سورة آل عمران | حـ 502 | 152 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 502 | 152 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وكأنه يعد المؤمنين إلى يوم الدين ويذكرهم بأيام الله التي أنقذهم فيها من عدوهم وأن الله سبحانه وتعالى يفعل ذلك بالمؤمنين دائما كلما التجأوا إليه حتى إذا ما صدر منهم الخطأ أو وقعوا في الخطيئة فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء ويهدي من يشاء ويعذب من يشاء ويعفو عن من يشاء لأن الملك بيده سبحانه وتعالى فيقول ولقد صدقكم الله وعده
وهذا يذكرها الله سبحانه وتعالى على أساس أنها حقيقة أن الله سبحانه وتعالى يصدق وعده فيذكرها بصيغة الماضي ولقد صدقكم والماضي محقق والحاضر مشاهد والمستقبل مقدر يبقى إذا ما كان في الماضي كان محققا وما كان في المستقبل كان مقدرا وما كان في الحاضر كان معيشا مشاهدا وهو هنا يتكلم بصيغة الماضي ولقد صدقكم الله إذن فهو أمر محقق وليس
مقدرا صدقكم الله وعده يعني الله سبحانه وتعالى صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ولقد صدقكم الله وعده إذ وإذ هنا تعني حيث أتذكرون عندما كأنه يقول ماذا أتذكرون عندما تقتلونهم بإذنه تقتلونهم من مشتقات الفعل جذرها أحس من الحس وتقتلونهم معناها أنكم توقعون بسلاحكم فيهم فيحسون
وخذوا السلاح تحسونهم بإذنه أي تقاتلونهم بإذنه وتحركونهم من أماكنهم بإذنه وتنتصرون عليهم بإذنه وتصدون طغيانهم وعدوانهم بإذنه كل ذلك في تحسونهم بإذنه جاءت من الحس أي أن النصرة حينئذ كانت أمرا محسوسا لأنه يرد على شيء محسوس من الاصطدام ومن التحريك ومن الغلبة إذ تحسونهم بإذن الله وهكذا كانت المعركة أنهم استطاعوا أن يحركوا المشركين حتى فروا
وولوا الأدبار في أحد إذ تحسونهم بإذن الله حتى إذا فشلتم وتنازعتم، فما الخطأ وما الخطيئة؟ ما الفرق بين الخطأ والخطيئة؟ الخطأ يكون عن غير قصد والخطيئة تكون عن نية وقصد، فالخطأ لا نؤاخذ عليه لكنه لا يترتب عليه تحصيل النتيجة أنك وقعت في خطأ في الامتحان فأجبت إجابة غير صحيحة فتفشل وتسقط، فشلت، إذن الفشل نتيجة عن ماذا؟ عن خطأ، وتنازعتم
في الأمر، تنازعتم في الأمر قد يكون خطأ وقد يكون خطيئة، فإذا كان النزاع من أجل الالتزام بالأوامر، ما هو هناك أناس قالوا ماذا؟ نقف هنا مثل سيدنا رسول الله ما قال والآخرون قالوا ماذا لا ما نناقش فإن كان موافقا فيكون سليما وإذا كان مخالفا عن قصد فيكون خطأ أو خطيئة عن غير قصد فيكون خطأ وإذا تنازعتم فيكون النزاع هنا النزاع من الذي محق ومن المخطئ الموافق محق والمخالف مخطئ والخطأ هذا قد يكون عن قصد فيكون خطيئة أو عن غير قصد فيكون خطأ فيبقى
التنازع وهو من كذا جهة تنازع فيبقى من أكثر من جهة هو يؤدي إلى عدم النجاح ويؤدي إلى المصيبة والهزيمة والفشل وعصيتم آه هذه خطيئة إذن عصيتم فيبقى واضحة تماما إذن أنه يوجد مخالفة وهذه المخالفة عن قصد فهي ماذا خطيئة إذن فشلتم هذه خطأ تنازعتم خطأ أو خطيئة عصيتم خطيئة إذن الثلاثة موجودون خطأ وخطيئة خطيئة حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم
ما تحبون الذي هو ماذا أنكم تحسونهم بإذنه ترونهم وهم جالسون يجرون ترونهم وهم يواصلون الانهزام منكم من يريد الدنيا حكاية الآخرة هذه ليست واردة في ذهنه، يحسب كيف ستقسم هذه الغنيمة وكيف سنستفيد من هذا الانتصار غدا، حسنا وبعد ذلك أين دنياي، سأعود بالأطفال ومعي ماذا هكذا يعني، منكم من يريد الدنيا، حسنا والآخرة أين تذهب، ليست واردة، ليست معه، ليس أنه لا يفكر فيها، هو لا ينكرها لا ولكن لا يفكر فيها ومنكم من يريد الآخرة ولكن الآخرين لا يفكرون أيضا في الدنيا
التي تسيطر عليهم الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فهذا ما نقوله في المرة القادمة في لقاء والسلام عليكم ورحمة