاك مناشدتك لربك، يجلس يدعو ويستنصر ربنا، قال له كفى أنه نصرك، فليس من المعقول أن تدعو كل هذا ولا ينصرك ويقول النبي إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم كلام
عظيم جدا قال له هل يوجد أحد يعبد الآن ما هو هذا الذي حدث فنصره الله وأيده وهو يبشر المؤمنين بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين سينزلهم فهم منزلون هكذا بيننا وبينهم ثلاثة آلاف فماذا كان الحال فيقول ربنا النبي يقول ماذا ربنا ينزل لكم ثلاثة آلاف قوم هو يقول ماذا بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة
آلاف من الملائكة مسومين آه النبي يقول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين أن الله سوف ينزل لكم ثلاثة آلاف من الملائكة تؤيدكم وتحارب معكم وهكذا ولا يقول ذلك إلا عن وحي فإذا بالله الكريم ينزل الثلاثة آلاف ويزيد من أجل أن تكون بشرى النبي أقل من رحمة الله يعني النبي يحبنا وقال أنا منكم مثل الوالد للولد لكن ربنا يحبنا أكثر والنبي يبشرنا أنه توجد ثلاثة آلاف قادمون فربنا أرسل خمسة من عنده النبي عليه الصلاة والسلام سيأتي يوم القيامة ويقول يا رب أمتي فيقول أنا أرحم
بهم منك يا محمد يعني النبي منتبه لنا عليه الصلاة والسلام في يوم القيامة أيضا يعني يشفع فيقول له لا اتركهم لي أنا أرحم إذن فربنا رحيم فيقول بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمدكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة، فالنبي يقول ثلاثة آلاف تعادل - انتبه - كم مرة عدد المشركين مقارنة بالمؤمنين؟ ثلاث مرات، والثلاثة آلاف تعادل المشركين كم مرة؟ ثلاث مرات، فهو يطلب بقدر الموجود، فهم أكثر منا ثلاث مرات، لا هذا نحن سنأتي لكم بالملائكة الذين يفوقونكم ثلاث مرات، فقال له: لا، بل سأنزل
لك خمسة أيضا، في حين أن ملكا واحدا كان يكفي لقلب الدنيا عليهم، لكنهم حاربوا معهم بأسباب البشر، وليس ملكا ينزل بهيئته فيحارب، بل بأسباب البشر تقوية للمؤمنين، فأصبحت ثلاثمائة في قيمة خمسة آلاف. ثلاثمائة إذن بقيمة خمسة آلاف، حسنا يسمون السمة العلامة والوسم يسمونها الوسم ويسمونه أيضا الوشم، أيضا العلامة، أحدهم يعمل وشما في وجهه أو في يديه أو كذلك، والوسم وسم يعني علامة، قال هو منه الاسم لأنه علامة عليك، اسمك هذا
من أين جاء؟ ما هو إلا علامة عليك. عندما نقول فلان من أي قوم فإن ذلك يكون علامة عليه، فهو من الوسم أو من وسمه، سواء من المصدر أو من الفعل، خلافا للكوفيين والبصريين الذين يقولون موسومين أي معلمين، فكان الملك إذا قتل مشركا وضع عليه علامة ليميزه، أتراهم لا يبصرون؟ قال كيف تكفرون وأنا بينكم، أما يرون للمؤمنين ألم يكفكم سؤال أليس كافيا لكم ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين من السماء، بلى إن
تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم لا تخافوا هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة لا يقفون فقط يتفرجون منزلين يقفون هكذا يتفرجون يؤيدون لا هؤلاء مسومون هؤلاء سيضربون ويحدثون علامات في أجساد الكفار وما ما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله