سورة آل عمران | حـ 501 | 151 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 501 | 151 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يطمئن المؤمنين بالتثبيت والمعونة والمدد: سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله، أي بسبب إشراكهم بالله ما لم ينزل به سلطانا فكلمة ما لم ينزل بها سلطانا ترد على أولئك الذين يتمادون من عند أنفسهم في تخيل توحيد للرب سبحانه وتعالى لا يريده ربنا فيقولون إن في ذلك شركا بالرغم من أن الله
قد أمر به ولا يصح أن ربنا لا يأمر بالشر وإنما الله ينزل سلطانا لنا أن نفعل سبحانه وتعالى مثل أن يقترن اسمه جل جلاله باسم سيدنا محمد وهو من البشر إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ولكن لا يدخل الإنسان الإسلام إلا بالشهادتين معا والشهادة بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ركن من أركان الشهادتين لا يصح بأحدهما فلو شهد إنسان أنه أشهد أن لا إله إلا الله لم يصبح مسلما حتى يقول وأشهد أن محمدا رسول الله، فلنفترض أنه قال أشهد أن لا إله إلا الله وسكت، فإنه
لا يزال لا يدخل الإسلام، لا بد أن يقول وأشهد أن محمدا رسول الله، فيأتي أحدهم قائلا: ألا تشركون بالله أم ماذا؟ لا، نحن لا اسم النبي مع اسم ربنا لماذا، هذا اسم ربنا وحده فقط نقول له لا، هذا ليس شركا، هذا شرك في عقلك أنت، عقلك بني على هذا، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر بالإيمان بالنبي وهو الذي أمر بأن تجعل الشهادتان عنوانا على الإسلام، بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هكذا هو ليس من عندي ولا من عند النبي ولا من عندك فيبقى إذن هناك سلطان ينزل به الله
سبحانه وتعالى ما يشاء من تكاليف فلا يستغلها بعضهم عند تجريدها بدعوى أن ذلك من الشرك حاول كثير من المستشرقين والمستغربين أن يعترضون على المسلمين أنهم يتوجهون إلى بيت الله الحرام فيسجدون في اتجاهه قالوا ما هذا أنتم تسجدون للكعبة لا نحن نسجد لله تجاه الكعبة نحن نسجد لله تجاه الكعبة فالسجود تجاه الكعبة لا علاقة له بالشرك قال هذا أنتم حتى تطوفون حولها أجل نحن نطوف حولها ونحبها ونقدسها ونعظمها ونعدها ونقول اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وزد من شرفه وعظمه تشريفا
وتعظيما وكل واحد له مع ربه كذلك سر وعندما يرى الكعبة ويدعو قوم يستجاب له حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النظر إلى الكعبة عبادة من أنت ما لك أنت ما الشرك الذي فيه احترام الأشياء في رأيك نحن نحترم المصحف كثيرا ونجعله كذلك أعلى الكتب وعندما نعطيه للشخص يقوم بتقبيله ووضعه على رأسه كذلك فما شأنك أنت؟ أنحن نعبد المصحف؟ نحن نعبد الورق يعني؟ هذا لا، وإنما هذا كلام الله وكلام الله هو في المكان الأجل عندنا في قلوبنا وفي أذهاننا وأرواحنا وهو الذي يحفظ والله ما أحد لديه القدرة النفسية على أن يهين المصحف أو
أن يقول له أحد ناولني المصحف فيرميه له هكذا، فلا يتصور المسلم أنه يفعل ذلك لماذا؟ الولد منذ أن كان صغيرا عمره سنة وسنتان ولو سقط منه المصحف تصرخ أمه كما لو أن هناك مصيبة، فاستقر في ذهنه المسلمون من تربيتهم في بيوتهم من أمهاتهم أن هذا الكتاب كتاب مقدس معظم مكرم فوق الرؤوس وفوق كل كتاب، فهل هذا شرك؟ لا، ليس شركا. فما هو الشرك إذن؟ دعنا من هذه الحكاية، حكاية أنه ما دام يوجد دليل، ما دام يوجد أمر، ما دام توجد نتيجة، فإننا لا نستطيع هذا
شرك بالله، والشرك هو ما أقره الله وعلمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أنه شرك، فهذه النقطة مهمة جدا لأن بعض الناس يجهلونها من غير المسلمين ومن بعض المسلمين ما لم ينزل به سلطانا، فإذا نزل به سلطان فقد أصبح تكليفا أفعله عبادة لله وحده وهذا الذي غاب عن إبليس لما أمره بالسجود فأبى، فلماذا تجلب لنفسك المشاكل يا إبليس اسجد لآدم، إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين، الله يريد أن يسجد لله وحده ولا يسجد لآدم،
قال له لا فأنت بعصيانك لي تكون محكوما عليك بالرجم فاخرج منها فإنك رجيم. وباللعنة وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، هذا هو الفرق أن بعض الناس يقولون فما بالكم أنتم مشركون أنتم أيضا، لا نحن لسنا مشركين هذا نحن غاية التوحيد قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولد ولم يكن له كفوا أحد، نعم لا يوجد توحيد أكثر من المسلمين، قال لا ما أنتم عندكم بعض الأشياء، قال لا هذا أنزل الله به السلطان، هذا الشرك أن لا تفعلها ولا تخاف النار، فيبقى إذن الرعب
الخاص بالمشركين هؤلاء في الدنيا والآخرة، عندما تأتي لتكلم واحدا تقول فلنفترض أنك مت فأين ستذهب، يقول لك والله ما أنا عارف لا أعرف، المؤمن يعرف يقول له سأرجع إلى ربي وأرجو في وجهه الكريم أن يدخلني الجنة، فأين سيذهب هذا؟ قال ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين، فما السبب الثالث؟ أنهم ظالمون، لأنك تأتي فتقول له أنت تقاتل في سبيل أي شيء قال ولا شيء لأنني آخذ أرضك آخذ أعتدي على عرضك آخذ شيئا منك ولكن عندما تسأل المؤمن يقول لك لا هذا أنا أصبحت مقاتلا في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى بإذن الله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته