سورة آل عمران | حـ 484 | 137-138 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يربط الماضي بالحاضر ويعلم المسلم كيف يستفيد من التاريخ ويعلمه منهجا علميا منضبطا للتأمل في الاجتماع البشري واستنباط سنن الله سبحانه وتعالى. منه والتعامل مع هذه السنن على مقتضى رضوان الله سبحانه وتعالى يقول قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض
فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين يبقى إذن هو يخبرنا بالتجربة التاريخية في أن هناك أناسا كانوا من قبلكم ولهم تجربة في النظم وفي الاجتماع البشري وفي الحياة وفي العلوم ويجب هذه الحالة تبقى إذا يمكن موضوع الأنثروبولوجيا نجعله هنا وموضوع الآثار نجعله هنا وموضوع الفولكلور نجعله هنا وموضوع هذا شيء غريب في الشكل فسير لكن الأنثروبولوجيا مبناها على شيء ضد العقيدة لأنها تفترض
التطور أن الدنيا تتطور بعضها من بعض يعني فيها مادية يعني ليس فيها ربنا فماذا لو دخلنا بالله واشتغلنا سيحدث شيء ما يقول أهو فسيروا في الأرض سيحدث شيء فالثاني يقول لك لا أنت هكذا خالفت الذي وضع العلم هذا والذي وضع العلم هذا كان نبيا والذي وضع العلم هذا حتى كان مؤمنا ادرس كما أمرك الله فسترى العجب العجاب وتستفيد الفائدة الكبرى فسيروا في الأرض ما إذا لم نسر في الأرض فسيكون عملنا معصية لأن الله أمرنا ولم ننفذ، أنشأنا فراغا فملأه الآخرون، الدنيا لا تسير في
فراغ، إنما إذا فرغنا الحياة وانسحبنا ملأها الآخرون، هذا هكذا في كل شيء، قاعدة وسنة أن الله سبحانه وتعالى لا يترك الشيء فراغا، فإذا لم يملأ بالإيمان سيملأ بالكفر لم يملأ بالتعمير بل ملأ بالتدمير ما من شيء اسمه لا تعمير ولا تدمير لا إيمان ولا كفر ما من شيء كذلك فمن المخطئ الذي دخل أم الذي خرج إذن الذي خرج هو المخطئ فسيروا في الأرض هذه واحدة إذن جمع المادة يعني العلم والبناء عليه فانظروا والنظر هذا
استعمال للحس واستعمال للعقل لأن النظر يطلق ويراد منه هذا ويطلق ويراد منه هذا، النظر بمعنى العين والرؤية والنظر بمعنى الرأي، فالنظر يطلق على الرؤية والرأي معا، فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين، سنستنبط منها أن الناس لما صاروا على الإيمان ترقوا وأنهم لما عمروا دنياهم دون آخرتهم عمرت معهم ثم انهارت وأصبح هناك قوانين لقيام الحضارات وانهيارها، ما هذه القوانين وكيف نشأت تلك الحضارات وكيف انهارت؟ هذا بيان
للناس، هذا ليس ردا على أحد ولا هجوما على أحد، هذا بيان للناس. إذن لدينا ثلاثة أشياء: البيان والردود والهجوم، فالمؤمن ما وسيلته؟ بيان ما هو عليه، لا شأن له بغير ذلك. بالصدام والخصام وإلا أن قلتم قلنا وهكذا هذا بيان للناس ها نحن قاعدون نشرحه هذا بيان للناس القرآن له أكثر من خمسين صفة ذكرها القرآن أنه هدى وأنه نور وأنه شفاء وأنه فرقان وأنه كتاب وأنه بيان وأنه موعظة وأنه خمسون صفة
ولو أنك تأملت كذلك أن الكتاب هذا هناك الصفات هذه يقومون عليها بدراسة، قاموا عليها بدراسة، الله، فما هذه الألفاظ معناها وما هو مكان الكتاب في حياة المسلم؟ هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين، فهو بيان وليس فيه شيء من الهجوم ومن التكذيب ومن التفاصيل، وليس فيه هجوم ولا ردود وإنما فيه بيان قد يقتضي البيان شيء من كشف العوار، قوم يكشف العوار، ولكن المهم لأنه ماذا؟ بيان ليس قصده أن يغضب الخصم وإنما قصده أن يبين للعالمين،
ليس قصده أن يهين الخصم وإنما قصده هو بيان للعالمين، فلما يأتي هنا ويقول لي هذا بيان للناس يضعها في ذهني ولا أنساها سيظل طوال القرآن من أوله إلى آخره وهو موصوف بأنه بيان للناس، هذا بيان للناس. عندما يأتي هناك ويقول لي هدى للمتقين سيظل هو هدى للمتقين، عندما يأتي هنا ويقول لي هو موعظة للمتقين سيظل كذلك طوال عمره موعظة للمتقين، وهكذا في صفات القرآن كلها كما وردت في القرآن الكريم أنها تصفه ليس في مكان دون مكان ولكن تصفه هو ككتاب لحياة الناس أجمعين خاصة المسلمين، تصفه بهذه الصفات عليه المقدار. إلى
لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.