سورة آل عمران | حـ 506 | 154 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى في نهاية الآية "وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور" وهذا جعل الإنسان في حذر دائم من ربه لأنه ليس هناك أحد لا من الملائكة المقربين ولا من المرسلين ولا من أولياء الله الصالحين ولا من الجن الشياطين ولا من الأتقياء
المؤمنين عليم بذات الصدور سوى رب العالمين فالله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يعلم السر وأخفى هو الذي يعلم ما في صدرك لدرجة أنه يعلم ذلك أكثر منك يعني في ساعات يضحك الإنسان على نفسه يرتكب ذنبا ثم يتوب من الذنب وعندما يتوب من الذنب ينسى الذنب وعندما نذكره أو نقول له بأنك فعلت كذا يقول لا أنا لم أفعل لم أفعل لا أنت فعلت ولو تأمل في نفسه هكذا لا نعم هذا أنا فعلت كيف لا يحب أن ينسى
يبدأ من جديد وسيفعل ذلك يوم القيامة حتى مع ربنا سيفعل ذلك ولذلك هو عليم بذات الصدور ومن هنا جاء الاختبار والامتحان فأنت في اختبار وامتحان مع ربك دائما من أجل أن تنتهي عن الشر وإذا وقعت فيه رجعت واستغفرت ومن أجل أن تسارع الخير ولو تأخرت فيه عزمت وقررت وإذا عزمت فتوكل على الله وبعد ذلك انتبه والله يحب المتوكلين هذا ربنا يحب التوكل عليه إذا
هذه الكلمات كجزء من آية في منتهى الأهمية في حياة الإنسان المؤمن تبين أهمية الإيمان حقا الإيمان هذا ليس مجرد تصديق بالقلب ليس مجرد قناعة بالعقل هذا الإيمان دافع ومانع يدفعك إلى الخير ويمنعك من الشر حسا إذا فالإيمان له أثر حسي لأنك مؤمن بصفة من صفات الله وهي أنه عليم بذات الصدور وبصفة أخرى أنه يبتلي ما في صدرك ويمحص ما في قلبك وبصفة
ثالثة أنه قد أنزل التكليف في صورة الأوامر والنواهي الطاعات والمعاصي فأمرك بالطاعة وينهاك عن المعصية، كل هذا الإيمان الذي تربيت عليه وآمنت به هو قضية كبيرة عند آخرين حائرين في ما إذا كان الإله موجودا أم غير موجود، وإذا كان موجودا فهل له شأن بنا أم ليس له شأن بنا، وإذا كان له شأن بنا فعلى أي أساس هل يستجيب لدعائنا فحسب، أم أنه كلفنا وأنزل النهي والأمر؟ وإذا كان له نهي وأمر فهو يعلم ما في صدورنا ولا يمكن أن نخادعه ونضحك عليه. هذا موجود في
عقائد كذلك عند بعض الخلق أن ربنا لا يعلم ما في الصدور، ولذلك يمكن أن نخادعه هكذا. فهو يرى الظاهر أما الباطن هذا الذي لنا كيف سيعرف كل هؤلاء الناس أما المسلم فيعرف أنه يعلم ذات الصدور ما في الصدور هذه الصفات التي يؤمن بها المؤمن لها أثر في حياته ليس مجرد إيمان وهذا الذي تتعجب منه طائفة من البشر من المسلمين يتعجبون من المسلمين في هذا أنتم في حاجة أي ما المانع أن تؤمن بالله وحسب، ما المشكلة عندما تؤمن بالله وربنا هذا يكون في المسجد، ما الذي أخرج ربنا من
المسجد؟ إن ربنا لا شأن له بك خارج المسجد، أنت في المسجد تصلي وتعتكف وتذكر وتدعو وتقرأ فقط وكفى بذلك، حسنا إن هذا ليس ربنا الذي نعبده، لأن ربنا الذي نحن نعبده وصف نفسه في كتابه بصفات كثيرة منها صفات الجلال ومنها صفات الجمال ومنها صفات الكمال وسبحانه وتعالى أمرنا أن نؤمن بهذه الصفات فما عليك إلا أن تؤمن آمن وليس لك شأن بإدخال هذا في الحياة هذه هي الدعوة وهذا هو الفارق بين الإسلام كدين يقتضي إيمانا بالله تكليفا للخلق ويرى يوما آخر في الثواب والعقاب للحساب وبين
عقائد كثيرة يراها البشر إذا فلا بد أن تفهم هذه الحقيقة لأنها هي الفاصل بين المسلم وبين غير المسلم غير المسلم هذا قد يكون مؤمنا بالله وقد يكون أيضا مؤمنا بكتب وقد يكون أيضا مؤمنا بالحياة وقد يكون غير مؤمن وقد وكذلك ولكن ماذا يعني من أنت عندما يجلس البشر هكذا ويسألونك من أنت؟ مسلم فماذا تعني تقول له مسلم يعني مؤمن بالله له صفات كثيرة ومؤمن بالتكليف ومؤمن بماذا وما آخرها ما هذه الصفات الكثيرة أنه عليم بذات الصدور يا خبر أبي عليم بذات الصدور هي التي تجعل
المسلم مسلم عليم بذات الصدور يعني أنا معي كذلك عليم بي ليس بما بي في حجرة الظلماء في ليلة الظلماء لا بل عليم بالذي بداخلي كذلك الذي لا يطلع عليه أحد من البشر وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته