سورة آل عمران | حـ 514 | 160 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 514 | 160 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلم المؤمنين ويذكر لهم حقيقة واقعية ولكنها إيمانية في نفس الوقت، يقول سبحانه وتعالى يخاطبنا إلى يوم الدين "إن ينصركم الله فلا غالب لكم هذه حقيقة تغير حياة الإنسان إذا آمن بها وصدقها وفهمها وعمل بمقتضاها وعاش فيها أن ينصركم الله فلا غالب
لكم ما هذا إنها قوة عظيمة جدا لأنك أولا يجب عليك أن تؤمن بالله ثانيا أن تعلم صفات هذا الإله من أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد إذن لو انتصرت في المعركة فذلك من عند الله، ولو لم تنتصر فذلك من عند الله. ما الفرق؟ والله! إنك لن تتأثر بشيء بعد ذلك، وأنت منتصر تقول الحمد لله، وأنت منهزم تقول الحمد لله على كل حال، وأنت منتصر صابر لأمر الله، وأنت منهزم صابر لأمر الله. هذا أنت لا تهزم إذن وهذه التي يسمونها
الآن الروح المعنوية ويبذلون فيها ملايين الجنيهات والدولارات والإسترليني وكل ذلك من أجل الروح المعنوية وهذه تأتيك بكلمة واحدة إن ينصركم الله فلا غالب لكم إذا آمنت بذلك فقد وصلت إلى المرحلة التي لا يمكن أن تنكسر فيها نعم تحدث هزيمة نعم يحدث انتصار ولكن لا يحدث أبدا انكسار إن ينصركم الله فلا غالب لكم تحولت من حقيقة واقعية إلى حقيقة إيمانية وهذه الحقيقة الإيمانية ستؤثر في سلوكك لا محالة وتمنعك من الانكسار والإحباط والضياع
عندما تواجه الشدائد وتجعل كل تصرفاتك وسلوكك ينصب لتحقيق مراد الله سبحانه وتعالى إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده في الحقيقة يعني عندما الله سبحانه وتعالى يسحب منه المعونة والمدد يستطيع أن يعمل شيئا أم لا، حول ولا قوة إلا بالله ما معناها أيضا وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده لا أحد، حقيقة الإيمان بأن النصر الله
وإن النصر من عند الله أساسه التوكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه أي كفايته أي لو توكلت على الله لا تريد سواه وحقيقة التوكل على الله الإتيان والتلبس بالأسباب على الوجه الذي يرضى عنه الله سبحانه وتعالى هذه حقيقة التوكل هكذا أن تكون الأسباب في يدك لا تترك الأسباب، ترك الأسباب ليس توكلا، ترك الأسباب توكل، لكن
حقيقة التوكل أن يكون السبب بيدك. المعركة تحتاج إلى ماذا؟ سلاح، إذن يجب أن يكون السلاح معك، وهذا السلاح شكله ماذا؟ لا بد أن يكون متوائما مع العصر، لا بد أن يكون من صناعتك وتحت يدك، لا بد أن كاف لأداء فرض الكفاية عليك لا بد أن تكون متدربا عليه قال تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة لا بد أن تكون قد بذلت فيه كل وسعك من مال ومن ذكاء ومن وقت ونحو ذلك فإذا كان السبب بيدك على ما يرضي الله ثم
دخلت في المعركة كنت متوكلا والله وإذا لم يكن السبب بيدك إذن فأنت عاص، ما هو ربنا قال لك اقعد فما قعدت ولا اتخذت الخطوات الخاصة بالإعداد ولا أتقنت العمل، والعامل قعد ثمانية وعشرين دقيقة وهو مطالب أن يجلس ثماني ساعات في العمل، فيكون كل هذا ماذا؟ هذا عصيان، ومقابلة هذا العصيان بماذا تكون؟ بالخذلان والعياذ بالله، ولذلك يختتم الله بحقيقة ذلك الإيمان بأن النصر إنما هو من عند الله وأن الخذلان إنما هو لمن يعصي الله فيقول وعلى الله فليتوكل المؤمنون. يبقى
إذن يجب على المؤمن أن يتوكل على الله حق توكله ويكون ذلك بالأخذ بالأسباب والدعاء إلا أن يا رب انصرنا من دونكم وعلى الله فليتوكل المؤمنون وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته