سورة آل عمران | حـ 483 | 136 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 483 | 136 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر صفات المتقين أولئك يعني الناس الذين تحدثت عنهم هؤلاء الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والمحسنين منهم والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم استغفروا الله، هؤلاء الناس عندما يقومون بهذا البرنامج فجزاؤهم مغفرة من ربهم، إذن هو وعد، فهل الله أخلف وعده من قبل؟ إنه يقول
صدق الله، ومن أوفى بعهده من الله؟ فهل ربنا أخلف وعده قط؟ لم يحدث ذلك، لا في الدنيا ولا يكون ذلك في الآخرة لأنه لا يضره شيء لماذا لا يضره شيء ما هو ما ليس هناك جهد يبذله هو في جهد يبذله هو سيأتي لك من ملكه فينقص ملكه هذا يقول لك كن فيكون انتهى كن فيكون وهو على كل شيء قدير ما يجعلك عائلا فربنا سبحانه وتعالى مثل البشر أو مثل الملوك أو مثل الأثرياء لا هو الغني ولكن هذا شيء آخر لأنه كلما أعطاك لا ينقص ذلك من ملكه شيء مطلقا
طيب ما هو خمسة أخذنا منهم واحدا بقوا خمسة أيضا لماذا قال لك أصل الواحد هذا ما لم تنتبه هو يأتي به لك من جنس الخمسة ولكن هو قال له كن فيكون كن فيكون والخمسة ستبقى كما هي وهناك احتمال أن يعطيك واحدا فتصبح الخمسة عشرة التي عند الله أي ولذلك أهل الفيزياء وأهل الفلك يقولون ماذا الكون يزداد اتساعا ربنا يجعل يمدد الكون كل حين الكون لاحظوها وجدوا المجرة هكذا وبعد ذلك قاعدة تتسع يبقى إذا ربنا لما يأخذ من ملكه يعطيك لا ينقص ذلك من ملكه شيء نقصان أي يقول لك لا ينقص ذلك من ملكه شيء غبي
شيء مثل هذا لماذا ما هو سبحانه وتعالى واسع وقادر وخالق ويقول للشيء كن فيكون طيب ومن إذن من ليس كمثله شيء ما أحد هكذا لا تمسكوا خشية الإنفاق، كان الواحد لو جاء وأعطانا مثلا ربنا ألف مليار دولار لأنفقناها أيضا، ألف مليار كلما أخذنا منها دولارا كلما نقصت، لكن الأمر ليس كذلك فهو خالق، ولذلك أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين سيعطيك
مغفرة هذه حاجة قاصرة أن تأتي يوم القيامة وأنت أبيض خلاص كفاية يعني فمن زحزح عن النار طيب وبعد ذلك زحزحت أنا عن النار الحمد لله الحمد لله كثيرا وأدخل الجنة هذا من فضل الله إذن ولذلك النبي يقول ماذا يقول هذه الحقيقة يقول لن يدخل أحد الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته أنت ماذا عملت في الدنيا صليت وصمت وجاهدت وأعطيت وزكيت وحججت
وعملت كل شيء جميل انتهى لن تدخل النار حكم أنك لو لم تكن عملت هكذا لكنت ستدخل النار الله لم يجد شيئا هل أنت لك شيء في الأصل عندما خلقك الله وأمرك فأنت نفذت الأوامر كلها عبد انتهى الأمر ليس لك شيء، طيب وبعد ذلك آتي أنا فأزحزح من النار فقال الحمد لله، قال طيب أنا سأدخل الجنة إذن الله سيدخلني ها هو ذا، قال من فضله من فضله يدخلك أو لا يدخلك ومن الظلم أنت وامتثلت نجاتك من النار، فأين ستذهب إذن؟ لو أنك ستقف هكذا، فهل ستقف بين الجنة والنار؟ لكن من فضل الله أنه
أزاحك عن النار وأدخلك الجنة فقد فاز، فيكون في ذلك الفوز العظيم. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين الأحسن. ما هو الأجر الذي جعله الله سبحانه وتعالى للعاملين؟ ما هو أجر العاملين؟ إنه قد أبعده عن النار. أنت أجير، أعطيك مثالا: أجير عند شخص وعمل له كل ما طلب وقال له خذ الأجر، هذا هو الأجر المتفق عليه، فذهب ليعطي الأجير أجره
قبل أن يجف عرقه. مطل الغني ظلم يحل عقوبته وعرضه فأنت أخذت حاجتك وانبسطت ومشيت ذهبت وبعد ذلك قال لك تعال مرة أخرى ماذا قال لك خذ مكافأة هاهي بقدر أجرك عشر مرات لماذا يعني ما الأجر ثواب يعني عطية قم افرح ما هي أشياء آتية لك من غير طلب ومن من غير أن تنظر ومن غير سبب ومن غير أي شيء، فماذا يسمى هذا؟ ونعم أجر
العاملين، يعني هذا الأجر ليس لأنك عامل، لا، بل هذا الأجر الذي أخذته الآن أخذته فوق العمل، وهذه هي عطية ربنا سبحانه وتعالى، ونعم أجر العاملين، اللهم اجعلنا منهم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته