سورة آل عمران | حـ 492 | 142 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 492 | 142 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين أتظنون أنكم ستدخلون الجنة دون اختبار فاتقوا الله فانظر إذن إلى النعم التي أنعم الله بها عليك وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وانظر أيضا إلى تقصيرك في حق الله من أوامره ونواهيه وهي قليلة فانظر أنك قد غلبت شهوتك عليها وبالرغم من ذلك إلا أن الله سبحانه وتعالى يسترها علينا وعليكم حسنا
وبعد ذلك تدخل الجنة بماذا يجب أن تقدم شيئا كهذا فإذا الإنسان عندما يصاب بمصيبة كفقدان الولد وهو شاب أمر عزيز على أمه وعزيز على أبيه ولكن الصبر جميل وسبقك هذا الولد إلى الجنة يتهيأ لك يوم القيامة فيأخذ بيديك إلى الله هذا الإنسان لو عرف حقائق المحن لكان يدعو على نفسه يقول يا رب لا، من رحمة ربنا قال لا تسألوا الله البلاء، فإذا نزل بكم فاسألوه الصبر، يعني لا تسألوا ربكم أن يبتليكم بالبلاء، فإذا نزل بكم فاصبروا، انتهى، ولكن لا تقولوا يا رب امتحني،
لا تقولوا يا رب أنا لست قادرا على الامتحان، لا تنجحني من غير امتحان هكذا، واسع، نعم هو واسع نعم جميل وحين يعلم الله الذين جاهدوا والجهاد يطلق ويراد منه القتال في سبيل الله ويطلق ويراد منه جهاد النفس والنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة عاد فقال عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس أخرجه البيهقي في الزهد وظن بعضهم أنه ليس بحديث المرفوع فأنكره كشيخ الإسلام ابن تيمية، إلا أننا وجدناه أين؟ في البيهقي في كتابه الزهد، حسنا والجهاد يطلق ويراد
منه أيضا كلمة حق عند سلطان جائر، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو ميزة هذه الأمة يطلق ويراد به الجهاد، خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، فتبقى الأمة تراقب. على حكامها وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر ولا خير في الأمة إذا لم تفعل ولا خير في الحكام إذا لم يستمعوا إلى نصيحة الأمة فيهم فالأمة لا تتدخل في سلطانهم ولا تريد نزعه منهم وهم ينبغي أن يحملوا الجميل للأمة في ذلك وأن يسمعوا النصيحة فالدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم والجهاد
يطلق أيضا ويراد منه الحج الأكبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج جهاد المرأة والصغير والشيخ يبقى إذن هو جهاد أولئك الذين لم يستطيعوا أن يجاهدوا في سبيل الله بالسنان فإنهم يجاهدون في صورة الحج والحج ميسر على من يسره الله ولكن أحكامه صعبة وأنت تدخل مع الله بشرط هذه الأحكام الصعبة، ولكن الله ييسر لنا الحج كل عام حتى قال أهل الله إذا تقارب الزمان يسر الله على الناس ثلاثة: يسر الله عليهم العلم، ويسر الله عليهم الحج، ويسر الله عليهم الوصول إلى درجة الولاية، ولكن
هل نحن نتعلم أي مع وجود الكهرباء والقلم والورقة والمطبعة يسرت العلم وكذلك الدوائر التلفزيونية وغيرها وأصبح الآن التعلم عن طريق الإنترنت العلم هكذا فهل من تيسر له العلم تجد يا أخي أن العالم في الزمن الماضي أرسخ من العالم في الوقت الحاضر والحج تيسر ولكن هل الناس يستجيب الله دعاءهم كما كان يستجيب في الحج الأول الذي كان على جمل هذا والولاية تيسرت، طيب، هل وصل أحد إلى الولاية؟ ها هي الولاية أصبحت مفتوحة، ها عبد القادر الجيلاني لكي يصبح وليا يجلس يا عيني
ثلاثين سنة يذكر ويمارس الرياضة الروحية ويتأمل ويتدبر ويعتكف، طيب الآن فقط اجعل قلبك صافيا، هل يرضى أحد أن يجعل حسنا، هذه هي الحكاية، فما هي المشكلة إذن؟ نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا. فتيسر العلم وتيسر الحج وتيسرت الولاية، فهل من مدكر؟ ما هو ربنا يقول هكذا: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر. إذن الجهاد يطلق على معان كثيرة ولا يختص بمعنى القتال في سبيل الله. بل إن القتال في سبيل الله أحد أنواع الجهاد، بل سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهاد الأصغر. ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم
ويعلم الصابرين. أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين آمنوا منكم، وكذلك يريد الله سبحانه وتعالى أن يعلم الصابرين، يريد أن يعلم الذين جاهدوا ويريد أن يعلم الصابرين وسوف نضع هنا ما يعلم لأنها معطوفة يقولون هكذا معطوفة على المحل وليس على اللفظ ما هو ساكن هناك عندما يعلم وانتهينا السكون بالكسر لا نعم وعندما يعلم الله حسنا انتهى هذه مجزومة والثانية بقيت على المحل هذا كان
منصوبا يريد الله أن يعلم يريد الله أن يعلم يريد الله أن يعلم المجاهدين ويريد الله أن يعلم الصابرين ويعلم يقولون عليها ماذا معطوفة على المحل وفي لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته