سورة آل عمران | حـ 477 | 129-130 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 477 | 129-130 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: "لله ما في السماوات وما في الأرض، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، والله غفور رحيم". يقول لك ما ذكره الله جل جلاله القرآن إلا وذكر معه الجمال لأن الإنسان لا يقدر على جلال الله وحده إلا وهو محاط بالجمال، ولذلك قال بسم الله الرحمن الرحيم جمال هكذا هو جمال في جمال فيقول يغفروا ويقدم
المغفرة أولا لمن يشاء كما تكون أي بين قوسين وممنوع استعمال علامات الترقيم في القرآن والسنة. أفاد أحمد باشا زكي عندما وضع علامات الترقيم وقال إن الكتاب والسنة لا تستخدموا فيهما علامات الترقيم هذه، إن علامات الترقيم هذه يستخدمونها في كتبهم ولكن في الكتاب والسنة لا، وأحمد باشا زكي كانوا يسمونه شيخ العروبة لأنه كان مهتما جدا باللغة العربية وبتحسين أدائها وتحسين حروفها في المطبعة الأميرية وأشياء من هذا القبيل، فالله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. ما هو الأصل في بعض الناس في انحراف كهذا، عندما يعلم أن الله يرحم
وغفور هكذا يتمادى في السوء، إنما هو يرغب ويرحم ويعذب من يشاء. مثلا ماذا قال؟ والله قوي عزيز دائما، قال والله شديد المحال ثم عاد فقال ماذا والله غفور رحيم انظر إلى الكلام ها هو يغفر لمن يشاء جمال ويعذب من يشاء جلال والله غفور رحيم جمال إذن إذا حصر الجلال بين الجمال والجمال ها هو يغفر
لمن يشاء حسنا والله غفور رحيم حسنا جمال وجمال وضع بينهما ماذا ويعذب من يشاء جلال يشاء الواحد أن ينبسط هكذا هو الحمد لله يا رب اجعلني منه ويعذب من يشاء فيبقى فيه أي خوف والله غفور رحيم وقالوا هكذا المؤمن بين المعرفة وبين الخوف وبين الحب والخوف والمعرفة فأين الحب يغفر لمن يشاء فأين الخوف ويعذب من يشاء فأين المعرفة والله غفور رحيم أنت منتبه، إذن يجب
يا إخواننا من أسس فكر المسلم أن يعرف ربه، لأنه بدون الله ستكون هذه الحياة مصيبة سيئة جدا يعني هكذا عندما تجلس لتفكر، طيب ماذا لو لم يكن هناك رب، لا يوم آخر، لا جنة ولا الله حسنا، وما فائدة هذه الحياة إذن، إنها مجرد شقاء تكون واقعة، ولكن الحقيقة أن في الله معرفة، وهذه المعرفة تزداد بمعرفة أسماء الله الحسنى وتزداد بمعرفة التكاليف وتزداد بمعرفة الحقائق الإيمانية، ولله ما في السماوات وما في الأرض، معرفتها، ولله ما في السماوات وما في الأرض، ثانيها الحب، هو يغفر يشاء ثالثها المخافة ويعذب من يشاء ملخص
ماذا والله غفور رحيم يبقى إذن وأنت تقرأ القرآن ابحث عن المعرفة وابحث عن المحبة وابحث عن ماذا عن الخوف وبها تستقيم الحياة كلما ذكر لنا حقائق إيمانية لفتنا مرة أخرى إلى حياتنا حتى لا ينفصل الإيمان عن الحياة كلما ذكر لنا أمورا عقائدية كلما أعادتنا مرة أخرى إلى القيم والأخلاق إلى التكاليف والشريعة حتى لا نكون دعاة لتوهمات لا نهاية لها من متاهات الفكر أو من
فلسفة العقيدة فيقول ربنا سبحانه وتعالى وهو ينتقل من هذا إلى ذاك ومن ذاك إلى هذا فبعد أن تحدث إلينا عن قتال الناس وكيف يكون وما القضايا العظمى التي تحيط بذلك، ثم تحدثنا عن الحقائق الإيمانية وشعور المعونة والتأييد، وهذه الحقائق التي تتعلق بالمعرفة والخوف والجمال والحب تأتي وتعيدنا مرة أخرى إلى الشريعة وإلى تفاصيل الحياة حتى يقول لنا إنه في صفحة واحدة يتحدث عن هذا وعن ذاك لأن الكل من عند الله ولأن المؤمن لا يفرق بين هذا وذاك إلا فرقا
أكاديميا كي نعرف كيف ندرس ونعمل، ولكن ليس فرقا حياتيا. فيقول يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون، فنهانا عن أكل الربا وجعله موردا من موارد النار وكبيرة من الكبائر والعياذ بالله تعالى. يا أيها الذين آمنوا إن هذا الأمر متعلق بالإيمان وإن هذا الأمر متعلق بالعقيدة في صورتها التشريعية العملية، ولذلك أجمع المسلمون على حرمة الربا. لا تأكلوا
الربا أضعافا مضاعفة، هل هذا قيد لبيان الواقع أم أنه قيد في التحريم؟ انتبه، قيد لبيان الواقع أن الربا إذا ما ترك يسري كان أضعافا مضاعفة أو أن هذا قيد للتحريم أن الله قد حرم من الربا ما كان أضعافا مضاعفة فجماهير الأمة من السلف والخلف أنه ليس قيدا في التحريم وإنما هو لبيان الواقع ما هو القيد قد يأتي من أجل الإدخال
والإخراج يخرج شيئا من المحرم آه هذا حينئذ يكون قيدا في التحريم يكون ربنا حرم الربا الذي هو أضعاف مضاعفة فقط، لكن الربا الذي ليس أضعافا مضاعفة يبقى حلالا، وحينئذ نقول ماذا؟ إن هذا قيد في التحريم، أم أن أضعافا مضاعفة هذه لبيان الواقع، نعم القيود وضعت لبيان الواقع، أصلا الإدخال والإخراج هذا مهمة سنوية، فجماهير جماهير الأمة من السلف والخلف على أن هذه ما هو بيان الواقع يبقى الربا قليله وكثيره حرام هذا هو بيان الواقع معناه كذلك فجاء بعضهم وفهم من هذه الآية في العصر الحديث أنها
هذه قيد وليست آية لبيان الواقع واجتهد هذا الاجتهاد أن الربا المحرم هو الربا ذو الأضعاف والمضاعفة فلم يلق هذا قبولا لدى العلماء المتشرعين إلى واتقوا الله لعلكم تفلحون أمر بالبعد عن الربا وبالتقوى في الرحمة مع الناس فاتقوا الله عباد الله وكونوا من المصلحين ولا تكونوا من المفسدين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته