سورة آل عمران | حـ 482 | 134-135 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 482 | 134-135 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه اللهم اشرح صدورنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعدد لنا صفات المتقين الذين يسارعون إلى مغفرة منه سبحانه وتعالى والذين أعد لهم باعتبارهم من المتقين الجنة التي عرضها السماوات والأرض وبعد أن بين لنا أن العطاء والإنفاق هو العنصر الأول من صفات أولئك المتقين بما يشتمل عليه من حب وكرم وأن كظم الغيظ أيضا من خلقهم وليس
كظم الغيظ مسألة تتعلق بصفة قاصرة في النفس فقط بل إنها تتعدى إلى نفع الناس وإلى أن يكون هناك عفو عن الناس يعني ليس فقط أن يكظم غيظه والعافين عن الناس فتكون صفتين واحدة قاصرة وواحدة متعدية والله يحب المحسنين فالإحسان هنا أيضا من صفاته الإنفاق والكظم والعفو والإحسان والذين إذا فعلوا فاحشة فتكون النقطة الخامسة هي والذين إذا فعلوا فاحشة فما هي
هذه الفاحشة قالوا الفاحشة والبذاءة ليست الفاحشة هذه يعني مثل الزنا قال لا ليس ضروريا أن يكون زنا هذا قد يكون سبا وطول اللسان وتجريح كلام لا يقوله إلا أولاد الشوارع هذه فاحشة ومن ضمنها حكاية الزنا وما حول الزنا هذه يبقى هذا فرد من أفراد الفاحشة وليس هو عين الفاحشة إلا أن يأتينا بفاحشة ليست زنا، هذا يمكن أن تكون تؤذي أهل زوجها بالشتم والبصاق والضرب، نعم هذه تبقى فاحشة. إذن الفاحشة هنا تشتمل على كل خارم من خوارم المروءة بما فيها الكبائر،
تظل تتدرج هكذا حتى تصل إلى الكبائر. والذين إذا فعلوا فاحشة يبقى فعلوا ماذا؟ ما لا يليق سواء كان ما لا يليق هذا في حد البذاءة أو كان ما لا يليق هذا بارتكاب المحرمات هي ما هي بذاءة أيضا ما هي قذورات والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ظلم النفس يأتي على معنيين المعنى الأول التفريط والمعنى الثاني الإفراط فالمعنى الأول التفريط يصبح ظلمت نفسك لأن الله عندما أرشدك لفعل الطاعات والابتعاد عن المعاصي لم تحصل على طاعات
ولم تبتعد عن المعاصي فظلمت نفسك، كانت لديك فرصة للنجاح وما رضيت أن تنجح، شخص لا يريد أن يذهب إلى الامتحان وهو يعلم وكل شيء ممكن هذه الأسئلة سهلة لكنه لا يريد أن يذهب فهذا ظلم نفسه بماذا؟ بالتفريط، من نوع آخر بالإفراط الذي هو فيه يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني من رغب عن سنتي هو سنته ما هي التيسير الاعتدال الوسطية فجاء قوم بعضهم قال نقوم فلا ننام وآخر قال أصوم ولا أفطر والثالث قال لا أتزوج النساء فجأة قال
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني". هذا رغبة عن سنته كيف؟ بأنه يزيد، فكلما زاد كلما نقص، كلما زاد في الأعمال التي فيها شدة، التي فيها ملل، التي فيها مجهود، التي فيها خروج كلما ابتعد عن النموذج النبوي والهدي النبوي فنقص عند ربنا، تبقى تصلي أكثر وتأخذ درجات أقل لأنك زدت عن النبي عليه الصلاة والسلام، يبقى إذن هذا العاقل خصم نفسه، لا بد أن تعرف أن هذه الزيادة التي من عندك هذه أيضا خروج ولكن بالإفراط، ظلم نفسه
ولكن بماذا؟ بالإفراط فظلم بأن كلفها ما لا تطيق وهنا يقول رسول الله لا ينبغي لأحدكم أن يذل نفسه قال وكيف يذل أحدنا نفسه يا رسول الله قال يكلفها من البلاء ما لا تطيق فيصبح غير عاقل ويحمل نفسه أكثر من طاقته فيصبح هذا الظلم بماذا بالإفراط وهناك ظلم بالتفريط أن تسير هكذا هو جالس يقع هكذا والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم الخطة ما هي ماذا نفعل ذكر الله قل هكذا استغفر الله سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله سموها الكلمات الطيبات اذكر الله وعلمنا إذن أشياء كثيرة لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا
إليه راجعون الله هكذا ومعنا أذكار كثيرة جدا علمها لنا هذه نحن قلنا بعضا منها ها نحن نعرفها جميعا سبحان الله والحمد لله لا إله إلا الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون أستغفر الله توكلت على الله حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، هذه أذكار جميلة، هذا ذكر الله، طيب عندما تذكر بلسانك تستحضر قلبك، عندما تقول حتى سبحان الله، آه لفظ الجلالة هو الله، قم وهيئ قلبك للحضور، نعم تذكر هذا أنا عبده وربه سيحاسبني وقلبي وعقلي، فماذا أعمل عندما أذكر الله فاستغفروا
لذنوبهم، والاستغفار يعني طلب الغفران، وطلب الغفران هذا يكون كيف؟ بأن تقول استغفر الله، بأنك أنت مع هذا الاستغفار ذكرت الله، فاستغفروا لذنوبهم، الألف والسين تدخل للطلب يعني طلب الغفران، وتطلب الغفران كيف؟ بأنك أول شيء تقلع عن الذنب وأن تندم عليه وأن تعزم ألا تعود إليه مرة أخرى وإن كانت هذه الفاحشة في حق الناس فترد إليهم حقوقهم، إذا كان أحد اغتصب قطعة أرض أو سرق أو غير ذلك يردها لأصحابها مع طلب المسامحة، فاستغفروا لذنوبهم استغفرت لذنبك
من الله ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا، لا تبرر لنفسك لا تقل لا ما أنا منه نعم المال ولكن هل يستحق أن نأخذ منه المال، هذا رجل ظالم والله وما شأنك؟ أنت وما شأنك بالظلم؟ أنت ظالم أنت أيضا لأنك أخذت منه مالا، هذا رجل مفسد فكيف أصبحت مفسدا كيف تبرر لنفسك؟ ولم يصروا على ما فعلوا يعني لا يستمرون ولا يبررون لأنفسهم. مثل هذا وهم يعلمون يبقى إذن العلم عليه درجة ذلك مبلغهم من العلم ومن أتى بشيء من هذا من غير علم فليستغفر
الله ولذلك النبي علمنا وقال اللهم اغفر لي ما علمت وما لم أعلم يعني يمكن للإنسان وهو ما في الطريق هكذا يعمل شيئا لا ينتبه إليه فكذلك أيضا هذه معها اغفر لي هكذا على الفور لأنه واسع كريم سبحانه وتعالى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته