سورة آل عمران | حـ 496 | 145 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقرر حقيقة مشاهدة لا ينفك عنها حي حيث يقول "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله" هذه حقيقة المشاهدة، نعم جعل سبحانه وتعالى لكل أجل كتاب، نعم جعل الله سبحانه وتعالى لكل نفس نهاية، ولكن هذا بإذن الله لا بيد البشر، حتى إن الإنسان إذا أراد أن ينهي حياته لم يستطع، فنرى
المحاولات الفاشلة للانتحار تؤكد ذلك، فيشرب السم ولا يموت، ويلقي بنفسه من مكان عال ولا يموت، يأتي عارض وينقذه، نفسه ولا يموت وبعض محاولات الانتحار تتم ويكون ذلك بإذن الله يعني من الذي أنهى أجله الله تعددت الأسباب والموت واحد ولكن هذا مات عاصيا وكأنه قد ألقى بنفسه إلى التهلكة ورفض منة الله عليه بالحياة ولذلك الناس يقولون في أمثالهم بعد
تجربة السنين لو صبر القاتل على المقتول لكان مات وحده وما أنا لما قتلته فمات عرفت أن هذا كان أجله فلو كنت لم أقتله لكان مات ولكن الذي حدث أنني ارتكبت الإثم أنني عملت المعصية بالإضافة إلى أن أجله جاء كان سيموت فلا نحزن الحزن الذي ينسب الأشياء لغير مسببها ونقول إن هذا هو القاتل الحقيقة فلا بد أن ننتقم منه ولا بد أن ندمره هو وعائلته كما هو شأن الثأر في بلادنا، نرجو الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنهم وأن يتوب عليهم وأن يردهم ردا جميلا، بل إن القصاص في الإسلام مبني
ابتداء على العفو فقد يعفو أهل القتيل فلا يكون هناك إعدام ولا خلاف يعني الآن يناقشون الإعدام يقولون لك نعدم أم لا نعدم، الإسلام جاء بشيء ثالث لا أحد راض أن يناقشه، نعدم إلا بإذن أهل القتيل فنعفو، نحن الآن أمامنا إما أسود أو أبيض فحسب، ناس تقول لك اعدم وناس تقول لك لا تعدم، الإسلام جاء قال لا عقوبة الإعدام في واردة لكن في تفاوض احتراما للنفس وإعلاء لقيمتها نذهب وربما يعفو أهل القتيل نتفاهم معهم ربما يقبلوا الدية ولو
كانت مغلظة إذا رسم لنا طريقا ثالثا وهو العفو المجاني أو في مقابل الدية وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا لها ظاهر ولها إشارة الظاهر الخاص بها أن الأمر بيد الله وأن الخلق بيد الله، فما هي إشارتها إذن؟ قال لك إن إشارتها أن لا تخاف من أحد على حياتك. الله! تخيل أنك لست خائفا من الموت فتقوم بالعمل الذي فيه مخاطرة وأنت متوكل على الله، ولذلك رجل الإطفاء
هذا أمر له قيمة أخلاقية عظيمة. في البلاد يقولون لك إن هذا الرجل رجل إطفاء أي شيء مثل البطل، ورجل الإطفاء هذا ماذا يفعل أي شجاع لا يهمه أن يدخل في النار لكي ينقذ الطفل ولكي ينقذ المريض ولكي ينقذ الضعيف ولكي ينقذ الناس ولكي يطفئ الحريق حتى لا ينتشر، يمكن أن يموت نعم فهو يمكن ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله، لن تموت إلا في الوقت الذي قدره الله لها، ولكن هذا مات بطلا فالناس يذكرونه بالخير، وذاك مات عاديا هكذا، فتكون الإشارة منها ألا تخاف، وألا تخاف يعني أن تكون بطلا، فكن بطلا، أي
تربية هذه؟ إنها تريدنا جميعا نصبح أبطالا الذين يجيبون الذين يستجيبون الذين يقولون سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير الذين يفهمون وهذه تحتاج إلى فهم لا ليس فهما فحسب هذه تحتاج إلى تصديق ولكن ليس تصديقا فحسب هذه تحتاج إلى معايشة وهذه المعايشة كيف تحصل عليها بالتربية بأن يكون في كل شيء معناه أنك تربي على أي شيء تخاف من الموت اليوم؟ الموت إذا ذكر جعل الإنسان في هامش حياته وبعد ذلك وفي الأفلام والمسلسلات يقول لك
لماذا هذا الحديث ولكن ما هذا الحديث؟ حديث عن ماذا؟ الموت كما أنه مصيبة وكما أنه يفرق بين الأحبة إلا أنه ينهي الآلام إلا أنه يفتح المجال أمام إن لم يكن هناك موت فجد جد جدي ما زال حيا وبعد ذلك كيف أخدمه؟ ما هو يجب أن أخدمه هذا جد جدي فكيف أخدمه؟ فما أنا سأبقى جالسا إذن وابنه الذي هو جد جدي لكن ماذا سأفعل به؟ تخيل أنه لا يوجد موت الناس كان الناس قد تعبوا فيصبح الموت راحة والموت رحمة والموت نعمة بالإضافة إلى أنه مصيبة يفرق بين الأحباب
بالإضافة إلى أنه مصيبة فأصابتكم مصيبة الموت نعم مصيبة الموت ويغير العلاقات الاجتماعية امرأة كانت متزوجة لم تعد متزوجة مات الرجل والله الواحد له أب ثم أصبح يتيما لأنه ما زال إنها مصيبة ولكنها مع ذلك تشتمل أيضا على نعمة ورحمة من عند الله سبحانه وتعالى فيكون إذن نص هذه الآية يدل على أن الأمر بيد الله والإشارة الخاصة بها تدل على أنك لا تخف يا ولد أنت ومعناها هكذا لا تخف لا تخف من الموت فالموت من عند الله وبأجل الله وبكتاب الله، ولما لا تخاف تفعل ماذا؟ قم لتكون شجاعا لنفع الناس ولأنك تدخل في الأهوال من غير خوف،
وتفعل ماذا أيضا؟ أن تكون مراعيا لربك، لا تسرق ولا ترتشي ولا تفسد في الأرض، لماذا؟ لأن الموت يمكن أن يأتيك في أي لحظة لأنه كتاب مؤجل ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، فكيف أفعل ذلك إذن؟ يجب إذن أن أكون في طاعة دائمة لئلا يأتيني الموت الآن، فهو ليس بيدي ولا أعرف كيف أفعله، ولذلك لا تنتحر بدلا من أن تأخذ إثما وستعيش أيضا ولا أعرف كيف أتركه وأصده وأرده وأقول له لا ليس اليوم، تعال إلينا لأنني لست متفرغا اليوم، عندما يأتيني ملك الموت هكذا أو هكذا، فإن الإشارة الخاصة بها تقول لي توكل على الله وابق على الطاعة وابق شجاعا، كل هذا هو الإشارة ولكن الأمر لله،
وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.