سورة آل عمران | حـ 493 | 143 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون يكشف الإنسان أمام نفسه فالإنسان الذي يده في الماء ليس مثل الذي يده في النار والفسحة ليست كالضيق، وفي الفسحة الواحد يتكلم كما يشاء ويقول لك إن الكلام مجاني، وبعد ذلك عندما يأتي الأمر إلى محك العمل تجده ينسحب ويريد أن يغير الكلام. إذن من صفات القرآن أنه يكشف الإنسان أمام نفسه، وهذا الكشف
إذا أتى مني إليك قد تغضب. وتعتبر أنني كشفت لك فتمكر وتهرب، ولكن عندما يأتي من ربك فأنا مطمئن أنك أصلا أنا كبشر مثلك يمكن أن أقصد شيئا، يمكن أن أتكبر عليك، يمكن أنني أقول هذا للمصلحة، فلا يخلو البشر من العوارض، ولكن عندما يأتي من الله ويكشف لك فيهديك عيوب نفسك وينبهك على خلق الله الذي هو أعلم بنفسك منك وأعلم بك منك لأنه الذي خلق ولأنه هو حكيم عليم قدير، فلما كان الأمر كذلك وكشف لك حقيقة نفسك فتقبلها بقبول حسن، فمن
صفات القرآن أنه يكشف الإنسان أمام نفسه، هناك بعض النفوس المنحرفة تتعامل مع الله سبحانه وتعالى كما تتعامل مع البشر قرأ فانكشف كره القرآن، الله هذا يكشفني، لا تخف، هو هذا متعلق بربنا، هذا كلام ربنا وهذا كلامنا نحن، أنت خائف من ماذا؟ خائف أن يكون البشر قد اكتشفوك؟ لا تخف، هذا الذي اكتشفك هو الذي خلق، وهو ما هو كاشفك من البداية، ليس محتاجا إلى اكتشاف جديد، يعني ما فتجدهم يفرون من الله وليس يفرون إلى الله، في حين أن الله سبحانه وتعالى إنما أنزل هذا من أجل أن تطلب منه الهداية، من أجل أن
تشعر برحمة الله لك وبأنه يهديك إلى عيوبك حتى تعدلها بالتدريج من غير أن تفضح. يقول يا رب استر، لا تفضحنا لا في الدنيا ولا في الآخرة ولقد كنتم تتمنون الموت والإنسان في السلم هكذا يقول يا سبحان الله أنا أريد أن أموت في سبيل الله هو صادق هو ليس كاذبا هو لا يخدع نفسه هو ولكن هذا حاصل في نفسه هكذا نفسي تموت في سبيل الله لو مشى ووقعت رجله في شوكة عقله شوكة تعلقت جيدا، الإنسان ضعيف وخلق الإنسان ضعيفا، امض
إذن واكمل في الجهاد في سبيل الله، تعال اكمل، ما هذا؟ الشوكة في الرجل ستقتلك! يا الله ألم تكن تقول تريد أن تموت؟ أنت لم تقل، أنت بينك وبين نفسك لا يوجد أحد، نحن لا نتكلم عما في الظاهر على ما قلت هكذا ولقد كنتم تتمنون الموت من قبل أن تلقوه فلما ذهب إلى المعركة ورأى القتل أمامه ينزل هذا فعلا الله هذا الكلام جد أم ماذا سبحان الله يقول لك الإنسان هو في هذه الحالة في إفرازات لغدد تفرز فعندما يجري أسرع من الخيل لماذا ما هو أصله خائف أن يموت، والله ما تركزت معي، أنت لست أنت الذي قال أنا
أريد أن أرى، أنا أريد أن أموت، لست أريد أن أرى الموت هذا، أنا أريد أن أموت، فلما وجدته تريد أن تهرب، تخادع نفسك، ضعيف إلى هذه الدرجة، أين العهد الذي عاهدته مع ربنا، فقد رأيتموه وأنتم ما رأيك إذن ألا تتكلم أكثر من طاقتك وهذا ما يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام لا ينبغي لأحدكم أن يذل نفسه قالوا كيف يذل أحدنا نفسه يا رسول الله قال يكلفها من البلاء ما لا تطيق وقال اعبدوا الله فليعبد أحدكم ربه على طاقته يعني على قدر طاقته يعني قدر طاقته فإن الله لا يمل حتى تملوا أبدا،
فإذا اعبدوا ربنا بقدر ما نستطيع بالتأني هكذا وعلى قدر طاقتكم ولا تكلفوا أنفسكم ما لا تطيقون، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. حسنا ويقول صلى الله عليه وآله وسلم لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموه فاثبتوا، فيبقى الإنسان أيضا لا يتمنى الحرب الناس يقولون لك مات هيا لنحارب والله ونحن سنظل هكذا جالسين أم ساكتين هكذا هل أنت تعرف الحرب هذه بل والحرب هذه هذا شيء يكرهه الإنسان لا نذهب إليها إلا مثل العملية الجراحية هل الواحد هكذا يذهب يعمل عملية جراحية من غير أن تكون لها ضرورة فيه العملية الجراحية إذا كانت آخر العلاج
الكيميائي ولكن أيضا نقوم بأشياء قبلها حتى لا ندع الطبيب يتلاعب في جسم الإنسان ويخطئ ويفعل سبحان الله وكذلك الحرب ضرر في ضرر ولكن هذا الضرر إذا كان بقواعده فهو جهاد في سبيله أي كتب عليكم القتال وهو كره لكم في كراهية هنا يبقى لا بد لنا أن نفهم هذا الحال، نعم هناك بلاء ونعم هناك كراهية، إلا أننا نأتيه بقواعده وشروطه ونصبر لله رب العالمين، وفي ذلك يبتلينا ربنا ويكشف حال أنفسنا، ولقد كنتم تتمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله. وبركاته