سورة آل عمران | حـ 478 | 130-132 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو ينهى المؤمنين عن الربا: "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون". فحرم بالنص الربا في صورة الأضعاف المضاعفة وحرم بالإشارة الربا مطلقا ما هو في عبارة وفي إشارة ففي العبارة حرم الربا الذي هو فيه أضعاف مضاعفة وفي الإشارة حرم الربا مطلقا كيف أقول لك إن أضعاف مضاعفة هذا جاء من أين
من استمرار المدة من تعسر المدين قال يبقى جاء من أين في البداية من قال يبقى الربا حراما لأنه سيؤدي إذا امتد به الحال إلى الأضعاف المضاعفة المحرمة وما كان وسيلة للحرام فهو من الحرام فقالوا هكذا حرمت الآية الربا عبارة وإشارة العبارة نعم والإشارة نعم حرام واتقوا النار التي أعدت للكافرين يا قومي شديدة يعني الخمر لا يقال فيها هكذا الزنا لا يقال يوجد كذلك ولا تقربوا
الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا يعني ينبهنا أنه شيء كذلك ما خاصتنا يعني سيضرنا نحن شيء منا فينا كذلك سيضرنا نحن أما هنا يقول واتقوا النار التي أعدت للكافرين وهذه تحتمل أمرين أنها ستدخلكم النار خاصتي الكافرين التي أنا صنعتها للكافرين وأن استحلال ذلك كفر يقتضي الأمر الجزء الثاني إذن، ليس أنني سأدخلكم النار الخاصة بي للكافرين وأنتم جميلون، لا بل أنتم هكذا إذا استحللتم الربا كفرتم واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون، فإذن هذه
آيات توجهنا في كل شيء، هو جعل مدخلها هو الربا ولكن لو قرأناها وحدها من غير سياقها الذي هو كذلك ربنا يقول لنا واتقوا النار التي أعدت للكافرين فيكون تكليفنا أن نتقي النار حتى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة اتقي الله ولو بشق تمرة فإذا أحضرنا شق تمرة كذلك ونتصدق بها فيكون التصدق بأكثر من شق تمرة ينفع أيضا حتى نتقي الله سبحانه وتعالى ونتقي النار من رزقه الله بثلاث
بنات فأحسن إليهن كن له حجابا من النار قالوا اثنتان يا رسول الله قال واثنتان ما هو ربنا واسع قالوا وواحدة يا رسول الله قال وواحدة إذا كيف تتقي النار بالعمل الصالح ويقول إن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، فالصدقة ولو كانت شق تمرة ستكون لك حجابا، ولذلك قال العلماء إن المعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان، حيث قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة عن طريق الناس والحياء شعبة من شعب الإيمان وألف الإمام البيهقي كتابه الممتع شعب الإيمان حتى يعدد البضع والسبعين شعبة هذه إذن وألف الحليم شعب الإيمان لماذا لأن هذه هي كل الطاعات من شعب الإيمان فما هي إذن شعب الكفر أيضا مثلها كل المعاصي وأضداد ذلك إذا كان التواضع يكون ضده الكبر، إذا كان التوكل يكون ضده نوع من أنواع الشرك، ليس راضيا
أن يتوكل وأطيعوا الله والرسول يكون مصدر الشريعة الذي أجمعنا عليه الكتاب والسنة، من أين نأتي به؟ إنه وأطيعوا الله والرسول، فكيف يكلمنا ربنا لنطيعه؟ ألم يكن يكلم كل واحد منا هكذا هو يقول اعمل كذا اعمل كذا قال لا ما يكلمنا فكيف نعرف قال من حبل الله المتين من النبي المقيم من هذا القرآن الكريم لأن القرآن الكريم هذا حبل بينك وبين ربك فيكون إذن الكتاب القرآن هو المصدر الأول للتشريع حسنا ونحن رأينا الرسول حسنا لكن أنت لم تر ربنا
أيضا كما أنك لم تر ربنا ولكن تأخذ وتطيع الله من القرآن من كلامه كذلك حفظ الله علينا سنة نبيه وجعلها حجة علينا مثل الكتاب بالضبط لأنها هي التطبيق المعصوم للكتاب الكريم لأنها صدرت من معصوم عليه الصلاة والسلام فإذا كان الله لم نره فأطعناه في كتابه والرسول لم نره فأطعناه في سنته أطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ستعود عليكم الفائدة بالرحمة وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته