سورة آل عمران | حـ 505 | 154 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا الإنسان يحارب في سبيل الله قوم تجد ربنا أنزل على قلبه الطمأنينة من المفترض أن ما السيف الذي سيأتيني من أي جهة، والقذائف التي ستنزل في أي جهة، والمدفع الذي سيضرب من أي جهة، سأبقى خائفا والخوف
هذا يطير النوم من عيون الجبناء، أما الذي ثبت الله قلبه فتجده نام وينام والضرب يعمل حوله، ويحكي لنا المجاهدون في سبيل الله أنه كان الضرب يأتي وقذائف انفجرت وهو نائم نوما عميقا وسمع القنبلة تنفجر ثم قنبلة بعدها على بعد عشرة أمتار ثم قنبلة بعدها على بعد عشرة أمتار فعلم أن القنبلة القادمة ستصيبه وهو نائم فتدحرج بسرعة هكذا فجاءت القنبلة بعده بخمسة أمتار ونجا لأنه كان
نائما في خندق وفي تراب وما إلى ذلك أالله أنت نائم أم صاح أنت تتحرك أم أنت بيز بالضبط أم لا همه قلبه مطمئن وقلبه المطمئن هذا يجعله يسمع الأصوات وهو نائم ديكهت بقى كان يبقى راكبا فرسا وبعدين ينام ما هذا أنت حولك هذا أنت ستأتيك السهم أم الرمية أم السيف من أي جهة فكان لازما وترتعد وتركز لا هذا ليس همه ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة النعاس فالنعاس هذا ما هو أمن وأمان هكذا وطمأنينة في القلب
يغشى طائفة منكم فذهبوا قالوا إن النعاس علامة إيمان وعلامة نقصان فإذا كان في اللقاء لقاء الحرب يعني فهو علامة إيمانه وإذا كان في الصلاة فهو علامة نقصان، فماذا يأتي في الصلاة إذن؟ وينام هكذا مما لا ينفعنا، هذه الصلاة تحتاج إلى ماذا؟ يقظة، حتى تعلموا ما تقولون، تحتاج إلى وعي، تحتاج إلى ذكر، ولذلك فالنوم علامة إيمان وعلامة نقصان في اللقاء يكون علامة ماذا؟ إيمان، وفي الصلاة
هذا يكون علامة نقصان، يغشى طائفة منكم، أي قسمهم وقال لهم من قبل ما منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة فهنا قال يغشى طائفة منكم التي تريد الآخرة وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يبقى هذا مرعوب هذا لا في نوم ولا في نعاس ولا شيء انتبه النعاس ليس النوم النعاس مقدمات النوم الإنسان هكذا فما بال عينه مطمئنة هكذا، هو فقط واع بما حوله، وإنما هي علامة الطمأنينة وهدوء البال. أما الطائفة الثانية فقد اهتموا بأنفسهم
يظنون بالله غير الحق: هل سننتصر أم سنهزم أم ماذا سيحدث؟ أصبحنا حكاية هكذا، ليلة سوداء وليلة بيضاء هكذا، يظنون بالله غير الحق. والله صدق وعده، ألا يقول لهم ولقد صدقكم الله وعده فهم هنا يجيئون ويظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، الظن المبني على الجهل بصفات الله، الظن المبني على الجهل بسنة الله، الظن المبني على الجهل كشأن زمن الجاهلية وظلمة الجاهلية التي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس منها إلى نور الإيمان. وساعة الآخرة يبدؤون
إذن يفكرون في هذا الموقف، هذا أنت قريب من الشهادة فيجب أن تكون متيقنا، هم إذن لا يزالون حيارى يا عيني يقولون هل لنا من الأمر من شيء ونحن ما كانت هذه الورطة، هذا يمكن أن أموت، الله هل أنت لم تنتبه إلا الآن في الموقف ليرى هذا ليس توفيق يقولون هل لنا من الأمر من شيء، فلنفترض حدث نصر فما يعني أن يكون نصرا لي أنا، وما شأني، ولنفترض حدثت هزيمة وأسرت مثلا، فما شأني، حائر مسكين لا يربط الحكاية بالآخرة، لا يربط أن هذا العمل يدخله الجنة حيا أو ميتا، لا يربط هكذا قل.
إن الأمر كله لله سواء هزمنا أو انتصرنا، ما يجب أن تعلق الأمور بربنا، يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك، فكيف عرف محمد هذا؟ هل انتبهت؟ قل له انتبه، هذه الطائفة في نفسها شيء لا تقوله لك أبدا، الذي يعرفه الله، يقولون لله، فلماذا لمحمد اطلاع؟ يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا، كنا نعقد مفاوضات ونبرم اتفاقيات ولا يحدث شيء. قل لو
كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم. وانظر هنا يسمونه أصحاب البلاغة الالتفات: قل لو كنتم في بيوتكم يخاطبكم هنا بقوله بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعكم، ها أنا أكلمكم هكذا، مضاجعكم، لا إلى مضاجعهم، لو كنتم في بيوتكم وعملتم ما لم أكمل العبارة كما لو كان ضجرا منهم كما لو
كان يعني يريد شيئا، ليس مؤذيا لهم، لا يحبهم، فلا يريد أن يذكر تحياتهم مرة أخرى، فيقول ماذا؟ مضاجعهم كأنهم أناس غائبون وهذا ما يسمونه الالتفات والالتفات له أغراض من ضمنها التحقير، أي لست أطيق يا أخي أن أكلمك، حتى تعرف أنه يكلمني كيف؟ نعم أكلمك في البداية ريثما أكمل الجملة ثم أولي وجهي الناحية الأخرى، معناه كذلك. إذن إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله