سورة آل عمران | حـ 498 | 146 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، اللهم اشرح صدورنا وعلمنا مرادك من كتابك يا أرحم الراحمين. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يحكي لنا قصص السابقين من الأنبياء والمرسلين وهي حكاية حق وليست هي أساطير يريدها الله سبحانه وتعالى من أجل الموعظة والاعتبار، لقد أنزل الله الكتاب وأكد على أنه حق والحق هو الثابت الحقيقي الذي أراده الله وهذا هو الله الذي
خلق والذي حكى عما خلق وعن من خلق فهو قادر على أن يخلق القصة الحقيقية التي هي مصدر حقيقي للتاريخ وأن يجعل فيها الموعظة والاعتبار، بعض الناس يقولون لعل هذه القصص التي أوردها الله في القرآن أن تكون للموعظة دون أن تكون لحكاية الواقع ونفس الأمر، ونقول لهم هذا يخالف الحق، كلمة حق في اللغة هذا مخالف لها، وما الذي يعجز الله سبحانه وتعالى جل جلاله
أن يخلق وأن يجعل الموعظة فيما يعني ما الذي يعجزه وإذا أردتم فإن المنقوشات والخربشات التي على الجدران وفي المعابد والأهرامات هي التي قد يكتنفها الكذب لأن الذي كتب ليس بمعصوم والذي كتب لم يكتب عن الله إنما كتب لمصالح سياسية آنية أو اقتصادية أو قومية أو غيرها يريد تحصيلها فمن الذي قال إن هذا محض صدق الاحتمال الذي تريدونه لا يأتي في كتاب الله إنما يأتي في نفس التاريخ فالتاريخ الصحيح هو الذي نأخذه من كتاب
ربنا سبحانه وتعالى وسبب ذلك أنه قد حفظ الكتاب في لغته وبلفظه في لغته التي هي العربية وبلفظه يعني لا زيادة حرف ولا نقص حرف إنا نحن نزلنا الذكر وإن له لحافظون انتهى تولى حفظه لذلك أصبح مصدرا للرواية التاريخية وأصبح مصدرا حقيقيا وليس وهما يقول ربنا وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم
في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين حقيقة أن الله أرسل أنبياء حقيقة أن هؤلاء الأنبياء قاتلوا في سبيل الله اليوم يقول لك هذا المسلمون فقط الذين يقاتلون في سبيل الله ما حدث هذا كذب الأنبياء قاتلوا في سبيل الله جميع الأنبياء أوجب الله سبحانه وتعالى القتال على الأنبياء وأتباعهم المؤمنين ولم يحرم القتل قاتل وقتل ما الفرق حرف واحد
ألف ما رأيك أن الفرق بين الوجوب والتحريم فأوجب القتال وحرم القتل هذه الحكاية هذا ملخصها كذلك، فهنا يحكي الله سبحانه وتعالى أنه ما زال يوضح للبشرية أحكامها "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" وكم من نبي يبقى كم من نبي يعني أن أنبياء كثيرين جاءوا حتى سيدنا رسول الله، في الحديث يقول لك مائة أربعة وعشرون ألفا نريد الحديث فيه ضعف هذا حتى لا يغضب الشيخ أسامة، الحديث فيه ضعف ولكن
يعني أنه ورد في الكتب الستة، أخرجه الترمذي وأخرجه ابن حبان، ولكن في رواية الترمذي عن أبي ذر يقول مائة وأربعة وعشرون ألف نبي منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولا، فيكون النبي أعم من الرسول وهذا هو الذي جعل أيضا بالإضافة إلى سنده والمجاهيل التي فيه أنهم يقولون عليه أن هذا حديث ضعيف لماذا قالوا لأن هذا القرآن جعل النبي كالرسول والرسول كالنبي أتلاحظ كيف جعل النبي كالرسول والرسول كالنبي وما أرسلنا من
قبلك من رسول ولا نبي فقضية الرسالة والنبوة يعني كأنهما مترادفان إنما هذا لماذا جهة وهذا لماذا جهة كما يقول العز بن عبد السلام واختلف الناس العلماء هل الرسالة والنبوة مترادفان أم النبوة أعم أم الرسالة هي التي أعم أم كل منهما له خصائصه ويشتركان في الوحي على أربعة أقوال تجدها في تدريب الراوي نقلا عن فوائد رحلة ابن رشيد إذا وكأين من نبي يؤكد حقيقة إرسال الرسل والنبوة عبر التاريخ، قاتل معه
والذين قاتلوا معه هؤلاء في سبيل الله، ما معنى ذلك؟ إنهم طلبوا بذلك وجه الله، وما في ذلك؟ إن تجود بنفسك لله، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، فالجهاد في سبيل الله أعلى أنواع الجهاد لأنك جدت بنفسك في سبيل الله هل يوجد بعد ذلك شيء؟ هذا يقول له: يا رب أنا ها هنا في سبيلك لدرجة أنه يمكن أن أموت في سبيلك، هل يوجد بعد ذلك شيء؟ لا المال ولا السلطان ولا التخلي عن الدنيا والزهد يكون بمعنى شيء مثل هذا، ولذلك قال ربيون كثير أي ربانيون أي يبتغون سبحان الله وتعالى
فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، هذه حقيقة فكونوا مثلهم أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده، استمروا دائما وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته