سورة آل عمران | حـ 503 | 152-153 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم أي لم يسلطكم عليهم بالنصر من أجل أن تتعلموا درسا وأن يكون ذلك اختبارا لكم ولإيمانكم ولتصرفاتكم فيما بعد عند الهزيمة ليبتليكم، لماذا
ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسلط الله المؤمنين على الكافرين فيهزمهم هزيمة منكرة خاصة وأنهم هم المظلومون؟ أين وقعت بدر؟ أفي المدينة؟ أين في المدينة والخندق أين في المدينة الله هذه المدينة أهي للمشركين أم كانت للمسلمين يعني هم الذين يأتون مرة واثنتين وثلاثا وإلا يكون ليسوا هم الذين بدؤوا هؤلاء قاعدون يضربون نعم وبالرغم من ذلك فإن الله سبحانه وتعالى صرفهم عن المشركين في هذه الموقعة لماذا لكي نحن إذن نتعلم إلى يوم الدين ماذا نعمل عندما تحدث الهزيمة
والانتكاس ماذا نعمل ليبتليكم يعني ليختبركم وينتحنكم والذي حصل ماذا الذي حصل أن سيدنا رسول الله قاتل وصمد أول شيء أنه صبر هذا أول درس وفي هذا الصبر كان الصحابة يقولون كنا إذا اشتد الوطيس احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا رسول الله كان كالأسد الهصور فلما كان يشتد القتال ويضعف الناس وكل واحد السيف يرتعش في يديه من الإعياء قاموا يذهبون خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام حسنا وبعد ذلك
وجدنا الفداء في صحابته الكرام وجدنا أبا طلحة وهو ينزل يدافع عن رسول الله في كل اتجاه حتى أم سليم بنت ملحان أم أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت وشمرت وجاهدت من حوله عمر بن الخطاب أبو بكر الصديق سيدنا علي بن أبي طالب تكتلوا ووقفوا لأن كان الغرض والهدف الكبير أن يقتلوا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم فلم ينجحوا لم يقتلوه ولم يعرفوا كيف يأخذون المدينة
ولم يعرفوا إلا أنهم كسروا نفوس المسلمين قليلا وهذا ناتج عن الفشل والتنازع والمعصية ولكن مع الصبر عدم المقاومة ومع المقاومة عدم الإحباط دروس هي إذن وبعد ذلك رجعوا كيف شكلهم يعني لا تأخذني مضروبين ضربا شديدا جميل الذي جرح في وجهه في يديه والجرح هذا جرح السيف الخاص بك تذهب في المتاحف تشاهدونها هكذا شيء مدهش وجرح جرح كبير وعندما يتجرح الإنسان ترتفع حرارته وعندما ترتفع حرارته تصبح نفسيته هكذا غير مسرورة طيب
وبعد ذلك راجعون مضروبين واحد وهو متعب جدا هكذا ومضروب ماذا يفعل يريد أن يبكي يريد أن يخلع قليلا ينام نوما عميقا هكذا قرابة اثنتي عشرة ساعة، فالذي منكم ذهب إلى الجهاد والحرب والجيش يصبح يريد أن يأكل طعاما ساخنا هكذا فيه لحم هكذا، يعني شيئا هكذا يعطي طاقة في هذه الحالة هكذا، فيخلعون ثيابه ويأتون بقليل من الماء ليمسحوا الدم، قال لهم: ماذا تفعلون؟ قالوا: ما رأيك قال لا وما وراءهم ما هذا فعلا امتحان وراءهم
طب أتتركونهم أم ماذا فساروا وراءهم حتى أدركوهم في حمراء الأسد موضع يسمى حمراء الأسد قريب من مكة قليلا جروا وراءهم كل هذا أجل جروا وراءهم تخيل المهزوم المضروب يجري وراء الغالب المنتصر جروا وراءهم لما جروا وراءهم ماذا فعلوا دخلوا مكة وهم في حالة ذعر، لماذا هؤلاء وراءنا؟ هؤلاء سيدركوننا، ولحقوا بفلول منهم في حمراء الأسد فضربوهم. ماذا تفعل هذه؟ تصنع معنويات عالية جدا. لما رجعوا إلى
المدينة رجعوا وهم منتصرون. إن نتيجة أحد أن المسلمين لهم الانتصار. انتبه، نحن نميل إلى القول إننا انهزمنا وما إلى ذلك، والدروس أبدا هذا أحد انتصرنا فيه ولكن انتصرنا بماذا بالصبر بعدم الإحباط بالمتابعة فتركهم وهم راجعون الواحد أصبح عندما يكون منتصرا وفي جرح يقول لك لا تذكر هذا الأمر نحن فعلنا بهم كذا وينسى الجرح الذي في جسمه هذا هو فيقول ثم صرفكم عنهم ليبتليكم حسنا نحن الآن في خطأ
وخطيئة ثلاثة أشياء فشلتم فيها: التنازع والمعصية، ولقد عفا عنكم، فعفا عن ماذا؟ عن كل شيء، والله ذو فضل على المؤمنين، إنه يمتحنهم، إنه يعلمهم، إنه يوفقهم، ولكن عندما أجيء وأهزم في الحرب وأرسخ الهزيمة في نفسي وأقول: يا الله، لقد هزمت، قال تعالى: كيف هزمت؟ إن الحرب لتحقيق إما أن تموت يا محمد أو تأخذ المدينة، ولم تتغذ الحرب في ظاهرها بعدد القتلى وما إلى ذلك من الأمور. فإذا كنتم قد جريتم وراءهم وضربتموهم كما ضربوكم ورجعتم منتصرين، فإن
الله ذو فضل على المؤمنين أم لا؟ إنه ذو فضل على المؤمنين إذ تصعدون ولا تلوون على أحد. وهذه نبدأ بها لقاءنا في المرة القادمة إن شاء الله، فإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.