سورة آل عمران | حـ 475 | 128 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى ويعلمنا حقيقة واقعية تميز بها المسلمون والحمد لله رب العالمين، ويقولها بشأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند المسلمين سيد الخلق يعني. مَن سيد الخلق؟ قالوا: سيد الخلق يعني هو أفضل مخلوق خلقه الله. قالوا: كيف يعني؟ يعني أفضل من الكعبة؟ قال له: أفضل من الكعبة. هذه الكعبة مكان مقدس
محترم غاية الاحترام، لكنه لا يعدو في النهاية أن يكون بناءً من حجارة أقامه إبراهيم. كان ينظر إليه رسول الله صلى الله. عليه وسلم ويقول ما أشد حرمتك على الله على البيت الحرام على الكعبة المشرفة، ما أشد حرمتك على الله، ودم امرئ مسلم أشد عند الله حرمة منك. الله يعني الكعبة ما موقفها الآن؟ شديدة الحرمة عند الله، والذي يحاول الاعتداء عليها سيحدث له ماذا؟ يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر. فأخذ أبرهة صاحب الفيل وحبسه في وادي المحسر وحُسِر هناك وضُرب بالطير الأبابيل وهُزم
هزيمة منكرة، وفيله كان اسمه محمود وهو مذموم، وقائد الفيل رأته عائشة رضي الله تعالى عنها في مكة يتسول وهو ضرير، أخذ ربنا بصره وجعله ذليلاً يتعثر في طرقات مكة، طبعاً السيدة عائشة وهي ترى هذا. الرجل هذا كان كبيراً، عمره عشرون أو ثلاثون سنة وهو يقود الفيل، لكنه لما رآه، وهذا من سن رسول الله، قادت الفيل من سن رسول الله، فيكون الضيف ماذا؟ إلى عمر سيدنا رسول الله أيضاً ثلاثين سنة
أو شيء مثل ذلك. هذا قائد الفيل، فلما رآه كان ماذا؟ كان شيخاً كبيراً هرماً قد. أخذ الله حبيبتين لعينيه وهو يتسول في طرقات مكة، وسيدنا رسول الله سيد الخلق، هذا يعني أفضل من جبريل، يعني قال: نعم، أفضل من جبريل وأفضل من الملائكة أجمعين بإجماع المسلمين. قال: الله، يعني هو الله أفضل من السماوات والأرض، من الجنة والنار؟ قال: نعم، أفضل من الجنة وأفضل من السماوات وأفضل من الأرض وأفضل من العرش. العرش هذا ماذا هو؟ إنه شيء مخلوق عظيم جداً جداً، من عظمته يعني المرء يخاف هكذا، لكن
من عظمته واتساعه وجماله وما إلى آخره، أن يغتر العرش بنفسه. فقام ربنا بأن قال: "الرحمن على العرش استوى"، لكي يبين لك عظمة ربنا أنه... انظر، هذا العرش هو الذي يعني أنه محيط بالسماوات والأرض، قهره الله، قال: لا، خلاص، فهذا ربنا، ماذا؟ لا نتكلم في قوته، هذا شيء آخر. فالعرش هذا شيء عظيم جداً، أعظم مخلوقات الله، ماذا؟ ولكن سيدنا رسول الله أعلى وأفضل عند المسلمين، هكذا عقائدنا نحن، أن... رسول الله هو سيد الخلق أجمعين، انتهى الأمر، صدقنا سيدنا رسول الله،
لا يوجد أحد أفضل منه، هو في القمة في مراتب الخلق عليه الصلاة والسلام. قوم يقولون ماذا؟ "ليس لك من الأمر شيء"، يقول لسيدنا محمد: "ليس لك من الأمر شيء"، يعني بعد ذلك يجب على المرء أن يسكت أم يتكلم؟ بعد ذلك يقول ماذا؟ عندما سيد الخلق الذي هو أعظم من العرش وأعظم من الملائكة وهو سيد النبيين وإمام المرسلين يقول الله له: "ليس لك من الأمر شيء"، أنكون
نحن الذين لنا من الأمر شيء؟ أيكون أخونا المتدين له من الأمر شيء؟ يعني بعد هذه الآية بعد هاتين الكلمتين. هؤلاء المرء لا يعرف كيف يتكلم، فليصمت، ليس لك من الأمر شيء. انتهى الأمر، ماذا نفعل يعني؟ أو يتوب الله عليهم. وهؤلاء الناس الذين جاؤوا وضربونا وسرقونا وآذونا وقتلونا، قال له: لا شأن لك، أتوب عليه أنا. أنت ليس لك علاقة بالأمر، أنت لا شأن لك. حارب حارب، اقتل اقتل اقتل اقتل. هكذا "ليس لك
من الأمر شيء أو يتوب عليه أو يعذبه فإنهم ظالمون". إذن هي تُقرأ هكذا: "ليس لك من الأمر شيء" وتقف، "أو يتوب عليهم" وتقف، "أو يعذبهم فإنهم ظالمون" على بعضها. لن يتوب عليهم لأنهم ظالمون، وليس "ليس لك من الأمر شيء فهم ظالمون"، دعهم لي. لا، ليس لك من الأمر شيء. هذه واحدة. أو يتوب عليهم، هذه الثانية. أو يعذبهم فإنهم ظالمون، هذه الثالثة. ما الذي يجعله يجلس يتأمل فيه
ويتدبر هكذا ويفتح الله عليه؟ إنهم من أولئك الذين يريدون ضجيجاً من غير أن نرى طحناً، وفتنة من أجل تفتيت الأمة. نقول لهم: حسبنا الله. ونعم الوكيل ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته