سورة آل عمران | حـ 474 | 126-127 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 474 | 126-127 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: "وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يخيبهم فينقلبون خائبين، لماذا؟ أيد الله المؤمنين والإيمان ونصر المؤمنين والإيمان ومكن للمؤمنين والإيمان. لماذا؟ هل لحسن أجسامهم؟ هل لأداء عباداتهم؟ هل لأنهم من المقربين إلى الله؟ قد
يكون، ولكن الله سبحانه وتعالى يدلنا على حكمة ذلك النصر وعلى حكمة هذه الهزيمة، هذا في شأن المؤمنين وهذا في شأن المشركين. حتى يعلن موقفه سبحانه وتعالى من حزب الله ومن حزب الشيطان فيقول لماذا يكون من أجل التي اللام هنا للتعليل يعني من أجل يعني هزم هؤلاء ونصر هؤلاء وأيد هؤلاء المؤمنين وخذل هؤلاء المشركين من أجل أن لماذا يقطع طرفا من الذين كفروا يقطع طرفا أو
لا يقطع الذين كلهم لا يكون الله يعني أنتم الآن مسلمون تدعون أنه يا رب كل الناس تصبح مسلمة، يا رب كل الناس تصبح مسلمة، وسيكون ذلك قال لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون، وأغلب الأرض كذلك، ولذلك تجد المسلمين أصبحوا ربع الأرض، ولكن لم يصبحوا كل الأرض، وهذا معناه أننا طوال عمرنا سنعيش في حياة ومعنا غير المسلمين، بل ومعنا هؤلاء الذين سماهم الله بالكافرين ليقطع
طرفا، والطرف معروف أنه جزء في نهاية الشيء، حسنا نحن نتحدث في ماذا؟ الآن قال نتحدث في الحرب والقتال والنزاع يأتي في ذهن الإنسان ويتبادر إليه السلاح لأن عندما نقول قتال فماذا يتذكر المرء الرمح وآخر يتذكر السيف وآخر يتذكر السهم لأن نحن نتحدث في المعركة هاهي ونتحدث في قتال وهكذا إلى آخره طيب عندما تذكرت هذه الأشياء وبعد ذلك قال ماذا ليقطع
طرفه طيب اقطع هكذا طرف الرمح فيصبح عصا، اقطع هكذا طرف السهم فينتهي الأمر ويصبح عودا، اقطع هكذا طرف السيف فلا يبقى شيء ويصبح قطعة حديد. لماذا قطع طرفه؟ قم فورا ما معنى الطرف؟ يعني إذا كان هذا عندما يقطع الطرف فماذا يبقى من الباقي؟ أم لماذا يجب؟ أم لماذا ليقطع طرفا من الذين كفروا أي الطرف الذي سيقطع إذن الطرف المؤثر الطرف الذي فيه العدوان الطرف الذي
فيه التمكن في الأرض هكذا لم نمكن للكافرين في الأرض نعم ولكن مع ذلك فإننا لم نقض على الكافرين ولم نبيد الكافرين ولم ننه جسديا الكافرين وإنما قضينا على سيطرة الكافرين هذه هي الحكاية: المسلم يجاهد في سبيل الله ليقطع طرفا وليس ليبيد الذين كفروا كما يصورون الإسلام والمسلمين، يصورون الإسلام والمسلمين في شبهة هذا الشأن ليبيد الذين كفروا أبدا، هذا ليقطع طرفا من الذين كفروا. حسنا
إذا لم نقطعهم فماذا نفعل؟ أو يكبتهم أي يسكتهم، كبته تقول أنا مكبوت فماذا لا يستطيع أن يتكلم صامت هكذا هو في كبت يعني يضغط عليه فلا يستطيع أن يتحرك أو لا يستطيع أن يؤثر بكفره أو يكبته حسنا وبعد ذلك عندما يحدث أن الطرف ذهب المؤثر أو عندما يحدث أن هو كتم في نفسه ولم يعرف كيف يفسد في الأرض قام ينقلب ما شيوع الكفر والكفر هذا يفعل ماذا يفعل ثلاثة أشياء
مناقضة العبادة والتوحيد في ضد عبادة الله وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوني والفساد في الأرض في مقابل عمارة الأرض التي يقوم بها المؤمن واتباع الشهوات في مقابل تزكية النفس التي يقوم بها المؤمن قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسها إذا هذا غرض الجهاد في الإسلام، ليس الغرض هو التدمير إنما الغرض هو العبادة والتعمير والتزكية، ليس الغرض هو أن أقضي على من أمامي إنما الغرض هو ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين، ونتخلص من ضوضاء الكفر وأهل
الكفر وضوضاء الفساد وأهل الفساد وضوضاء اتباع التي ملأت الأرض وعمت والتي في النهاية مات فيها الإنسان أمام الإنسان أمام نفسه مات بعد أن أماتوه أمام الله ما هو في موت إنسان في علاقته بربه لأنه نحو الإله الإلهي نحوه أيضا طيب ابق إنسانا إذن آدميا حتى لم يعد إنسانا آدم أصبح قطعة لحم بيولوجية هكذا حياتية نعم فقد مات الإنسان أولا أمام الله ثم مات أمام نفسه وهذا بعد ذلك ما نهايته؟ هذه نهايتها التي رأيناها فأباح الإجهاض وأباح الشذوذ
الجنسي وأباح القتل الرحيم وأباح المخدرات وأباح الفساد في الأرض نعم إذن كلمة الله هي الأطيب والأطهر ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته