سورة آل عمران | حـ 489 | 140 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 489 | 140 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء" إذن هو يخاطبنا سبحانه وتعالى من داخلنا ليبين لنا حكمة تصل إلى عقولنا وإلى قلوبنا وهذه عادة القرآن وهو يخاطب العقول ويحترم مداخلها وإلا فإن الله
سبحانه وتعالى من غير هذا وذاك يعلمه وليس في حاجة لأن يرانا حتى يعلم وهو يخلق ويفعل ما يشاء وهو قادر على كل شيء وهو حكيم بالإضافة إلى علمه وقدرته وهو مريد له إرادة لا يتعالى عليه أحد وبالرغم من ذلك يطمئن قلوبنا نحن وكأنه يراعي طفولة عقلنا وبدايات تفكيرنا ويقول لنا حسنا أعرف هذه الحكاية لماذا لكي يعلم الله الطيب من الخبيث فيكم هذا يخاطبنا نحن إذن هذا ليس وصفا
لنفسه العلية في ذاته هو وصفه وقال إن الله على كل شيء قدير إن الله بكل شيء عليم وصف وفهمنا من ناحية الحقائق الإلهية فهمها لنا تماما، ولكن عندما يأتي هنا ويقول لي فيبقى يقول لمن؟ يقول للمقهور، والمقهور هذا يكون حاله كيف؟ ما هو إن يمسسكم قرح فقد مسني قرح مثله. الفكر، طيب هو مشوش الفكر فارغ يفكر بطريقة منطقية هكذا وتفكير مستقيم أبدا، الإنسان عندما يكون مشوش الفكر لا يفكر باستقامة يحزن هكذا وتجده حزينا في حزن عنه وارتباك يحدث ارتباك له لأنه مشوش الفكر، الله هذا يرعانا نحن إذن آه
رحيم بنا وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء وليعلم الله الذين آمنوا يخاطبنا جيدا ويتخذ منكم شهداء يبتلينا الله جيدا ونحن يعني ماذا نساوي حتى يبتلينا ما هو يكرمنا إذن ما هو يقول لنا أشياء تجعلنا نحبه أكثر ما هو الإنسان غافل ما هو لو اتضحت له الحقائق ما كان للوحي حاجة ما كان للوحي حاجة إذن كان الإنسان يفهم وحده هكذا، لكن سبحان الله نريد أن نقول فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، نظل نذكر ونقول ونعيد. لكن لو كان كل إنسان فهمها وحده لما أخذنا شيئا أبدا، تظل تأتي له بألف دليل على
وجود الله وهو مصمم على أن ربنا غير موجود أو موجود وليس له أم لماذا دعوة بيننا ولكن على مزاجي أنا وليس كما يريد هو سبحانه وتعالى ولكن سبحانه عقول عجيبة الشك طيب وهذه ماذا نفعل فيها ما نحن نقعد نقول لها هكذا وليعلم الله الذين آمنوا فيبقى عمل ماذا فهمه ويتخذ منكم شهداء فيبقى سيقول لهم سنتخذ منك شهيدا لأنك ستكون شاهدا حول هذه الحكاية، والله سبحانه وتعالى في ذاته ليس في حاجة إلى شهداء، وإنما هو تكليف وتشريف لنا، تكليف بالصبر على الجراح التي أصابتنا، وتشريف بأنه يعتمد علينا ويعتمد شهادتنا ويجعلنا شهداء على الخلق، شاهدين لهم وشهود عليهم، لأن شهداء جمع
شهيد مثل علماء جمع عالم مثل فقهاء جمع فقيه إذن ما هي هذه؟ جمعها ليس عالم وشاهد، بل وشهيد على وزن فعيل يصلح للفاعل والمفعول، أي شاهد ومشهود، فأنت شاهد ترى وأنت مشهود يراك الخلق، وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء شاهد ومشهود، والله لا يحب الظالمين، هذا تكليف إذن، أي احذر أن تكون ظالما لأن الذي يحبه الله هذا هو الدافع والمانع، ما يحبه الله يدفعك إليه دفعا، وما يكرهه الله ولا يحبه الله يمنعك منه منعا.
فإذا كان الله يحبه، إذا كان الله يحبه فهذا دافع لك لأن تفعله، وما لا يحبه الله نعم هذا مانع لك من أن تفعله. فالله سبحانه وتعالى حرم على نفسه الظلم ولذلك هذا الظلم عندما نقف عنده نجده ماذا، أي مادة؟ ظلام. الظلم من أي شيء؟ من الظلام. والظلام كيف شكله؟ هل الظلام محمود أم مذموم؟ قال لا، الظلام مذموم. لماذا؟ قال لأنك إذا سرت فيه سرت على غير هدى، يمكن أن تقع في حفرة، يمكن أن تقتل صديقا. وأنت في الظلام يمكن أن
تهلك نفسك، يمكن أن تصطدم بعمود هكذا فتسقط، يمكن أن تؤذي نفسك. إذا كان هذا الظلام شيئا سيئا، فما هو الجميل إذن؟ النور لماذا؟ لأنه سيكون فيه هداية، سيكون فيه معرفة، ترى رأسك من قدميك، تعرف أين تمشي. فيكون الظلم ظلمات يوم القيامة، تخيل. وأنت محتاج إلى أحد ينقذك يوم القيامة ولا أحد يعني يقف معك وبعدين تظلم عليك ما أنت لست ترى شيئا وأنت لا تعرف أنت ذاهب إلى أين الله هي نقص هي نعم لما أنا أريد أحدا يأخذ بيدي ويدخلني الجنة الآن كله أصبح مظلما حوله ما هو الظلم ظلمات من ظلم في الدنيا يكون في ظلمة يوم القيامة، هذا نقص، هذا وقته،
آه انطفأ نوره، أما الآخرون فيقولون ماذا؟ نورهم يسعى بين أيديهم، إذن هناك أناس منورون وهناك أناس انطفأ نورهم، هذه الأمثلة التي ضربها لنا ربنا حتى نفهمها، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم