سورة آل عمران | حـ 497 | 145 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 497 | 145 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا" وعرفنا في هذه الآية أن لها عبارة وأن لها إشارة، عبارتها الكلام الموجود أمامنا والذي يعني أن الأمر بيد الله والإشارة إلى المعاني التي تتولد في ذهنك عندما تؤمن بمثل هذا لو عرفت أن الموت بيد الله وأنك ليس لك الحق لا في جلبه ولا في رده لأنه يحرم عليك الانتحار كما أنه ليس في مقدورك أن ترد الموت
إذا جاءك وعلى ذلك لا تخف إلا من الله ولا بد لك أن تكون في طاعة دائمة ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى بعدها ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين إذا كانت هذه الحقيقة وهي أن الموت أجل مكتوب وأنه بيد الله وحده سبحان الله وتعالى، فالأمر بيد الله، فالدنيا والآخرة بيد الله. فماذا تريد؟
إن أردت الدنيا فعليك بعبادة الله، حقيقة عليك بعبادة الله لأن الدنيا بيد الله. وإذا أردت الآخرة فعليك بعبادة الله لأن الآخرة بيد الله. وإذا أردت الدنيا والآخرة معا وكنت طامعا في فضل الله وكرمه فلتعبد الله لأن والآخرة بيد الله، هذه الحقيقة البسيطة التي نراها بأعيننا لا يصدقها كثير من الخلق مع بساطتها، فالله سبحانه وتعالى ينبهنا إليها أن ملك الدنيا والآخرة بيده سبحانه
وتعالى، ولكننا نرى أن أغلب الناس يطلبون الدنيا فقط لا غير "ربنا آتنا في الدنيا" وهو يقول ربنا فيكون مؤمنا وهو يقول ربنا إذن فهو يعبد، فهو يدعو والدعاء عبادة، وهو يقول ربنا، ألا تعرف متى قال ربنا؟ يمكن أن يكون هناك دعاء مستقل ويمكن أن يكون هناك دعاء من خلال الصلاة، وما له في الآخرة من نصيب، ناس الآخرة كلها: يا رب أنجحني، يا رب ارزقني، يا رب زوجني يا رب أصلح أولادي يا رب وجميع الطلبات تجدونها في الدنيا كان
لدينا أحد المشايخ الكبار وكان الناس يأتون للدعاء وبعد ذلك بعد أن ينتهي هكذا يقول يا إخواننا واحد فقط يقول لي ادع لي أن يغفر الله لي خطيئتي يوم الدين لا يوجد كلهم لديهم مشكلة شيك بدون رصيد الأرزاق الضرائب مفروضة علي كان ذلك قديما قبل أن يصنعوا الأشياء الجديدة لدي امتحان أريد أن أنجح لدي وظيفة تقدمت إليها كل هذا لا يوجد هكذا هو وما له في الآخرة من خلاق ومن الناس ما يخاف ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار انظر كيف يعلمنا دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة المشرفة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار يعلمنا طيبا فهذا يعطيك حقيقة بسيطة لكن ينكرها كثير من الناس ومن يريد ثواب الدنيا نؤتيه منها ولكن لا تنس أن الله عنده أيضا ثواب الآخرة وعندما طمعت ابنة حاتم الطائي لأبيها في الجنة فقالت يا رسول الله أهو في الجنة قال لا، لم يقل يوما قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين، إنما
كان يفعل ما فعل لسمعة يتسمعها، أي هكذا هو سمعة هكذا لكي يقولوا أجود العرب حاتم الطائي وقد كان، وكان يحب النبي حاتم كثيرا لماذا لأنه يفعل مكارم الأخلاق قال إن أباك كان يحب مكارم الأخلاق فقالت له هو في الجنة قال لا في النار ليس في الجنة فسيدنا رسول الله يحبه لأي معنى الكرم والعطاء كان هو يحب الشهامة ويحب مكارم الأخلاق حتى من الكافر حتى من الكافر يعني الناس الذين يفتحون مستشفيات ويقومون بأعمال خيرية ويعلمون الناس ويدعون إلى السلام من الكفار نعم هؤلاء أناس طيبون تحبونهم
نحن إذن ما قصة الكفار لماذا إذن ألا تقولون هكذا إذن يجب أن تعطوهم نصيبا في الجنة ونحن ما شأننا هل الجنة ملكنا نعطيهم نصيبا فيها ونبيعها لهم أم أن الجنة في يدي منعت أم قلت يدخل أم لا يا رب أدخل جميع الناس الجنة وأنا ما لي لا لماذا أنتم تقولون إنه في الجنة والله إنها لشيء غريب جدا هذه الجنة ملكنا نحن ونوزعها على الخلق يا إخواننا كونوا عقلاء الجنة هذه ملك ربنا وضع لها شروطا من أراد فليأخذ ومن لم يريد فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وأنا ما لي أنا إذن ما لي أنا في الدنيا هنا لست آتيا لكي أغير كلام الله وليس معنى العصرية والمعاصرة أن أقول كلاما لم يقله ربنا هذا حماقة هذا عمل أحمق ولكن ما الصحيح أن
سيدنا رسول الله يعلمني إياه يقول تحبه وأنا أحب حاتم وأحب عبد الله بن جدعان فعائشة قالت له أهو في الجنة قال لا ما كان يعبد أصناما فماذا أفعل له أنا ما لي دعوة إنما كان يحبه وكان يحب عمه أبا طالب أبو طالب في قولين هل أسلم أم لم يسلم وهكذا إلى آخر الأمر، العمل الذي يحبه الله يا أخي، وكان يحب أمه عليه الصلاة والسلام وذهب فزارها في الأبواء وكان يحبها هكذا، يعلمنا إذن ما هو هذا الأسوة الحسنة، ما هو هذا القرآن الذي يمشي على الأرض، ما هو هذا الذي مدحه ربنا وقال "وإنك لعلى خلق عظيم" فقالت عائشة: كان القرآن هكذا
هو ولذلك قالوا كان قرآنا يمشي على الأرض في وصفه هكذا والقرآن نبي مقيم انتبه القرآن نبي مقيم لأن ما من نبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم والنبي قرآن يمشي على الأرض إذن النبي قرآن والقرآن نبي أنبي أنت منتبه نعم النبي قرآن يمشي على الأرض وكان خلقه القرآن والقرآن نبي مقيم لأنه حبل الله المتين الذي يصل بين الله وبين الناس، ربنا لا يكلم البشر مواجهة وإنما أنزل لهم كتابا وسمح لهم بأن يقرأوه وعرفهم كيف يقرأوه، فاللهم علمنا مرادك من كتابك ومن يريد ثواب الدنيا نؤته منه ومن
يريد ثواب الآخرة نؤته منه. وبعد ذلك وسنجزي الشاكرين، فوق هذا أو هذا يكون إذا كان لدينا دعاء ولدينا ذكر، ومن شأنه أن يذكرني عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين، فيكون الدعاء سيعطينا خيرا والذكر سيعطيني أكثر، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة