سورة آل عمران | حـ 488 | 140 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس يعني الله سبحانه وتعالى يرفع أقواما ويضع آخرين ويعطي الملك سبحانه وتعالى ويهبه لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء فبيده سبحانه وتعالى له ملكوت وملك السماوات والأرض، إذن هذه حقيقة كونية وهذه
سنة إلهية وهذا مبدأ يجب أن يكون مكونا من مكونات النفسية المؤمنة، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وهذا يقتضي منا عندما يمكننا الله سبحانه وتعالى في الأرض أن نقوم بواجب التمكين تكليفا وتشريفا، الذين إن مكناهم في الأرض الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور، حسنا إذا مكنني الله في الأرض فلم أقم الصلاة ولم
أخرج الزكاة ولم آمر بالمعروف ولم أنه عن المنكر ولله عاقبة الأمور، وتلك الأيام نداولها بين الناس فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين سيحملكم هكذا ويأتي بناس آخرين إذا فعلينا أن نعرف واجب التمكين لأننا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى جعل من سنته في كونه وتلك الأيام نداولها بين الناس فإذا طال بنا الأمد وقست قلوبنا ونسينا كما نسيت الأمم جئنا
في مرحلة هذه هكذا يسمونها ماذا إذن مرحلة الذروة فوق يعني القمة في مرحلة الحضيض نزلنا ومرحلة الحضيض لها واجبات قال لا تيأس لأنك تعلم أنك سوف تعلو مرة أخرى إن أطعت واتبعت وتركت الوهن وتركت الحزن وشعرت بالعلوم واستحضرت الإيمان مرة أخرى تعلم واتخذت من هذا هداية لك ما هو تلك الأيام نداولها بين الناس فهناك واجبات للذروة نقوم بها وهناك واجبات للحضيض نقوم بها، واجبات الذروة
الرحمة العطاء عمارة الأرض، وواجبات الحضيض وإذا حدث وكتب علينا هذا فإنه يكون الصبر والاستمرار في العمل والاستمرار في عدم الإحباط وعدم اليأس وعدم الحزن وعدم الوهن وهكذا. إذن فعلينا أن نفهم هذه الحقيقة لأنها حقيقة مهمة للغاية وتلك الأيام نداولها بين الناس اقتباسا. كثير من الناس كثير من الخلق من الأدباء والشعراء والمفكرين والحكماء
لبيان هذه السنة الإلهية البسيطة في مبناها العميقة في معناها ورأينا ونحن نقرأ التاريخ رأينا كيف من الله سبحانه وتعالى على الأمة الإسلامية بالتمكين في الأرض من الأندلس إلى مشارف الصين وكيف فعل المسلمون في تلك البلاد من بناء الحضارة ومن تقديم الإنسان على البنيان ومن استيعاب الخلق ومن هضم الحضارات السابقة ومن إبداع العلوم المتعددة التي لم تكن من قبل، أبدع
المسلمون علم الحديث لنقل مصدر من مصادر التشريع من أجل العقلية العلمية التي تميزوا بها، أبدعوا أصول الفقه أداة للفهم السليم بصورة علمية رصينة، أبدعوا علوما كثيرة. وهضموا الحضارات السابقة وأضافوا إليها ولم يضعوا عقبة للمعرفة ولا للإنسان وقدموه دائما على البنيان وفي داخلهم قدموا الساجد على المساجد يعني مع غيرهم قدموا الإنسان على البنيان وفي داخلهم قدموا الساجد على المساجد ثم رأينا بعد ذلك أحوالا لا ترضي الله ولا رسوله فرأينا أحد الحكام قال
أريد يوما أصفر موجود في التاريخ يوم أصفر كيف قال يريد كل شيء أن يصبح أصفر حوله فجاءوا عند دجلة وجعلوا الرمل الأصفر وجعلوا الخيام صفراء وألبسوا الجواري والعبيد أصفر فأصفر كله أصفر لأن الرجل يريد أن يقوم أصفر وبعد ذلك لما جعله أصفر فأصفر قالوا له حسنا والمياه المياه ما هي سيغضب هكذا فذهبوا يلقون أطنانا من الزعفران العبداني
غالي الثمن جدا هذا الزعفران الذي تضع منه قليلا على الطعام أطنانا لكي يصفروا المياه فصفروها فكان يوما أسود لأنه أفسد الميزانية من أجل أن يصبح اليوم أصفر هذه العقلية عندما حكمت بدأ الانهيار وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة وبركاته